منوعات

ممنوع من تحقيق حلمه بأمر أطباء 57357 ..عمر : نفسي اروح الحضانة بعد العيد

10301285_854052861294392_6722891622236786277_n

داخل حجرة صغيرة بمستشفى 57357 يقضى «عمر»، الذى لا يتعدى عمره 4 سنوات، إجازة عيد الأضحى محاطاً من كل اتجاه بأجهزة وأدوية، متمنياً أن يكتب الله له شفاءً عاجلاً حتى يخرج للاستمتاع بالعيد بين أسرته وفى الملاهى والمتنزهات كعادته كل عيد.

«كان نفسى أعيِّد مع صحابى وأنزل أصلِّى العيد مع بابا فى الجامع».. كلمات صغيرة عبر بها «عمر» عن أهم أمنية بالنسبة له وهو قعيد فراشه داخل المستشفى بعيداً عن أصدقائه. فقرابة الـ10 شهور الماضية قضى أوقاتاً قاسية على طفل فى مثل سنه بسبب ظروف مرضه الذى فوجئ به ذات ليلة عندما أصيب بارتفاع مفاجئ فى حرارة جسده، لينتقل به والداه لأغلب المستشفيات القريبة من منزلهم، إلى أن رست السفينة داخل مستشفى 57357 ليعلنوا عن حقيقة إصابته بـ«سرطان النخاع».

«عمر كان بيقولى لما تروحى لربنا قوليله إنى مش موجود»، قالتها «فاتن»، والدة «عمر»، مستدلة بذلك على حب عمر للحياة، وأنه من شدة رغبته فى مقاومة المرض يرغب بأن يصبح «طياراً»: «بيقولى نفسى أقوم برحلة طويلة أزور فيها الأطفال المرضى زيى فى جميع مستشفيات العالم علشان أخفف عنهم وجعهم».

احتياج «عمر» منذ 3 أشهر لـ«زراعة نخاع» لم يؤثر فيه أو فى والدته التى سعت إلى تحقيق حلم ابنها الصغير فقامت بكتابة تعهد للطبيب يتضمن موافقة على إجراء الجراحة رغم العواقب المحتملة مثل ارتداد المرض له وعقم بعد الزواج وأخيراً الموت المحتمل، وبالرغم من نجاح الجراحة المشروطة بتطابق الجينات بينه وبين أخيه الأكبر «زياد»، إلا أن المرض كان أقوى منه وتغلب على جسده الهزيل، وارتد سرطانه إلى مكانه المفضل داخل «نخاعه الشوكى».

بالرغم مما حدث فإن الضحكة لم تفارق «عمر» ولم ينقطع يوماً عن صلاته التى يطلب فيها من الله بألا يموت ويبقى حياً ليلهو مع إخوته، أما أغلب أوقاته فى المستشفى فيقضيها بملابس «سوبر مان» محاولاً الطيران من فوق سريره لينقذ المحتاجين لمساعدته: «نفسى بعد العيد أروح الحضانة عشان أقول لصحابى أنا خفيت ومش هروح المستشفى تانى». حلمه بسيط، لكنه ممنوع من تحقيقه بأمر الأطباء، فهم بذلوا قصارى جهدهم لمساعدة «عمر» على الشفاء حتى توصلوا لقرارهم الأخير بخروجه من المستشفى أملاً فى شفائه من السرطان.

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى