رأي

منى شماخ | تكتب: ثقافة القهر

منى-الشماخ
تنطلق الدعوات المطالبة بحرية المرأة ، و في الغالب المرأة هي صاحبة الدعوة ، وقد يساندها بعض الرجال.

و سؤالي هو: ممن ستأخذ المرأة حريتها؟

الاجابة الطبيعية: من الرجل الذي يسيطر على المجتمع ويسلبها حريتها ويستأثر هو بكل ما ينكره عليها من حقوق.


لكن دعونا نلقي نظرة شاملة على المجتمعات التي تتراجع فيها مكانة المرأة ،وهي تلك المجتمعات التي نصفها بأنها “ذكورية”
هل يحظى “الذكر” بحريته في تلك المجتمعات بالفعل؟


الاجابة الواضحة لي هي: لا.


المجتمعات التي تقهر المرأة ،تقهر الرجل كذلك ،ربما كان وضعه أفضل لكن لا يمكننا القول أنه ينعم بحريته خارج دائرة القهر
المجتمعات “السلطوية”تقهر الانسان سواء الرجل أو المرأة.


حتى القوانين التي تقيد حرية المرأة في تلك المجتمعات ، نجدها كذلك تضيق الخناق على الحريات الانسانية بصفة عامة
النظام الاجتماعي القائم على القهر يتبادل أفراده الأدوار السلطوية بينهم: الأب يسيطر على الأم التي تسيطر بدورها على الأبناء ، ويقع الجميع تحت وطأة قهر السلطة بما تملكه من قوة سياسية أو دينية.


انها “ثقافة القهر والاستعباد” السائدة في المجتمع لا ينجو منها ذكر أو أنثى.


الظلم الواقع على المرأة وسلبها حريتها جزء من ثقافة سائدة في المجتمع ، أي أنه عرض لمرض أشد خبثاً يمثل ثقافة المجتمع ككل ، وعلى ذلك تصبح الدعوة لحرية المرأة دعوة ناقصة ، فمن الخطأ أن تنظر المرأة للرجل كغريم يسلبها حريتها ، وعليه فهي تسعى اما لمعاداته أو للتشبه به حتى تثبت له أنها مثله ،وفي هذه الحالة لاتأخذ حقها كامرأة ،بل كنسخة مشوهه للرجل.

ما أراه هو أن ندعو للقضاء على “ثقافة القهر” ، و أن تكون الدعوة لـ”حرية الانسان”.

  • الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رآي الشرقية توداي ، بينما تعبر عن رآي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى