أخبار العالم

موعد بداية العامة الهجري الجديد 1440

 

الفلك يعلن موعد بداية العام الهجري الجديد

 

 

يحتضن العام الميلادي الحالي ٢٠١٨ توافقا زمنيا لبداية عاميي ١٤٤٠ الهجري الجديد مع عام ١٧٣٤ القبطي الجديد فى نفس اليوم ( يوم ١١ سبتمبر المقبل) فى رمزية قدرية تؤكد وحدة المصريين الوطنية ، تلك الحالة الاجتماعية والسياسية التى تعبر عن وحدة الشعب بمختلف شرائحه ومنابته على هدف واحد مشترك دون النظر إلى اعتبارات اختلاف المنابت والتنوع ، مما يؤكد أن المسلمين والمسيحيين فى مصر أيد واحدة حتى فى احتفالهم ببداية تقويمهما ٠

إذن هى أيام قليلة ويدق عام ١٤٤٠ الهجري الجديد الباب بما له من أهمية خاصة في حياة المسلمين فى جميع بقاع الأرض، بعباداتهم ومناسباتهم الدينية وهو مناسبة دينية توافق ذكرى هجرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، والتي تم اتخاذها بداية للتقويم الهجري ، ويأتينا العام الهجري الجديد ومازال المسلمون يعيشون نفحات أجواء مناسك الحج المبارك ، حيث يكون حجاج بيت الله الحرام قد أتموا حجهم وعادوا لديارهم.

وفى ذات اليوم يبدأ العام القبطي الجديد ، حيث يعتبر التقويم القبطي هو التاريخ الرسمي لطائفة الأقباط في مصر حتى يومنا هذا ، ويرجع أصلها إلى اعتبار تاريخ ولاية الإمبراطور الرومانى دقلديانوس حكم مصر بداية للتقويم القبطى وتخليدا لشهداء الأقباط الذين نكل بهم ذلك الإمبراطور الوثنى لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته ، وتخليدا لهذا العهد الدموي الرهيب فقد أطلق عليه ” عصر الشهداء ” وعرف التقويم القبطي بتقويم الشهداء ٠

وتحدد بداية التقويم القبطي بعد عدة تصحيحات في التقويم الميلادي تم إجرائها منتصف القرن السادس عشر وبموجبها صار يوم ١١ سبتمبر هو بداية السنة القبطية ، واحتفظ التقويم القبطى بأسماء الشهور القديمة التى عرف بها التقويم الفرعونى منذ الأسرة ال ٢٥ فى عهد الاحتلال الفارسي ، وهذه الشهور هى توت بابه هاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسرى ٠

وكشفت الحسابات الفلكية التى أجراها علماء المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أن شهر ذي الحجة الحالي سيكون تاما ، أى أن عدته ستكون هذا العام ٣٠ يوما ، وأن أخر الشهر فلكيا سيكون يوم الاثنين الموافق ١٠ سبتمبر المقبل ، و يمكن الاستفادة من وجود بعض الكواكب بجوار الهلال الجديد للاستدلال عليه على صفحة السماء فى يوم الرؤية .

ووفقا لتلك الحسابات فإن يوم ١١من سبتمبر المقبل سيكون غرة شهر المحرم لعام ١٤٤٠ هجريا وبالتالى بداية العام الهجرى الجديد ، وشرعا يفصل المسلمين عن بداية السنة الهجرية رؤية هلال شهر المحرم، وعلى الأرجح تتوافق الرؤية الشرعية واستطلاع الهلال في كل شهر عربى مع الحسابات الفلكية ، ويعود ذلك إلى دقة الأجهزة الفلكية الحديثة و تطورها ، والتي غالبا ما تكون حساباتها صحيحة إذا ما قورنت لاستطلاع هلال الشهر الجديد في الليلة السابقة له.

والتقويم الهجري هو أحد التقاويم التى اتخذتها الشعوب ، والتى تختلف فى خصائصها الدقيقة عن بعضها البعض إلا أنه يمكن إجمالها فى نوعين رئيسيين أحدهما شمسى أساسه دوران الأرض حول الشمس والآخر قمرى وأساسه دوران القمر حول الأرض وثالث مختلط يجمع بين التقويميين الشمسى والقمرى ، ويعتمد التقويم الهجرى على رؤية الأهلة ومتابعة ورصد حركة النجوم الثابتة المستقرة فى حركتها مثل الشمس والكواكب والاقمار ومن خلال هذه المتابعة ورصد حركة هذه الأجرام وحساباتها ، وقد تم تقسيم السنة الهجرية إلى 12 شهرا يحتوى كل منها على 29 أو 30 يوما وفقا لدورة القمر الشهرية حول الأرض ، وبحسب التقويم القمرى للمسلمين فإن السنة الهجرية الأولى وافقت بالحساب الميلادى الخميس ١٥ يوليو عام ٦٢٢ يوليانية٠
وكان العرب قبل الإسلام يستخدمون تقاويم مختلفة ترتبط بأحداث مهمة وجمعيها مبنى على حركة القمر الشهرية ، فقد كانوا يؤرخون الحوادث بالنسبة للعام الذي بنيت فيه الكعبة عام ١٨٥٥ قبل الميلاد، ولما أصبح هذا التاريخ موغلا فى القدم أخذوا يؤرخون بحادث إنهيار سد مأرب باليمن ( عام ١٢٠ قبل الميلاد ) ، ثم بدأوا يؤرخون الحوادث بعام الفيل ٥٧١ ميلادية ، وقبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة أخذوا يؤرخون بعام تجديد الكعبة ٦٠٥ ميلادية ٠
وبعد هجرة الرسول من مكة إلى المدينة بدأ المسلمون الأوائل يؤرخون حوادثهم بشكل أخر فقد سموا السنة الأولى للهجرة ب” سنة الإذن ” بالهجرة ، والثانية ” بسنة الأمر “بالقتال ، والثالثة التمحيص ، والرابعة الترفئة والخامسة الزلزال والسادسة الاستئناس والسابعة بالاستقلاب والثامنة بالإستواء والتاسعة البراءة و العاشرة بالوداع أى سنة حجة الوداع الأخيرة ٠

واشتهر بنى كنانة فى مسألة النسئ أو كبس الشهور لكى تتوافق السنة القمرية مع السنة الشمسية ليكفلوا التوافق بين الشهور والفصول لتكون مواسمهم فى الفصول المناسبة لإقامتها ، أما أسماء الأشهر العربية المتداولة بالتسمية الحالية ، فهى نفس الأسماء التى كان يستعملها العرب فى العصر الجاهلى ، وهى محرم صفر ربيع أول وربيع ثانى جمادى الأولى وجماد الأخر رجب سعبان رمضان شوال ذى القعدة وذى الحجة ، وقد سمى العرب الشهور الهجرية بالتسمية الحالية فى عهد “كلاب بن مرة ” الجد الخامس لنبى الإسلام أى حوالى عام ٤١٢ ميلادية ٠

وبنزول قوله تعالى إن “عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض ” تم تحريم موضوع الكبس أو النسئ فى السنة القمرية ، واعتبرت السنة الهجرية منذ ذلك الوقت ١٢ شهرا ، وتم اتخاذ شهر محرم الحرام ليكون بداية السنة القمرية ، وللتقويم الهجرى عدة ايجابيات عن التقاويم الأخرى ، ومنها أنه إذا أخطأ فى أى شهر فإنه يصحح نفسه فى الشهر التالى ، وعدم ثبوت مواعيد الاعياد والمواسم الدينية والعبادات الهامة نتيجة أختلاف طول الشهر الهجرى يكسر رتابة التكرار فى نفس الموعد من كل عام ٠

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى