أعمدةمقالات

نادر بكار | يكتب : إنه الإفلاس بلا شك

نادر بكار

الأخوان انتقلوا دفعة واحدة من مربع التشغيب على السلطة الانتقالية إلى مربع التشغيب على شعب بأسره وإثارة الفوضى بكل معانيها بين جنبات الوطن، لتخويف الجميع ليس فقط من الإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء القادم بل حتى من مجرد ابداء رأى مخالف لرأى الجماعة.

ارتفاع وتيرة الشغب العشوائى الذى تمارسه الجماعة فى الشارع وفى جامعة الأزهر ومحاولة افساد كل فعالية تدعو المصريين للتصويت بنعم وتهيئ المجتمع للمحة ولو بسيطة من الاستقرار، منبتها إدراك الإخوان أن مرور الاستفتاء المقبل ابتداء ثم ظهور نتيجته بنعم فى الأغلب انتهاء، لا تعنى فقط تآكل فكرة تنازع سلطتين على حكم البلاد كما يحاولون الترويج فى الداخل والخارج أو حتى الحكم بالفشل على مخطط تركيع مؤسسات الدولة… وإنما سيعنى عمليا الحكم الشعبى على جماعة الإخوان المسلمين بالفشل السياسى الذريع للمرة الثانية فى أقل من عامين، وضياع قدرتها على منافسة الآخرين فى قيادة المجتمع المصرى على الأقل لعشرين عاما قادمة.

الإخوان من وجهة نظرى يعانون إفلاسا وجمودا بلا شك، فلا هم فقدوا صوابهم ولا الطيش صبغ تحركاتهم، إنما فى الحقيقة هذا هو منتهى قدراتهم، فما عاد فى الجعبة مزيد عند قيادات تعودت أن ترى نفسها وجماعتها دولة داخل دولة، بل محورا يدور فى فلكه الآخرون….كل الآخرين.

يعلمون أن حجتهم لن تصمد فى مناقشة علمية جادة، فليكن إذن الصوت العالى والتشغيب الصبيانى وترويع الآمنين وإثارة الشارع ونشر الفوضى وتقنيط الناس من رحمة ربهم، وحملات التشويه المسعورة تشنها قنوات الجزيرة بالوكالة ليل نهار والترويج للوضع فى مصر وكأنه على شفا الانهيار من كل الجوانب.

وإن تعجب فعجب قول هؤلاء إن الدستور بشكله الحالى يناقض الشريعة أيما مناقضة، وهم أنفسهم من لو فتشت وراءهم طيلة عام وأكثر لبثه قادتهم فى سدة الحكم لن تجد إلا تهربا من تلك الشريعة وقت التشريع والتقنين واستدعاء لها وقت ازدياد وطأة الهجوم على سياساتهم الفاشلة وإدارتهم الرعناء.

د.عصام العريان أعطى خطبة عصماء فى مجلس الشورى عن فصل الدين عن الدولة؛ د.سعد الكتاتنى وقت أن أظهر مرونة أمام مطالب المعارضة أبدى فقط استعداده للتنازل عن المادة ٢١٩، ومن قبل هؤلاء د.محمد مرسى نفسه وهو يصرح فى الفيديو المسرب – مع تحفظى على فكرة التسريبات أصلا – أنه مع بقاء المادة الثانية كما هى… فعن أى شريعة تتحدثون؟ حقكم بلا شك كما هو حق كل مسلم أن يدافع عن شريعته لكنى أرفض المزايدة التى تبتذل الشريعة نفسها وتجعلها أداة للابتزاز السياسى… بالمناسبة هل تنقلون للوفود الأجنبية اعتراضكم على وضع الشريعة فى الدستور؟

المصدر

 

 

 

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى