أعمدةمقالات

نادر بكار | يكتب : قبل التهدئة المنتظرة.. حسابات المكسب والخسارة من حرب غزة (٣)

نادر بكار

سياسيا لم تفلح الجولات الدبلوماسية المكثفة لكيرى وبان كى مون على مدار شهر ٍكامل من العدوان فى تخفيف الضغط الواقع على إسرائيل ومحاولة التوصل إلى صيغة مناسبة لإخراجها من ورطتها بل استغلت حماس هذا التعثر الدبلوماسى فى التصميم على موقفها أكثر وأكثر إذ لم يعد لديها عمليا ما تخسره أكثر.

خصوم نتنياهو السياسيون لم يضيعوا الفرصة فبدت إرهاصات هجوم سياسى عنيف على جدوى العدوان أصلا؛ والتشكيك فى قدرته على تحقيق الأهداف التى وعد بها نتنياهو فى بدايته.

(تسيبى ليفنى) وزيرة العدل الإسرائيلى وأحد أبرز المتنافسين الدائمين على مقد رئاسة الوزراء طرحت أمس مبادرة تهدف من ورائها إلى تحقيق أى مكسب ٍسياسى عجز نتنياهو عن تحقيقه وتشمل خطتها اختصارا : وقفا لإطلاق النار؛ إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فورى إلى غزة، الاعتراف بحكم السلطة الفلسطينية فى غزة بإشرافها على جهاز واحد من القوات المسلحة؛ إنشاء نظام فى السلطة الفلسطينية يضمن أن تصل المساعدات للمدنيين وليس لقادة جماعات المقاومة، فتح المعابر مع غزة وإنشاء متزامن لنظام من شأنه أن يضمن منع نقل المواد الخام مثل الأسمنت لأهداف وصفتها ليفنى أهدافا إرهابية، واستئناف محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية.

ما قدمته ليفنى هو محاولة ٌلاستثمار آثار (حجر العدوان) بعد إلقائه فى ماء الملف الغزاوى الراكد، هو اقتراح ٌلنظام إدارة جديد لغزة يشمل مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ويفرض عزلة سياسية أكبر على حماس.

وفى حين بدا لوهلة ٍ أن حماس قادرة على اللعب بأوراقها السياسية المحدودة بُغية تحقيق أكبر قدر ٍممكن من المكاسب السياسية لمرحلة ما بعد العدوان، فرفعت سقف مطالبها لوقف اطلاق النار، وحاولت فرض لاعبين اقليميين جديدين على القضية (قطر /تركيا) تقوية لموقفها سياسيا فى مرحلة ما بعد حرب غزة لاسيما وقد افتقدت التأييد السورى والإيرانى، وبذلت وسعها لتحييد الوسيط المصرى على خلفية التوتر القائم بين الجانبين عقب الإطاحة بحكومة مرسى العام الماضى، واظهرت صلابة سياسية تهدف بها إلى جنى مكاسب استراتيجية غير متوقعة عند الوصول إلى محطة التفاوض.

ومن هنا يمكن فهم رفض حماس للمبادرة المصرية قبل ثلاثة أسابيع من الآن، رغم أنها لم تختلف كثيرا عن أى مبادرة أخرى لوقف إطلاق النار فوريا يتقدم بها أى وسيط بخلاف الوسيط المصرى، بل لم تختلف نهائيا عن شكل المبادرة التى طرحتها مصر تحت قيادة الرئيس السابق.

المصدر 
 



Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى