أعمدة

نبيل فاروق | يكتب : الحجاب ليس فريضة «بريد 1»

نبيبل فاروق

تلقينا على موقعنا عبر الإنترنت سؤالا من السيدة نوال وهى مغربية تعيش فى فرنسا، تقول فيه إنها مهددة بالفصل من عملها بسب إصرارها على ارتدائها الحجاب، حيث يعتبرون الحجاب رمزا سياسيا وتمييزيا، فهل خلعها للحجاب حتى لا تفقد عملها يجعلها من أهل النار؟

وللإجابة عن هذا السؤال: .. بخصوص ما يسمى بالحجاب الإسلامى، الذى صحته غطاء الرأس الذى لم يُذكر لفظه فى القرآن الكريم على الإطلاق، وأصرت مجموعة من المشايخ على فرضيته، وجعله من أهم أركان الإسلام، مختزلين مقاصد الشريعة الإسلامية وصحيح التفسير، ثُمَّ جَاؤوا بشريعة غير الشريعة، رافضين إعمال العقل، مبتعدين عن المنهج الصحيح فى الاستدلال والتفسير الذى يُفسر الآيات وفقا لظروفها التاريخية، وتبعا لأسباب نزولها، فنجدهم يفسرون الآيات على عموم ألفاظها متغافلين عن أسباب نزولها ومقاصد الشارع الإلهى، إما لأنهم يرغبون عن قصد أن يكون التفسير هكذا، وإما لحسن نيتهم لأن قدراتهم التحليلية تتوقف إمكانات فهمها عند هذا الحد، ولأن مسألة الحجاب، باتت تفرض نفسها على العقل الإسلامى وغير الإسلامى، وأصبحت مقياسا وتحديدًا لمعنى ومقصد وطبيعة الإسلام، فى نظر غير المسلمين، فقد تصدينا لهذا الموضوع المهم بالبحث والتنقيب والاستدلال لنعرف ما حقيقة الحجاب وما المقصود به، وما الأدلة الدينية التى استند إليها من يدعون أنه فريضة إسلامية، لذلك يجب أن نناقش أدلتهم بالعقل والمنطق والحجة، فقد جاءت أدلة من يدعون فرضية الحجاب متخبطة غير مرتبطة، فجاءت مرة بمعنى الحجاب، ومرة بمعنى الخمار، ومرة بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح ابتعادهم عن المعنى الصحيح الذى يقصدونه، وهو غطاء الرأس، وهو ما يعنى أنهم يريدون إنزال الحكم بأى شكل.. وابتداء نعرف الحجاب، فهو لغة: «بمعنى الساتر أو الحائط أو الحاجز، وحجب الشىء أى ستره»، والآيات القرآنية التى وردت فى القرآن الكريم عن الحجاب 4 آيات، وهى قوله تعالى فى سورة الإسراء آية 45 (وإذا قرأتَ القرءانَ جَعلنا بينكَ وبينَ الذينَ لا يؤمنونَ بالآخرةِ حِجابا مَستورًا)، وسورة فصلت آية 5 (وقالوا قُلوبنا فى أكنةٍ مما تَدعونا إليهِ وفى آذانِنا وقر ومِن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون) وفى سورة الشورى آية 51 (وما كانَ لبشرٍ أن يُكلمهُ اللهُ إلا وحيًا أو مِن وراءِ حجابٍ أو يرسلَ رسولاً فَيوحِى بإذنهِ ما يَشَاءُ إنهُ علىّ حَكيم).

وهذه الآيات الثلاث توضح أن الحجاب هو ساتر أو حائط أو حاجز للرؤية الكلية دون لبس أو تورية، ولا صلة لها بغطاء الرأس أو الشعر مطلقا.

والآية الرابعة تتعلق بزوجات النبى وحدهن، وتعنى وضع ساتر أو سور أو حاجز بينهن وبين الرجال من الصحابة، ولا خلاف بين كل الفقهاء والمشايخ فى ذلك المعنى مطلقا، وهى الآية رقم 53 فى سورة الأحزاب تقول (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبى إلا أن يؤذنَ لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظرينَ إناهُ ولكن إذا دعيتُم فادخلوا فإذا طَعِمتم فانتشروا ولا مستأنسينَ لحديثٍ إن ذَلكُم كان يؤذى النبى فيستحيى منكم والله لا يستحيى من الحقِ وإذا سألتموهنَ متاعًا فاسألوهن من وراء حجابٍ ذلكم أطهرُ لقلوبكم وقلوبهنَ وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللهِ ولا أن تنكحوا أزواجهُ من بعدهِ أبدًا إن ذلكُم كانَ عندَ اللهِ عظيمًا).

وللفتوى بقية.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى