رأيمقالات

نجوى أبو العزم | تكتب : الأطفال وحديث الكبار

received_1484329381885732

 

لم نعد نجد لدى أطفالنا البراءة التى اعتدنا عليها ،فأصبح الطفل يتحدث معك وكأنهم رجال ونساء كبار، يناقشونك ويجادلونك ويعترضوا بشدة وينفذوا مايجول بخاطرهم ، فالتكنولوجيا بالفعل أدت مرادها على أكمل وجه فتجد الطفل أمامك يكتب ويحاكيك على مواقع التواصل الاجتماعى لدرجة أنك تشك أن من يحادثك طفل لا يتعدى العشر سنوات.
كما أنه لم يعد يريد أن يعيش طفولته بل يفتخر بأنه يرتدى عباءة الكبار فى فكره وكلماته ، غير أن تلك البرامج التى تعرض على الشاشات والقنوات تهدف لبث العنف الى عقولهم وتدمير الفكر والوعى بل تنمى الغباء كما تخلو من التعاليم الدينية والعادات والتقاليد العربية والمصرية ، ورغم ذلك يعود الخطأ على الأسرة ورب البيت فجميعنا أصبح جل اهتمامنا كسب الرزق والعيش وأن نجعل أطفالنا يرتادوا مدارس اللغات والتجريبية لنتفاخر بذلك أو بمعنى أدق لنجعلهم يعيشوا واقع أفضل مما عشناه مع أبائنا .
تستطيع أن نرى أطفالا تتعامل مع أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية  ببراعة شديدة لا نفعلها نحن،ولهم صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وغيرها تجد بها منشورات لا تعبر عن عمره بل يبدى أراء ناقدة وصاخبة فى بعض الموضوعات الهامة ، وينفعلوا أحيانا بشدرة معبرين عن اعتراضهم على خسارة فريقهم الرياضى مثلا بأحد المباريات ، ويتبعوا الموضة بملابسهم التى يصمموا على اختيارها بأنفسهم وارتدائها حتى  وان كانت غير مناسبة حسب رأى أبائهم.
فهل سنترك لهم الحبل هكذا أم سنمسك بهم لنحافظ عليهم من تلك الحيل التكنولوجية التى تتلاعب بهم فى صورة ألعاب وألوان وبرامج مسلية فلم يعد أحد يريد القراءة أو الرسم  كما كانت هوايتنا نحن .

المقالات المنشورة تعبر عن رأى صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن مؤسسة الشرقية توداى 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى