رأيمقالات

نجوي أبو العزم | تكتب : المعلم وكرامته المسلوبة

نجوي أبو العزم

أصبح المعلم الآن فى وضع يرثى له ، المعلم الذى أمرنا ديننا بإحترامه فى قول الله تعالى بسورة ” المجادلة” :” يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير” ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا للجنة”.
المعلم الذى وصفه الشاعر ” أحمد شوقى” فقال ” قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ”

حال المعلم لم يعد يسر أحد فكرامته سلبت منه حين صفع أحد الطلاب معلمه لأنه وبخه لعدم الاستماع إليه أثناء الشرح ، ونجد ولى أمر يخلع حذائه ليعتدى به على معلم آخر لأنه عاقب ابنه ، كما رأينا ولى أمر يطلق الخرطوش داخل السور المدرسي ليرهب معلم ، وطلاب يستعينون ببعض البلطجية حاملين الاسلحة البيضاء ليعتدوا على معلمين وبخوا بعضهم.

لو رجعنا بالزمن للوراء فأبناء الملوك والأمراء كانوا يجلسوا تحت قدمى معلميهم لايستطيعون رفع أعينهم بهم حياءا وتمجيدا لقيمة المعلم ورفعة درجته، وكانت تكتب الأشعار مثل “ياناشر العلم بهذه البلاد وفقت نشر العلم مثل الجهاد” ، وتضرب الأمثلة ” من علمنى حرفا صرت له عبدا” .

أما حاليا فتجد حوادث القتل والإعتداء على المعلمين قد فاقت الحدود ولم يستطع القانون أن يحفظ حقوقهم ؛ فبالرغم من وجودها لا أنه لم يتم تفعيلها .

فكرامة المعلم لم تهان فقط من قبل الطلاب بل من أسرهم أيضا فإذا لم يكن مرحب بتعليم أبنائهم فليجلسوهم بجانبهم بالمنازل أو يرسلوهم ليتعلموا صنعة تفيدهم بدلا من أرسالهم للمدارس ليعتدوا على من يقدموا لهم النصح والارشاد والعلم فالمدرسة دورها التربية قبل تقديم العلم وماتفشل فيه الأسرة يقع عاقبته على المدرسة .

ونحن فى منازلنا نستشيط غضبا اذا أخطء أطفالنا ولانتحمل لعبهم وصوتهم العالى فما بالكم اذا نظرنا لحال الفصل المدرسي الذى يحتوى على ٧٠ طالبا ونطلب من المعلم ألسيطرة عليه فيظل يقول ” اصمت ياهذا ، وانتبه ياآخر، وهذا يتحدث لزميله وآخرون يضربون بعضهم ، والبعض يريد الخروج لقضاء أشيائه ” وفى وسط كل ذلك والمدة التى تستغرقها الحصة الدراسية ساعة أو أقل نريد من المعلم أن يكون هادئ ويشرح مادته ويسيطر على الفصل بحالة من البرود .

فنريد أن نعرف كيف هو حال المعلم بعد عقد من الزمن اذا استمرت الإهانة له على هذا النحو .

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى