تقارير و تحقيقاتسلايد

أطفال الشوارع بالزقازيق بلامأوى ولا طعام…و تقاعس المسئولين عن إيجاد حل جذرى للمشكلة

7
تحقيق | محمد فتحى

رصدت عدسة الشرقية توداى ظاهرة إنتشار أطفال الشوارع بمدينة الزقازيق ، حيث لا مأوى ، ولا طعاما ،  و لا شراب و أتخذوا من الشوارع سكنا لهم.

حيث يكثر  تواجد أطفال الشوارع خاصة حول منطقة محطة الزقازيق و يكون عملهم التسول و انتهاج اسلوب الكر و الفر و مبدأ “اخطف و اجرى ” حيث ان الواحد منهم ان راى شئ مغرى بالنسبة له فإنة بكل سهولة يتجة نحوة و يخطفه من يد صاحبه و يفر هاربا ، و عادة ما تجدهم فى مواقف السيارات و محطات القطارات و أمام المطاعم لياكلوا ما تبقى من المخلفات

. وتجد منهم من يعمل فى المقاهى و المطاعم ومنهم من يمسح زجاج السيارات ، و بيع المناديل الورقية على الطرق ، و منهم من يسال الناس إلحاحا ليجد قوت يومه فى بلدا ملىء بالخيرات .

هذا بالاضافة الى ما يقوم به أطفال الشوارع من اعمال النشل و السرقة و الانضمام الى عصابات ، و بذلك يصبح مذنب أمام القانون و ذلك ما ينص عليه القانون رقم 126 لسنة 2008 : (ان المسؤلية الجنائية تقع على الطفل من سن سبع سنوات وحتى الثامنة عشر ) ، و هذا يشير الى ان هؤلاء الاطفال تحولوا الى مجرمين يحاربون وطنهم بقصد او بدون قصد ، حيث قال المستشار حسن النجار محافظ الشرقية السابق ان 59% من اللصوص هم اطفال شوارع .

ومن أسباب انتشار ظاهرة أطفال الشوارع ، نجد ان للأسرة دور مهم جدا فى تربية النشأ و خلق أفراد صالحين يعملون على رفعة وطنهم ولكن هذة الاسر تكون فقيرة جدا فتخرج ابنائها من المدارس و تجعلهم يعملون فى اعمال صغيرة مثل : (مسح الاحذية و التسول و غسيل السيارات) ، و ذلك كى يحصلون على قوت يومهم ، و بالتالى يعتبر الفقر سبب رئيس فى انتشار هذة الظاهرة فلو ان هؤلاء الاطفال كانوا من اسر ميسورة الحال لما حدث ذلك و لأصبحوا أفراد صالحين فى المجتمع .

و من ضمن الاسباب المؤدية لوجود ظاهرة اطفال الشوارع  المعاملة الاسرية الغير صحيحة و التعدى بالضرب و اهانة الطفل ، حيث قال “محمد .س “تعقدت نفسيتى لتعدى والدى عليا بالضرب مما دفعنى لترك المدرسة وقيام والدى بارسالى الى ” الاسطى ًعلى ” ميكانيكى و الذى مارس معى كل انواع التعذيب هو الاخر و طفشت من الورشة و المنزل لاكون حرا طليقا فى الشارع و انضم الى اصدقاء السوء الذين علمونى التدخين و شم الكولا .

و ايضا تعد المشكلات الاسرية و التفكك الاسرى احدى اسباب الظاهرة حيث قال “السيد. م “كنت أعيش مع والدتي بعد وفاة والدي ولكن طردتني من المنزل بعد زواجها من رجل آخر ووجدت نفسي وحيدا في الشارع لأنام علي الأرصفة وأقوم بمسح السيارات وغسيلها مقابل جنيه أو أكثر من كل زبون لتوفير مصروفات الأكل والشرب.

وأضافت “زينب المغاوري” موظفة بجامعة الزقازيق ، أن 9% من أطفال الشوارع تعرضوا للاغتصاب علي يد زملائهم الأكبر سنا ولابد من إعادة تفعيل عدد من المواد في قانون الطفل والخاصة بانذار ولي الأمر واتخاذ التدابير ضد الأب المهمل لاطفاله ومحاسبة كل من يعرض الطفل للانحراف أو يحرضه علي التعذيب هو الآخر .

ثم ياتى بعد ذلك تقاعس المسؤلون فى ايجاد حل جزرى لهذة الظاهرة حتى اصبح هؤلاء الاطفال متمرسين فى اعمال الجريمة و الانضمام الى العصابات و تنفيذ المخططات التى تهدف الى زعزعة امن وطننا الغالى مصر، و طبقا للقانون رقم 12 لسنة 1996 و المعدل بقانون رقم 126 لسنة 2008 من قانون الطفل ” ان الدولة ملزمة باحتواء هؤلاء الاطفال و توفير اماكن لهم لممارسة حياتهم بشكل طبيعى ” .

حيث أن الامة التى تستغنى عن شبابها و اطفالها هى امة محكوم عليها بالفشل .

كانت و لازالت ظاهرة اطفال الشوارع مشكلة تارق المسؤلين فى مصر عامة و محافظة الشرقية خاصة نظرا لانها مشكلة متراكمة منذ سنوات ، حتى تحولت القنبلة الموقوتة الى انفجارا هائل ، والحل يكمن فى ان تتخذ الحكومة ممثلة فى المحافظين عدة اجراءات من شأنها توفير المسكن ، و المشرب ، و الملبس ، و التاهيل الثقافى ، و الاجتماعى ، و العمل على دمج هؤلاء الاطفال فى المجتمع ليكونوا طاقة ايجابية فى سبيل رفعة وطنهم .

فهل يسعى المسئولون فى محافظة الشرقية لحل مشكلة أنتشار أطفال الشوارع وتوفير سبل الحياة لهم   ؟

المصدر | الشرقية توداى 

4
2
5
6
3
Water Mark_reporters

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى