كتب | أحمد الدويري
كابوس، كلمات أصبحت تطلق ليس فقط على الأحلام المزعجة التي تؤرق الشخص ، ولكن باتت تطلق على الثانوية العامة ، لما تمثله من حالة قاسية يعيشها أولياء الأمور قبل الطلاب، بل الأسرة كاملة بل أيضًا العائلة كلها.
وجود طالب ثانوية عامة في أسرة أصبح بمثابة الحمل الثقيل الذي يتمنى أصحابه أن ينتهي في أسرع وقت ممكن، وأن يمر مرور الكرام.
بوجود ضغوطات نفسية وعصبية وعلى رأسها مادية، دروس خصوصية وأرق وتعب وسهر الليالي.
ولكن هل هذا كله فقط، لا بل الكابوس الأخطر هو الامتحانات إما أن تجني ما زرعته طوال عام كامل، وإما أن تهدر الزرع وتهمله، أو تجد من يهمله لك.
عام كامل من الصعوبات والضغوطات يعيشها طالب الثانوية العامة في مصر، تحاول الدول جاهدة لرفع هذه المعاناة.
وأيضًا محاربة الدروس الخصوصية التي أصبحت تمثل ميزانية خاصة، ومحاربة طرق الغش بكافة أنواعه.
وذلك عن طريق وضع نظام الثانوية العامة الجديد الذي نستعرضه بكافة تفاصيله خلال هذا التقرير.
نظام الثانوية العامة الجديد
حيث أعلن المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي موافقته على مشروع نظام التعليم الثانوي المعدل بنظام التقييم على ثلاث سنوات «يستخدم فيه الطلاب التابلت كوسيلة تعليمية حديثة أكثر تطورًا».
كما وافق المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي على تدريس مواد تطبيقات الرياضيات للصف الثاني الثانوي مبادئ التفكير الفلسفي والتفكير العلمي للصف الأول الثانوي -التاريخ للصفوف الأول والثاني الثانوي.
وتكون الجغرافيا للصفوف الأول والثاني الثانوي كمواد مستمرة على مدار العام أسوة بمواد العلوم التي وافق عليها المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي في 6/2/2018.
تعديل نظام الثانوية العامة إلى نظام التقييم على ثلاث سنوات
وقال الدكتور «طارق شوقي» وزير التربية والتعليم، إن تعديل نظام الثانوية العامة إلى نظام التقييم على ثلاث سنوات.
بحيث يجتاز الطالب عددًا من الامتحانات على مدار الثلاث سنوات ويحتسب منهم الدرجات الأعلى بنسب متدرجة تضمن حضور الطالب ونجاحه في كل الامتحانات.
مع احتساب أفضل الدرجات في المجموع التراكمي النهائي للتقدم إلي تنسيق الجامعات، وتكون الامتحانات على مستوى المدرسة.
وذلك للتخفيف من حدة ورهبة الامتحانات على أولياء الأمور والطلاب، وأيضاً سوف تكون هناك قواعد صارمة تطبق بالنسبة للغياب والحضور.
الامتحان عن طريق بنك الأسئلة المركزي في نظام الثانوية الجديد
وأشار «شوقي» إلى أن نظام استخدام التابلت الجديد في المرحلة الثانوية سوف يتيح للطالب التعلم والبحث عن طريق التكنولوجيا الحديثة وبدون ضغوط نفسية على الطلاب من أي نوع.
وأن الامتحان سيكون عن طريق بنك الأسئلة المركزي.
ويوضع ويصحح دون تدخل عنصري بشري به، مضيفًا أنه جارى تصنيع عدد مليون تابلت لطلاب ومعلمي الصف الأول الثانوي للعام الدراسي 2018/2019.
شبكة انترنت في 2530 مدرسة في نظام الثانوية العامة الجديد
مشيراً إلى أن عدد 2530 مدرسة على مستوى الجمهورية، سوف يكون بها سيرفر يحتوى على محتوي المواد التعليمية.
ووجود أيضًا شبكة إنترنت داخلية فائقة السرعة، يستفيد منها الطالب مجانًا.
كما أشار إلى أن هذه السنة تجريبية لهذا النظام المعدل، وخاصة للدفعة الأولى للصف الأول الثانوي هذا العام.
وجارى تدريب المعلمين على كيفية الاستخدام الصحيح لهذه المنظومة ليصبح دور المعلم الميسر والمرشد للطلاب، ويكون الطالب هو محور العملية التعليمية.
وأضاف «شوقي» أن نظام الثانوية العامة المعدل لن يكون به نفس التقسيم القديم للعلمي والأدبي، فيدرس الطالب في الصف الثاني الثانوي شعبتين فقط علمي وأدبي.
وأيضًا في الصف الثالث الثانوي نفس الشعبتين دون التشعب لعلمي علوم أو رياضة.
كما أنه تم مراعاة المعايير العالمية في وضع الدرجات وتنظيم ساعة دراسة المواد، لتتماشى مع النظام العالمي في التعليم.
وتحدث الوزير عن أهمية إعادة التذوق للمواطن وتحسين الذوق العام سواء لغويًا أو فى جميع مناحي الحياة.
وأشار «شوقي» إلى نظام التعليم الفني الجديد ودراسة أن يشتمل على سنة إعداد للطلاب قبل الدراسة.
لتأهيلهم لغويًا وتربويًا ومهاريًا، بعد الحصول على شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي.
وذلك لتخريج مواطن صالح، مهني متطور، مواكب للتكنولوجيا الحديثة، يحترم الآخر ويستطيع التواصل الجيد مع المجتمع الخارجي، ومتماشيًا مع سوق العمل المحلي والعالمي.
وأيضًا تغيير نظام وشكل التقييم الخاص بالامتحانات، ليصبح قائم على الفهم وليس الحفظ والتلقين.
مشيرًا إلى أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية الجديدة تنقل التعليم الفنى نقلة حضارية وتحسن من صورته داخل المجتمع.
ويبقى السؤال هل ينتهي كابوس الثانوية العامة بعد كل هذه التعديلات، التي من المفترض أن تكون تسهيلات للطلاب، وانتهاءً لأزمة كل عام.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
