تقارير و تحقيقات

ننشر كواليس اجتماع “الكبار” فى جبهة الإنقاذ.. “البرادعى”: النظام سقط ولا حوار معه.. وعمرو موسى يهرب من السقوط فى “فخ” الإخوان بتجاوز لقاء “الشاطر”.. أحمد سعيد يغادر المؤتمر غاضبا ثم يعود

S2201022145922

كشفت مصادر مطلعة داخل جبهة الإنقاذ الوطنى لـ”اليوم السابع” كواليس اجتماع الهيئة العليا الذى عقد بمقر حزب الوفد مساء أمس السبت، وتم خلاله الاستماع لتوضيح عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر لظروف وملابسات اللقاء الذى جمعه بخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين واعتذاره عن نتائجه وما أثير بعده.

أكدت المصادر فى روايتها لـ”اليوم السابع”، أن كواليس الاجتماع بدأت قبل انعقاده بساعات، حيث حرص عمرو موسى على إجراء العديد من الاتصالات بعدد من قيادات الجبهة تطرق خلالها للقائه بالشاطر، تمهيدا لاحتواء الموقف الغاضب الذى توقعه الجميع ضده خلال الاجتماع وفى مقدمة هؤلاء الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، والدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد.

وأضافت المصادر أن محاولات موسى لم تتوقف عند الاتصالات الهاتفية بعدد من قادة الجبهة، لاسيما بعد اجتماعه مع شباب حزب المؤتمر فى مقر العجوزة والذى استمر لعدة ساعات تم خلاله التطرق بالحديث لما أدلى به بعض قيادات الإنقاذ حول لقاء موسى بالشاطر، خاصة ما أدلى به حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى عن المحاسبة التى ستتم لرئيس المؤتمر خلال اجتماع الهيئة العليا، وما وصل إلى مسامع شباب الحزب عن رغبة بعض شباب التيار فى الحضور لحزب الوفد لمنع دخول موسى.

قالت المصادر، إنه تم وضع ما يشبه خطة خلال اجتماع موسى بشباب حزب المؤتمر، لتفادى تعرض رئيس الحزب لأى مواقف قد تحرجه أمام وسائل الإعلام التى حضرت لتغطية الاجتماع، متمثلة فى تواجد بعض قيادات الحزب وشبابه بصحبه موسى بالوفد، فى مقدمتهم محمد موسى عضو الهيئة العليا للحزب الذى حضر الاجتماع منذ بدايته، والدكتور مجدى مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر الذى لم يدخل قاعة الاجتماع إلا بعد وصول الدكتور عزازى على عزازى، والدكتور عمرو حلمى عضوا مجلس أمناء التيار الشعبى، بالإضافة إلى الحرس الخاص لرئيس الحزب الذى تواجد خلفه بصورة لافتة للنظر حتى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب الاجتماع وحتى انصرافه من الوفد.

وأوضحت أن حالة من التوتر سيطرت على الاجتماع، خاصة بعد تصريحات الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة قبل بدء الاجتماع عن وجود رغبة لدى البعض داخل الإنقاذ بإبعاد عمرو موسى، بالإضافة إلى قرار أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار بالانسحاب بعد بدء الاجتماع بقليل، لاعتراضه على مناقشة الإعداد للمؤتمر العام الأول، ودعم حملة “تمرد” قبل الحديث عن لقاء موسى والشاطر، إلا أن عددا من قادة الجبهة تداركوا الموقف سريعا باستدعاء سعيد لقاعة الاجتماع قبل تفاقم الأمر، حيث مثل جبهة المعارضين لما قام به موسى كل من حمدين صباحى وأحمد سعيد وأسامة الغزالى حرب وعزازى على عزازى، وعمرو حلمى وجورج إسحاق.

وأشارت المصادر إلى أن عمرو موسى هو من طلب الكلمة لإيضاح ملابسات لقائه بخيرت الشاطر فى منزل أيمن نور، وأعلن أسفه عما أثاره من لغط وردود فعل غاضبة، لافتا إلى تاريخه الطويل فى العمل السياسى والوطنى سواء بالداخل والخارج وأن الجميع يعلم ذلك ولا يمكن المزايدة عليه من أحد، إلا أن الأمر لم ينته سريعا بعد زيادة حدة الحديث لدقائق وارتفاع درجة النقاش بين موسى والغزالى حرب قبل أن يتحدث الدكتور محمد البرادعى، ويطالب الحضور بضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة وعدم الانسياق وراء محاولات شق صف المعارضة قائلا: “النظام الحالى سقط ولا حوار معه”.

كما أوضحت المصادر، أن كلمة البرادعى للحضور خلال الاجتماع كانت بمثابة الختام قبل إغلاق ملف لقاء موسى والشاطر الذى تم خلاله الاتفاق على عدم إجراء حوارات مشابهة بين قادة وأعضاء الإنقاذ مع رموز النظام الحالى من جماعة الإخوان المسلمين قبل 30 يونيه الجارى، حيث تم خلال الاجتماع الموافقة على توفير كافة إمكانيات الأحزاب الأعضاء بالإنقاذ لحملة “تمرد”، على أن يتم ترك شباب الحملة الذين يتواجد بينهم عدد من شباب الجبهة فى الصفوف الأولى للمشهد السياسى على أن يتم دفعهم ودعمهم، وهذا ما جعل الحضور بالاجتماع إلى اتخاذ قرار بتأجيل المؤتمر العام الذى كان مقررا عقده فى الأسبوع الأخير من الشهر الجارى إلى شهر سبتمر القادم، للتفرع للحشد الجماهيرى ودعم تمرد والمشاركة فى فعاليات يوم 30 يونيه.

كان اجتماع الهيئة العليا لجبهة الإنقاذ بمقر حزب الوفد، السبت، قد حضره كل من محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى والسيد البدوى وأحمد سعيد وأسامة الغزالى حرب ورفعت السعيد وسامح عاشور وعمرو حلمى وعزازى على عزازى وعبد الجليل مصطفى ووحيد عبدالمجيد ومنير فخرى عبدالنور وفؤاد بدراوى وجورج إسحاق وحسام الخولى، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الجبهة وشبابها.

من جانبه أكد الدكتور عزازى على عزازى، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، المتحدث الرسمى باسم جبهة الإنقاذ، أن اجتماع الجبهة أمس السبت، بمقر حزب الوفد، قرر تجاوز موضوع لقاء عمرو موسى، والمهندس خيرت الشاطر، مضيفا خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى عقب اجتماع الجبهة، أن الوقت تجاوز الحديث عن المطالب المسبقة للمعارضة الخاصة بإقالة النائب العام، وإعادة صياغة الدستور، مؤكدًا أنهم يستعدون الآن لدعم حملة تمرد ماليًا وقانونيًا وإعلاميًا، موضحا أن جميع رموز الجبهة سيشاركون فى مظاهرات 30 يونيو، وحملة تمرد كحملة شبابية ثورية، دون مزاحمة الشباب فى قيادة تجربتهم الثورية، مؤكدًا أن كل عنف قد يمارس أثناء تلك التظاهرات من فرد أو جماعة هو سلوك مدان ومُجرم.

وأشار عزازى، إلى أن اجتماع الجبهة أمس، أكد ضرورة الدفاع عن قيم وثوابت الجبهة، والاستعداد الكامل ليوم 30 يونيو كونه يومًا مفصليًا فى تاريخ الثورة المصرية، حيث يمثل الموجة الثانية للثورة، بعد اختبار الشعب للنظام الحكم الذى أثبت أنه غير كفأ ولم يستطع إتمام حالة التحول الديمقراطى الذى طمح له الشعب، مضيفا أن يوم 30 يونيو لن يفشل، وأنه نجح قبل أن يأتى بعد تمكن شباب حملة تمرد من جمع 13 مليون توقيع، موضحا أن هناك خطة لما بعد يوم 30 يونيو، بطرح فكرة اللجوء للاعتصام بالميادين، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى لإدارة البلاد، مشيرا إلى أنهم يعملون على دعم شباب تمرد ليكون يوم 30 يونيو سلميًا واستعادة روح ثورة 25 يناير، موضحًا أن جميع التوقيعات تم توثيقها على الموقع الرسمى للحملة لاستخدامها كورقة ضغط لتحقيق مطلبهم.

بينما أكد عمرو موسى، القيادى بجبهة الإنقاذ، عدم صحة ما تم نشره على لسان الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، بأنه “موسى” هو الذى دعا للقاء المهندس خيرت الشاطر، لافتًا إلى أن الدعوة وجهت له، واستجاب لها، لأن مثل تلك المشاورات ليست مرفوضة تمامًا، موضحا خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى عقب اجتماع الجبهة، إن مثل تلك المشاورات والحوارات تتم فى إطار العمل للصالح العام وإنقاذ مصر، والعمل على حقن الدماء، مضيفا أنه لا مجال لعقد مثل تلك المشاورات مجددًا فى الفترة الحالية، مؤكدًا أن التركيز فى الفترة المقبلة سيكون على الاستعداد ليوم 30 يونيو، ودعم حملة تمرد، بما يعكس دور الجبهة الوطنى فى مواجهة ما نراه مساس بالمصالح المصرية.

بدوره أكد منبر فخرى عبد النور، الأمين العام لجبهة الإنقاذ فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، عقب انتهاء الاجتماع، أن الهيئة العليا للجبهة اتخذت قرارًا يلتزم به جميع قادتها وأعضائها بعدم الدخول فى حوارات أو لقاءات مع أى من رموز النظام الحالى إلا بعد التشاور مع الأمين العام والتنسيق مع قيادات الجبهة، لافتا إلى أن عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر اعتذر خلال الاجتماع عن اللغط الذى تسبب فيه لقاؤه مع خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وتم تفهم الموقف وتجاوزه للحفاظ على وحدة وتماسك الجبهة.

كما قال الدكتور وحيد عبد المجيد عضو الهيئة العليا لجبهة الإنقاذ الوطنى، إن اجتماع الجبهة الذى عُقد مساء أمس، السبت، بمقر حزب الوفد، تم خلاله الاتفاق بشكل واضح ومحدد بأنه لا لقاءات بين أعضاء وقادة الجبهة مع جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة الحالية، مضيفا لـ”اليوم السابع”، أن الاجتماع شهد قيام عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر بشرح موقفه من لقائه بخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الأربعاء، فى منزل أيمن نور، وعبر- أى موسى- عن إحباطه من نتائج اللقاء واللغط الذى أثاره، وأنه يشعر بالأسف لهذا اللغط، بالإضافة إلى تأكيده أنه ملتزم بكل قرارات الجبهة.

 المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى