ثقافة و فن

هانى شاكر: مصر ليس بها حرية ولا عدالة.. وغنائى بالأوبرا علاج نفسى

هانى شاكر

 

حكومة قنديل ليس لها أى أداء واضح.. والشارع المصرى لن يهدأ حتى تتحقق أهداف الثورة
ـ غنائى بدار الأوبرا كان بمثابة العلاج النفسى لهمومى وبكيت بحفل عيد الحب حزنا على ما يحدث فى بلدى مصر
ـ شريف إسماعيل ونورهان حسن من أجمل الأصوات التى سمعتها فى برنامج “صوت الحياة”

فى حوار يختلط فيه الفن بالسياسة فتح أمير الغناء العربى هانى شاكر قلبه لـ«اليوم السابع» كواحد من كبار فنانينا الذين أثروا تاريخ الغناء العربى وحظوا بشهرة واسعة فى العالم العربى، لا ينافسه فيها إلا القليلون، تحدث هانى شاكر من خلال خبرته وتاريخه الحافل والمتنوع، ليؤكد أنه دائما فنان يملك من الإنسانية وسعة الأفق الكثير، ولا يتكلم إلا حينما يرغب فى أن يوجه رسائل إما لمحبيه، أو لمصر بلده التى طالما غنى لها وتغنى بها.
تحدث هانى شاكر عن سر بكائه فى حفله الأخير بدار الأوبرا ورؤيته للوضع الراهن وأسباب تأجيل حفله بهولندا.

كيف وجدت رد فعل الجمهور على حفلك الأخير بدار الأوبرا يوم عيد الحب وما سر بكائك فى الحفل؟
– فرحت كثيرا بردود أفعال الجمهور فكلها كانت ردود أفعال طيبة، حيث استقبلنى الجمهور بترحاب شديد وكان الحفل كامل العدد وغنيت 3 ساعات من أجمل الساعات التى عشتها على المسرح، لأنهم كانوا بمثابة علاج نفسى لى فكنت أحتاج بشدة للوقوف أمام جمهورى الذى أعشقه وأحترمه وأقدره وشعرت وأنا بينهم أن الجمهور يحتاج إلى الابتعاد عن الضغوط الشديدة التى يتعرض لها وعن مناظر الدماء التى أصبحت فى كل مكان والحمد لله تفاعلوا بشكل جيد مع الحفل.

أما سر البكاء فهو لا شعورى، وجدت دموعى تنهمر من عيناى وحاولت التماسك ولكنى لم أستطع والسبب حالة الحزن التى أعيش فيها بسبب ما يحدث فى بلدى مصر، وكلما سمعت كلمة مصر أو غنيت لها أجد عيناى تذرف الدموع حزنا على ما وصلت إليه الأوضاع.
لماذا أشركت كلا من المطرب الشاب شريف إسماعيل والمطربة الشابة نورهان حسن فى حفلك الأخير بدار الأوبرا؟
– شريف إسماعيل ونورهان حسن من أجمل الأصوات التى سمعتها فى برنامج «صوت الحياة»، وحاولت بعد انتهاء البرنامج أن أقدمهما لجمهورى كنوع من التشجيع لهما فى بداية حياتهما المهنية، وحقيقة استطاعا أن يبهرا الجمهور ويبهرانى شخصيا، ولم يهابا وقفة مسرح دار الأوبرا ولا الجمهور الكبير الذى حضر الحفلة وغنيا بشكل رائع، وتلك الخطوة لن تقف عند شريف ونورهان، وإنما سأتيح الفرصة لكل الأصوات التى أعجبت بها فى البرنامج للوقوف على المسرح إلى جوارى.

كيف استقبلت خبر تكريمك من الحكومة الهولندية والذى سيكون أول مارس المقبل فى حضور شخصيات سياسة مرموقة هناك؟
– استقبلته بسعادة كبيرة، خاصة أن التكريم جاء من الحكومة الهولندية، ولأنها المرة الأولى التى سأغنى فيها هناك تحت اسم مصر فى حفل يحضره عدد كبير من أهم الشخصيات فى هولندا، ولكن تم تأجيل الحفل إلى شهر مايو المقبل بسبب إجراءات السفر التى تخص الفرقة الموسيقية التى ستصاحبنى على المسرح هناك، وللأسف الشديد أصبح هناك تخوف كبير من المصريين وأصبح هناك تضييق فى مسألة السفر التى تخص أى مصرى، وذلك بعد ما شاهد العالم كله عمليات سحل السيدات والرجال التى تبث على مرأى ومسمع العالم كله، وبعد أن رأت الدول كلها كيف يتعامل المصريون مع بعضهم البعض، فأصبحت الدول تتخوف من دخول المصريين إلى أراضيها.

تفتتح اليوم أول صفحة رسمية لجمهورك على موقع الفيس بوك لماذا قررت دخول عالم الإنترنت فى ذلك الوقت بالتحديد؟
– حقيقة، لا أتعامل أبدا مع موقع الفيس بوك ولكن عددا من المقربين منى طلبوا القيام بتلك الخطوة لما لها من أهمية فى هذا التوقيت، خاصة أنه من خلال الصفحة سيتم نشر كل أخبارى الصحيحة، وبالتالى ستسد الطريق أمام مروجى الإشاعات وأمام الأخبار المغلوطة التى تنتشر على المواقع الإلكترونية، كما سأقوم بعمل لقاء شهرى لمدة ساعتين من خلال «جوجل هانج أوت» أو من خلال الفيس بوك.

ما هو تحليلك الشخصى كمواطن مصرى للمشهد السياسى الراهن فى مصر؟
– المشهد السياسى متأزم بشدة وأشعر بحزن شديد على ما يحدث فى مصر، لأن مصر بلد كبير بأهله وحضارته وموقعه، ولا يصح أن نظل فى هذا المنزلق الذى أصبح فيه المواطن المصرى عدوا لأخيه، حيث أصبحنا مواطنين متناحرين فى وطن واحد، وهو الأمر الذى لم نعرفه فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فقد كان هناك فساد لكن لم يحدث خلاف يصل لحد القتل.

ما هو تقيمك لأداء حكومة الدكتور هشام قنديل؟
– وزارة الدكتور هشام قنديل ليس لها أى أداء واضح فهى وزارة بعيدة كل البعد عن كل ما يحدث فى مصر، وأتعجب من الإبقاء عليها ولكننى أعتقد أن سر الإبقاء عليها هو استمرارها حتى انتهاء الانتخابات لصالح الإخوان وبعدها ستتغير الحكومة، وأنا أتعجب جدا من تصريحات رئيس الوزراء التى تسببت فى حالة من السخرية الشديدة على مواقع الإنترنت، فى الوقت الذى من المفترض أن يتحدث عن كيفية النهوض بمصر وكيفية مراعاة الفقراء، ففى مصر الآن لا توجد حرية ولا عدالة وما قام به الإخوان فى 6 شهور لم نشعر به فى عهد مبارك إلا بعد مرور 20 عاما، وحقيقة أنا مندهش من احتفال قتلة الزعيم الراحل محمد أنور السادات بنصر أكتوبر.

هل تعتقد أن الشارع المصرى سيهدأ فى ظل تلك الأزمات السياسية المتلاحقة ؟
– الشارع المصرى لن يهدأ ما دامت لا توجد حرية ولا عدالة فمن شارك فى الثورة كان يشارك من أجل مستقبل أفضل والشباب الثائر الذى يشارك فى المظاهرات شباب يستفزهم ما يحدث فى مصر ويعبرون عن غضبهم من خلال تلك المظاهرات.

كيف ترى الأحداث الأخيرة بمدينة بورسعيد وما هو تقيمك لتعامل وزارة الداخلية مع المتظاهرين؟
– بورسعيد مدينة باسلة وما حدث هناك شىء مخز، فالرصاص الحى لا يفرق بين المتظاهرين فلا يمكن أن يحاسب مواطن بالقتل دون تحقيق وإن كانت هناك تجاوزات فالتعامل مع المتجاوز لا يمكن أن يكون بالقتل.

هل ترى أن جبهة الإنقاذ هى المسؤولة عن مظاهرات الشارع المصرى؟
– جبهة الإنقاذ يجب أن يكون لها قاعدة فى الشارع المصرى فهى حتى الآن لا تؤثر بشكل كاف فى الشارع المصرى، فأمامها وقت كبير لتنظم نفسها وليكون لها شعبية كبيرة، واتهام الجبهة بالانقلاب على الحكم لا يأتى فى صالح دكتور محمد مرسى ولا فى مصلحة مؤسسة الرئاسة ولا مكتب الإرشاد، ووصف قيادات الجبهة بالتخوين شىء مؤسف، وأتعجب من فتاوى قتل المعارضة والتى تقف أمامها الدولة دون حسم، وأندهش من الشيوخ الذين يخرجون علينا ويقولون إن الرسول الكريم كان سبابا وشتاما، ولا يخرج أحد ليدافع عن الرسول، وهو ما لم نره فى عهد الملك فاروق وعهد عبدالناصر، والسادات، ومبارك، ولكن حدث فى عهد الإخوان.

برواز:
“أمير الغناء العربى” هو اللقب الذى حصل على هانى شاكر ليضعه فى مقدمة مطربى جيله، بعد أن ظهر وسط عمالقة الغناء فى مصر مثل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، وشارك عبد الحليم فى أغنية “بالأحضان” حيث كان ضمن الكورال، وأول من اكتشف صوت هانى شاكر هو الموسيقار محمد الموجى، حيث غنى له أول أغنية بعنوان “حلوة يا دنيا”، وآمن بموهبته كثيرون من الوسط الفنى منهم مأمون الشناوى وخالد الأمير وشادية ووردة وعبد الحليم حافظ.

أرقام فى حياة هانى شاكر:
*عدد أغنياته تخطى الـ 600

*عدد زيجاته واحدة فقط هى السيدة نهلة شاكر

*أبناؤه اثنان شريف ودينا

*أحفاده اثنان مجدى ومليكة وهم أبناء ابنة شاكر الراحلة دينا

*قدم هانى شاكر ثلاثة أفلام هى “هذا أحبه وهذا أريده” وفيلم “عايشين للحب” وفيلم “عندما يغنى الحب”

*قدم مسرحيتين هما مسرحية “سندريلا والمداح” ومسرحية “مصر بلدنا”

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى