أخبار العالم

هذا ما يحدث في إيران

%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86

 

تشهد إيران حاليًا مظاهرات حاشدة، للمرة الأولى منذ الانتخابات الرئاسية في 2009، مع تظاهر الآلاف في مختلف الشوارع والمدن على خلفية بعض التعديلات الاقتصادية، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.

ولخّصت الوكالة، ما يحدث في إيران في هيئة أسئلة، نشرتها على موقعها الإخباري، نذكرها فيما يلي:

– كيف بدأت المظاهرات؟

بدأت المظاهرات يوم الخميس الماضي في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، ومعقل المتشددين الإيرانيين، وموطن إبراهيم رئيسي، الذي نافس الرئيس حسن روحاني في انتخابات العام الماضي.

ويعتقد المحللون السياسيون أن المتشددين بدأوا التظاهر هناك للضغط على روحاني، الذي يعد رجل دين معتدلًا نسبيًا داخل الحكومة الثيوقراطية الإيرانية، ثم انتشرت المظاهرات في باقي مدن إيران البالغ تعداد سكانها 80 مليون نسمة.

– ماذا يريد المتظاهرون؟

في البداية، ركز المتظاهرون على اقتصاد إيران المُنهار، وعلى الرغم من قدرة إيران على بيع النفط دوليًا بعد توقيع الصفقة النووية عام 2015، إلا أن معدلات التضخم والبطالة ارتفعت في الآونة الأخيرة.

هتف المتظاهرون ضد كل من روحاني، والقائد الأعلى للثورة آية الله على خامنئي، وانتقد بعضهم دعم إيران العسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومدح البعض الآخر شاه إيران الذي دعمته الولايات المتحدة، وفرّ قبل اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، ومات بعد ذلك بسبب السرطان.

– من يقود المظاهرات؟

حتى الآن، لم تبزغ قيادة ما تقود المظاهرات، على العكس من الحركة الخضراء عام 2009، التي تظاهر فيها المتشددون بضراوة ضد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، وانتشرت شائعات التزوير في كل مكان.

وكانت مظاهرات 2009، أكبر مظاهرات تشهدها إيران منذ عام 1979، وشهدت اعتقال آلاف المتظاهرين وعشرات القتلى والمُعذبين في السجون، وظل قادتها معتقلين في منازلهم عدة أعوام.

ولكن التظاهرات التي تشهدها إيران حاليًا بلا قائد مُعين، ولكنها انتشرت عن طريق صحفي منفي خارج البلاد، يُدعى روهالا زام، واستخدم فيها تطبيق “تليجرام”.

– كيف ردّت الحكومة على تلك التظاهرات؟

أعلنت الحكومة الإيرانية أنها منعت الوصول لكل من تطبيقي “انستجرام” و”تليجرام”، وذلك في محاولة منها لـ”المحافظة على السلام”، ما حدّد قدرة المتظاهرين على مشاركة الصور مع الحشود في باقي المدن، في الوقت الذي يتم  فيه منع كل من “فيسبوك” و”تويتر”، وتنتشر الشرطة في ملابسها الرسمية وكذلك المدنية في الشوارع.

وقال روحاني إنه من الممكن تنظيم مظاهرات، وتتسامح الدولة عادة مع المظاهرات قليلة العدد والمحدودة، ولكن حذر روحاني ومسؤولون آخرون من أن الحكومة لن تتردد في شن حملة لفرض الحصار على من تراهم خارجين على القانون.

– هل شهدت المظاهرات عنفًا؟

قُتل على الأقل 12 شخصًا حتى الآن، وقال التليفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الاثنين، إن قوات الأمن فضّت “المظاهرات المسلحة” التي حاولت الاستيلاء على مراكز للشرطة وقواعد عسكرية.

وتظهر الصور التي نشرتها وكالات أنباء إيرانية شبه رسمية، أن الشرطة تستخدم مدافع المياه ضد المتظاهرين في طهران، وكذلك إقدام المتظاهرين على تدمير أجزاء من الممتلكات العامة، وتم تداول أنباء عن اعتقال مئات الأشخاص من المتظاهرين.

وقالت الشرطة إنه تم إطلاق سراح عشرات من المعتقلين، وانتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت تُظهر متظاهرين يرحبون بقوات الشرطة، ويتظاهرون بشكل سلميّ.

– كيف رد العالم على تلك المظاهرات؟

استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موقع “تويتر” عدة مرات لدعم المتظاهرين، واتهمت وزارة الخارجية الأمريكية قادة إيران بـ”تحويل دولة ثرية ذات تاريخ وثقافة غنية إلى دولة مارقة مستنفدة اقتصاديًا، تتمثل صادراتها الرئيسية في العنف وإراقة الدماء والفوضى”.

ورفض روحاني انتقادات ترامب، في الوقت الذي يظل فيه الإيرانيون غاضبين من الرئيس الأمريكي بسبب قرار حظر السفر الذي فرضه عليهم، وكذلك رفضه إعادة تأكيد التزامه بالصفقة النووية.

– هل إيران دولة ديمقراطية؟

تصف إيران نفسها بـ”الجمهورية الإسلامية”، ويمثل النواب المنتخبون دوائرهم، ويشاركون في تمرير القوانين، ولكن لآية الله خامنئي الكلمة الفصل في كل الأمور أو القضايا المطروحة، ويجب أن يوافق مجلس صيانة الدستور- المُكون من 12 عضوًا، نصفهم يختارهم خامنئي، والنصف الآخر يرشحه القضاة ويوافق عليه البرلمان- على جميع القوانين التي تُمرر.

ويوافق المجلس أيضًا على جميع المرشحين الرئاسيين أو البرلمانيين، ويمنع أي شخص من الممكن أن يشكل تحديًا للنظام السياسي، أو يدعو إلى إصلاح جذري، وتستجيب السلطات الأمنية فقط إلى القائد الأعلى- روحاني- ومثل الحرس الثوري، تقوم باعتقال المحليين والأجانب على حدٍ سواء، وتستخدمهم كورق ضغط في المفاوضات الدولية.

– ماذا سيحدث لاحقًا؟

دعا المتظاهرون لتنظيم تظاهرات أكبر في الأيام المقبلة، وعلى الرغم من أن الحكومة صرحت بأنها تسمح بتنظيم المظاهرات، فإن كل الاحتجاجات حتى الآن تمت دون تصريح من الشرطة، ما يجعلها غير قانونية.

وفي النهاية، سوف يقرر المرشد الأعلى كيفية الرد على تلك التظاهرات، وكما قال المحلل السياسي، كليف كوبشان، بمجموعة “أوراسيا جروب”- أكبر الشركات الاستشارية في المجال السياسي-: عندما يتعلق الأمر باستمرار الأنظمة، فإن خامنئي سيقرر ما الذي يجب اتباعه في النهاية، وهو لديه عدد كبير من القوات الموالية له تحت طوعه”.

المصدر

 

للمزيد:

زلزال جديد يضرب إيران بقوة 4.4 ريختر

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى