أخبار العالم

هنا دير سانت كاترين: عاهد سيدنا محمد رهبانه «هم في أماني وذمتي ويُكف عنهم الأذى»

%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AA %D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%86

«يقال إن اسم سيناء اشتق من اسم إله القمر البابلي (سين)، والذي كان يعبد في فلسطين، فوفق المصريون القدماء، بينه وبين إله القمر المصري (تحوت)، الذي كانت عبادته منتشرة في سيناء»كان هذا تعريف محمد السيد غلاب، لسيناء، في كتابه «الجغرافيا التاريخية والبشرية لشبه جزيرة سيناء»، الصادر في القاهرة عام 1960.

ويقول الدكتور محمود محمد محمد إدريس، في كتابه «دير سانت كاترين منذ نشأته حتى القرن 19م» إن «سيناء ذكرت في التوارة باسم (حوريب)»، وفي الكتاب المقدس/ سفر العدد/ الإصحاح/13، 16، 27، 33/ ذكرت سيناء في الحديث عن خروج بني إسرائيل من مصر، بأنها (برية سين)».

Image result

أما في كتاب «لسان العرب»، الصادر عن دار بيروت، جاء تعريف سيناء فيه أن «اسمها يعني الحجر، وسميت بذلك لكثرة جبالها»، موضحًا أن «السين في سيناء تنطق بالكسر وبالفتح، لكن بالفتح أجود».

«كانت سيناء مكانًا مقدسًا قبل ظهور المسيحية بألف عام، بعد أن هرب إليها سيدنا موسى عليه السلام من اضطهاد الفرعون، وهناك، أمره الله أن يخرج بقومه من مصر، وفيها تلقى الوصايا العشر من على قمة الجبل (جبل المناجة أو جبل موسى)، وعلى أرضها تملى الخمس فصول الأولى من كتاب العهد القديم (التوراة)»، بهذه الفقرة أيضًا، افتتح الدكتور محمود إدريس كتابه عن «دير سانت كاترين».

وجاء تدفق المسيحيون على سيناء بعد الاضطهاد الذي تعرضوا له، ولم يكن أمامهم سوى التمسك بما قاله المسيح: (إذا أردت أن تكون كاملًا فبع ما لديك واعط ثمنه للفقراء، وتعالى واتبعني)، ومن هنا بدأت الهجرة من النساك إلى الصحراء وسيناء.

Image result for ‫رحلة العائلة المقدسة‬‎

ويشرح جوزيف نسيم، الأهمية الدينية لسيناء بشكل عام في كتابه «تاريخ العصور الوسطى»، الصادر  عن دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية، يقول: «كانت سيناء مهبط رسالة سيدنا رسالة سيدنا موسى، ومكان معجزاته، كما كانت طريق خروج العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر، وهو ما جعل العديد من النساك والفارين من الاضطهاد الروماني يفضلونها على كثيرمن البلاد، ومن هنا أقام المسيحيون الأوائل، وخاصة المصريون، في سيناء، فسكنوا الأماكن القريبة من المياه، والبعيدة عن العمران، وانقطعوا للعبادة والتتبتل إلى الله، يأكلون البلح والخبز الجاف، ولم ينته القرن الثالث الميلادي، إلا وأصبح هناك مجتمع للرهبنة في سيناء، ومن هناك أصبحت سيناء نقطة تجمع للفارين بدينهم من خارج مصر، واستمر تدفقهم إلى جنوب سيناء تحديدًا ليكونوا بجوار شجرة العليقة، ووادي فيران، ووادي الحمام، والطور».

Image result for ‫جبل الطور‬‎

ووصف تقرير لمنظمة اليونسكو للتراث العالمي، دير سانت كاترين بأنه «أقدم دير مسيحي في العالم، لا يزال قيد الاستخدام حسب وظيفته الأساسية، رغم أنه تأسس في القرن السادس الميلادي، في منطقة مقدسة للأديان»، وأشار التقرير إلى أن معظم الأرثوذكس في روسيا، يحجون إلى الدير سنويًا، خاصة خلال شهر نوفمبر، بمناسبة عيد القديسة كاترين في 25 نوفمبر.

وعن قصة القديسة كاترين، التي أطلق اسمها على الدير، يقول الباحث المصرى الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء والوجه البحرى: «القديسة كاترين هى ابنة كوستاس، من عائلة نبيلة عاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس، (305- 311م) وتحولت للمسيحية فى ظل حكم وثني، ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية، أصدر أوامره إلى 50 حكيما من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها فى سبيل دحض براهينها عن المسيحية إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية، وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرباء للإمبراطور من رجال البلاط، فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها، وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها».

Image result for ‫القديسة كاترين‬‎

وأكد «ريحان» أن «روايات رهبان دير سانت كاترين تشير إلى قصة ظهور جسمان القديسة كاترين بعد مضى خمسة قرون على استشهادها، وأن الملائكة حملوا بقايا جسمانها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير، فصعد الرهبان للجبل ليجدوا بقايا الجسمان عند صخرة بهذا الجبل الذى سمى جبل سانت كاترين، ويرتفع 2642 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وقد نقلت حسب المعتقد الراسخ بين رهبان الدير من الإسكندرية إلى هذه الصخرة بواسطة الملائكة ثم نقل الرهبان رفات القديسة من الجبل للكنيسة الرئيسية بالدير، ومنذ ذلك العهد أطلق على الدير اسم سانت كاترين وقد كان يطلق عليه دير طور سيناء ووضعت رفات القديسة فى صندوق ذهبى بمذبح الكنيسة».

وأشار إلى أن «شهرة القديسة كاترين ذاعت فى جميع أنحاء أوروبا، خصوصا بعد أن حمل سمعان المترجم الذى يتحدث خمس لغات، رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا، وكتب فى العصر الفاطمى 386-410هـ، 996-1019م فى القرن العاشر الميلادى كتابه (استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة)».

Image result for ‫دير سانت كاترين‬‎

ويقول الكاتب إميل أمين، موثقًا رحلته إلى مكتبة دير سانت كاترين، والمنشورة في وقت لاحق من الرحلة في صحيفة الشرق الأوسط: «ينظر إلى دير سانت كاترين على أنه واحد من أعظم وأقدم المؤسسات الدينية في العالم، ويؤرخ له كوحدة كاملة البناء منذ عهد الإمبراطور البيزنطي جستينيان (527 – 566 م)، في القرن السادس الميلادي، وبني الدير حول شجرة تدعى شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه عند جبل التجلي».

ويضيف «إيميل» في موضع آخر من توثيق رحلته: «تاريخ الدير مع الحكام المسلمين كان لصالح الرهبان، وحظي بمكانة مرموقة ومركزًا ممتازًا، وليس أدل على ذلك من حرص النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، على أن يعطي للرهبان عهدًا بالأمان».

Image result for ‫دير سانت كاترين‬‎

المستعرب الروسي بيرمنوف يقول أيضًا إن «مطران سيناء قسطنديوس ذكر أن محمدًا عليه الصلاة والسلام، منح الرهبان سنة 624م، في اليوم الثالث من محرم، صك الأمان، وأن النص كان محفورًا على جلد غزال بخط كوفي ممهورًا ببصمة الرسول، وتوقيع واحد وعشرين شاهدًا».

وبحسب الصورة المعتمدة الموجودة في مكتبة الدير، التي حمل أصلها السلطان سليم الأول إلى الأستانة عند فتحه لمصر عام 1517 نقرأ ما نصه:

«بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين.. بشيرًا ونذيرًا.. ومؤتمنًا على وديعة الله في خلقه.. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. وكان الله عزيزًا حكيمًا.. كتبه لأهل ملة.. ولجميع من ينتحل دين النصرانية.. في مشارق الأرض ومغاربها.. قريبها وبعيدها.. فصيحها وعجميها.. معروفها ومجهولها.. كتابًا لهم عهدًا.. فمن نكث العهد الذي فيه وخالفه إلى غيره.. وتعدى ما أمره.. كان لعهد الله ناكثا.. ولميثاقه ناقضًا.. وبدينه مستهزئا وللعنة مستوجبا.. سلطانًا كان أو غيره من المسلمين المؤمنين..

لا يغير أسقف من أسقفيته.. ولا راهب من رهبانيته.. ولا حبيس من صومعته.. ولا يهدم بيت من بيوت كنايسهم وبيعهم.. ولا يدخل شيء من بناء كنايسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين.. فمن فعل شيئا من ذلك فقد نكث عهد الله.. وخالف رسوله.. ولا يحمل على الرهبان والأساقفة وأي من يتعبد جزية ولا غرامة.. وأنا أحفظ ذمتهم أينما كانوا من بر أو بحر في المشرق أو المغرب والشمال والجنوب.. وهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل مكروه.. ولا يجَادلوا إلا بالتي هي أحسن.. ويخفض لهم جناح الرحمة.. ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا.. ويعاونوا على مرمة بيعهم وصوامعهم ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد».

Image result

هذا العهد تؤكد الكنيسة القبطية في مصر صحته، وترى فيه عهدًا رفيعًا من التسامح وحفظ الحقوق، وكفالة حرية العبادة لغير المسلمين، عهد سبق بأربعة عشر قرنًا أحاديث حقوق الإنسان، ومبادئ الأمم المتحدة للتعايش، وغيرها من النصوص الحقوقية المستحدثة.

واستخدمت الكنيسة القبطية في مصر هذه الوثيقة عام 1810 في نضالها لاستعادة حقوقها في كنيسة القيامة بالقدس، لإثبات حقوق وامتيازات أتباع المذهب الأرثوذكسي من أبناء الكنيسة المصرية.

«ويدين التراث المسيحي في مصر والعالم للعرب والمسلمين لحفاظهم على أيقونات الدير سليمة مصونة في الوقت الذي تعرضت فيه باقي الأديرة والكنائس في العالم المسيحي الأوروبي والآسيوي لحركة محطمي الأيقونات التي قام بها الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث الايسوري (717 – 740)، حيث إن مصر، وبالتالي سيناء كانت خاضعة للحكم العربي الإسلامي ولا سلطان للإمبراطور البيزنطي على مسيحي مصر»، حسب «إميل».

Image result for ‫أيقونات دير سانت كاترين‬‎

ومن أهم النقاط التي وثقها «إميل» في رحلته إلى دير سانت كاترين حديثه عن المكتبة، والذي نستقطع جزءًا مما وثقه لأهمية ما جاء فيه:

«تتكون المكتبة من ثلاث غرف تقع في الطابق الثالث من مبنى قديم جنوب الكنيسة الكبرى (التجلي) وتحتوي 5 آلاف كتاب مطبوع، و3500 مخطوطة، ونحو 2000 من لفائف البردي، بلغات متعددة مثل اليونانية والقبطية والسلافية والسريانية والجورجية والأرمنية والعربية والعبرية، وفي جميع المجالات، تاريخية وجغرافية، وفلسفية، وطبية، بالإضافة إلى نحو 2000 وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها تعود للعصر الفاطمي.

Image result

ومن أهم مقتنيات مكتبة الدير: الطبعة الأولى لكتب أفلاطون وهوميروس، والكتاب المقدس الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، على نفس حالتها على الرغم من المناخ الصعب في هذه البيئة الجبلية الوعرة.

ولعل أكثر ما يحزن القلب هو عقلية المؤامرة الغربية وفكرها الاستعماري التي كانت وإلى وقت قريب تغرز أنيابها في مقتنيات العرب الفكرية والروحية، ففي القرون القريبة قامت الأكاديمية الألمانية، على سبيل المثال، بإقناع رهبان الدير بأخذ بعض الوثائق والمخطوطات بحجة مساعدتهم في أبحاثهم، ومع الأسف لم تعود مرة أخرى، وكان مصيرها النهائي بالمتحف البريطاني، كمصير حجر رشيد، وكمصير رأس نفرتيتي في ألمانيا.

2014 635330235499087916 908

ومما لا شك فيه أن المخطوطات العربية بدير سانت كاترين لها أهمية خاصة فائقة، فهي تظهر دبلوماسية الخلفاء المسلمين الظاهرة في تعاملهم مع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، وتمدنا بمعلومات قيمة عن تاريخ نظم الدول الإسلامية، فعلى الرغم مما صدر فيه من دراسات تعد بالمئات فإنها تفتقر إلى المصدرية الوثائقية، وهو ما توفره الوثائق بصفة عامة، ووثائق الدير السياسية بصفة خاصة، وإضافة إلى كل ذلك تعطينا مخطوطات ومكتبة الدير خلفية رائعة عن التاريخ الاجتماعي لمصر عبر القرون الغابرة، وكذلك تكشف أهمية سيناء كبوابة شرقية لمصر، وتعطي مادة ثرية عن التاريخ الاقتصادي وأزمنة الرخاء، وكذلك أوقات العسر التي مرت بها مصر أي أنها تاريخ نابض.

Image result for ‫مكتبة دير سانت كاترين‬‎

ومن بين السطور المضيئة لدير سانت كاترين نجد الدور الذي لعبه رهبان الدير أثناء فترة حروب الفرنجة كما قالت العرب، والحروب الصليبية بلفظة الغرب، فقد رفض أصحاب الدير استضافة الملك (بلوديني) الأول ملك بيت المقدس ورفضوا طلبه المبيت ليلة بالدير أثناء حملته الاستطلاعية في شبه جزيرة سيناء سنة 1116 ميلادية، ولهذا نرى صلاح الدين الأيوبي يجدد لاحقا وبعد فراغه من الحروب، ما كان يقوم به الخلفاء الفاطميون، من رعاية الرهبان المنقطعين للعبادة في الدير، وتبعه في ذلك أخوه الملك العادل سيف الدين أبو بكر، وتوجد وثيقة صادرة منه إلى رهبان الدير هدد فيها من يتعرض لهم بضرر أو أذى بأشد العقاب.

Image result for ‫صلاح الدين الأيوبي‬‎

ومؤخرًا، كشفت دراسة علمية أجراها الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء، ووجه بحري، عن أسرار بناء جامع الوادي المقدس «طوى» داخل أشهر أديرة العالم، وهو دير سانت كاترين، الذي اعتبره علماء الغرب ظاهرة غريبة أبهرت الجميع ونظر إليها مؤرخي الغرب بشيء من الاستغراب والروعة التي سجلوها في كتاباتهم لوجود جامع داخل دير مسيحي وهو الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين.

Image result for ‫مسجد دير سانت كاترين‬‎

وأكد ريحان، في تصريح سابقة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «مؤرخي الغرب من المسيحيين أثناء رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر دير سانت كاترين شاهدوا الجامع، وأبدوا عظيم إعجابهم بالتسامح بين الأديان في مصر، ومنهم ليوناردو فرسكويالدي، الذي زار الدير عام 1384 ميلاديا، وشدة الانبهار بهذه الظاهرة دعت بعضهم لنسج حكايات خرافية حول بناء الجامع كلها مغالطات تاريخية ليقللوا من شأن هذا التسامح، وهي ربط بناء الجامع بحادثة تعدي على الدير ليس لها أي أساس تاريخي أو أثري لدرجة أن كل من ذكر هذه القصة بدأها بكلمة طبقًا للحديث المتواتر بين شخص وآخر بمبدأ (بيقولوا)».

Related image

ويضيف «ريحان»: «المؤرخ جالى نشر كتاب عام 1985 عنوانه (سيناء ودير سانت كاترين) ناقلا عن الكاتب نعوم شقير صاحب موسوعة (تاريخ سيناء) الذي كتبها عام 1916، قصة ليس لها سند أثري، وهي أن الحاكم بأمر الله أراد أن يهدم الدير ولكن الرهبان أخبروه أن به جامع، قبل أن يبدأوا ببناء الجامع بسرعة داخل الدير لحمايته، لكن للأسف الكاتب شقير نقل هذا الكلام من أحاديث متواترة دون أن يتحقق من الأصل، وقيل له أنها موجودة بكتاب بمكتبة الدير يسمى (تاريخ السنين في أخبار الرهبان والقديسين)، وهذا الكتاب ليس له وجود، لا في مكتبة الدير، ولا في أي مكان آخر، أي الأصل الذي نقل عنه الجميع غير موجود، ونقل عن هذا المؤرخ الكثير من مؤرخي الغرب والشرق».

Image result for ‫مسجد دير سانت كاترين‬‎

وأشار «ريحان» إلى أن «الأدلة الأثرية الدامغة تكذب كل هذه الافتراءات وتؤكد أن الجامع لم يبنى أصلا في عهد الحاكم بأمر الله، بل بني في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500 هـجري 1106 ميلادي، و الدليل الأثري الأول هو وجود كرسي شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابي من عهد الإنشاء فيه اسم منشئ الجامع، وهو أبي المنصور أنوشتكين الأمري، نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله، الذي بنى هذا الجامع وثلاثة جوامع أخرى، أحدهم فوق جبل موسى موجود حتى الآن على ارتفاع 2242 مترًا فوق مستوى سطح البحر، والآخران بوادي فيران، أحدهما فوق جبل الطاحونة بوادي فيران على ارتفاع 886م فوق مستوى سطح البحر».

Image result for ‫مسجد دير سانت كاترين‬‎

وأوضح مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري أن «الدليل الأثري الثاني هو نص كتابي محفور على واجهة منبر الجامع بالخط الكوفي، يؤكد أن بناء الجامع كان في عهد الآمر بأحكام الله الموجود اسمه بهذا النص وتاريخ الإنشاء واسم منشئ هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالي عام 500 هـجريا».

وأكد «ريحان» أن «بناء الجامع داخل الدير كان ثمرة العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين التي بلغت ذروتها في العصر الفاطمي ليصلي فيه قبائل سيناء ومنهم قبيلة الجبالية نسبة لجبل موسى والمختصين بأمور الدير، وكذلك القبائل خارج الدير، كما أن حب الفاطميين لإنشاء المساجد في الأماكن المباركة دفعهم لإنشاء هذا الجامع بالوادي المقدس طوى».

Related image

ويقع الجامع في الجزء الشمالي الغربي داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية، حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة، لافتا إلى أن تخطيطه مستطيل، جداره الجنوبي 9.88م، الشمالي 10.28م، الشرقي 7.37م، الغربي 7.06م، وارتفاعه من الداخل 5.66 م، ينقسم لستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية من الحجر الجرانيتي المنحوت ثلاثة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه. وله ثلاثة محاريب، الرئيسى متوج بعقد ذو أربعة مراكز، كالموجود في الجزء القديم من الجامع الأزهر، وله منبر خشبي آية في الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمي الأول، وهي منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا ببني سويف، والثاني منبر الجامع العمري بقوص، كما يشبه المنبر الخشبي بمسجد بدر الدين الجمالي الذي يعود تاريخه إلى 484هـ ، 1091م المنقول من عسقلان إلى الحرم الإبراهيمي بفلسطين، وللجامع مئذنة جميلة من الحجر الجرانيتى تتكون من دورتين قطاعهما مربع في منظر لا يتكرر ولن يتكرر إلا في مصر».

المصدر 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى