تقارير و تحقيقات

والد الطفل أحمد المقتول بنيران عصابة سرقت 4000 جنيه من مكتب بريد بالشرقية: الرصاصة اخترقت “كلية” ابنى أثناء محاولته الجرى إلىَّ لفرحته بعودتى من العمل مبكراً.. والشرطة تصل متأخرة كالعادة

الطفل أحمد

متابعة | فتحية الديب

“والله لو كانوا جم ليه على البيت كنت أدتهم 4000 جنيه، بدل ما تفضل صورة أحمد قدام عينى ليل نهار غارق فى دمائه، أنا عمرى ما هافوق من الصدمة، ابنى انضرب بالنار قدام عنيا ومش قدرت أنقذه كنت فاكره وقع ولكن لما قربت منه وشلته لاقته الدم نازل من كليته الشمال واليمين، الصبر من عندك يا رب والقصاص من الجناة هو هدفى فى الحياة ولا راحة ونوم بعد فراقك يا أحمد”.

بهذه الكلمات تحدث سامى أحمد سعدون والد الطفل أحمد 12 سنة ضحية الانفلات الأمنى بقرية أنشاص البصل، الذى قتل على يد مسلحين منذ 3 أيام أثناء محاولتهم الفرار بمبلغ 4000 جنيه حصيلة سرقاتهم لمكتب بريد القرية.

ويقول الأب المكلوم: “أعمل مهندساً بإدارة المساحة بالقاهرة الجديدة ورزقنى الله بخمسة أبناء أكبرهم طالبة بكلية الصيدلة وأصغرهم بالحضانة وأحمد ليه معزة خاصة، لأنه عنده مشكلة فى الكلام والتخاطب، وأعالجه وأحمد طفل ذكى جدا ومتفوق دراسيا بالصف السادس الابتدائى واصطحبته معى وأشقائه لأداء فريضة الحج، ويوم الحادث أراد الله أن أعود بدرى من عملى ساعتين، فأنا أعمل بمساحة القاهرة الجديدة وميعاد عودتى لمنزلى فى الساعة الخامسة”.

ويتابع الأب: “عند دخولى القرية بسيارة الشركة وجدت حالة من الكر والفر وسماع صوت طلقات نارية، وفوجئت بالسائق يقولى، يا باشمهندس أحمد ابنك أهه “نظرت بعينى من العربية لاقته جاى جرى على عربية الشغل وفرحان إنى رجعت بدرى من الشغل وفجأة لاقته وقع مرة واحدة على الأرض وقال بابا، فهرعت من السيارة إليه، افتكرته اتكعبل فى طوبة ووقع على الأرض، جت أشيله عشان أخده فى حضنى لاقته بينزف دم من كليته الشمال واليمين، مش كنت مدرك أيه السبب، وبعدين جريت بيه بيه على مستشفى الأحرار، ولكنه توفى قبل وصوله المستشفى بس حاولت أتعلق بأمل أنه يكون على قيد الحياة”.
ويستطرد الأب تفاصيل الحادث الذى لن ينسى مشاهده طول حياته، أنه فى المستشفى أدرك من الأهالى أن عصابة مسلحة هاجمت مكتب بريد القرية “أنشاص البصل” وقاموا بسرقة مبلغ 4000 جنيه منه لعدم وجود حرس على المكتب، وأثناء فرارهم بالفلوس قاموا بإطلاق النيران على الأهالى لترويعهم، فقتلت طلقة من رصاصهم الغادر فلذة كبدى أحمد وهربوا والشرطة وصلت متأخرة كالعادة.. وأنا مؤمن بقضاء الله، لأن كان ممكن أى طفل غير ابنى يقتل، بس والله لو كان اللصوص جم ليه على البيت وطلبوا منى 4000 جنيه كنت ادتهم، ولا أنى أشوف رصاصة قتلت فرحة ابنى، والصبر من عندك يا رب، ولن تنام لى عين ولا أعرف طعم الراحة بعد أحمد، ولا شىء يهون عليه مصيبتى سوى ضبط الجناة والقصاص منهم”.

وعجزت أم الطفل عن الكلام بعد إصابتها بحالة حزن شديد على قتل طفلها المقرب إلى قلبها، ودخل أشقاءه فى حالة بكاء هستيرى على فراق شقيقهم المحبب إلى قلوبهم، والذى توفى بطريقة بشعة، حيث إن الطلقة دخلت من كليته اليمين وخرجت من الشمال بعد مشاهدتهم له غارقا فى دمائه، فى مشهد أبكى جميع أهالى القرية.

ويقول سعيد محمدى ترزى جد الطفل من أمه: “أحمد كان يلعب مع الأطفال بالقرب من منزلنا، لوجود حفل زفاف بالقرية، وكان يضحك ويلهو مع الأطفال وأثناء لعبه شاهد سيارة الشغل التى يستقلها ولده، فمن فرحته بعودة والده بدرى عن مواعيد عمله أسرع عليه ليقبله وقبل 10 أمتار من الوصول إلى والده، أصابته طلقة من رصاص عصابة سرقت مكتب بريد القرية، فسقط فى الأرض غارقا فى دمائه وتوفى فى الحال، ومنهم لله اللى قتلوا فرحتنا”.

والتف أهالى القرية حول والد الطفل يهتفون “حسبى الله ونعم الوكيل”، ويطالبون أجهزة الأمن بسرعة ضبط الجناة والقصاص منهم، خاصة أنهم هاجموا مكتب البريد فى عز الظهر ولم تكن هناك أى حراسة عليه.

وكان اللواء سامح الكيلانى مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارا من اللواء رفعت خضر مدير المباحث الجنائية، يفيد قيام مجهولين يستقلون سيارة سمراء اللون دايو، بالسطو على مكتب بريد أنشاص البصل دائرة المركز وإطلاق عدة أعيرة نارية بشكل عشوائى، أسفرت عن مقتل الطفل “أحمد سامى” 12 سنة طالب بالصف الأول الإعدادى مقيم أنشاص البصل، وقاموا بسرقة مبلغ 3000 جنيه من المكتب ولاذوا بالفرار، وقال شهود عيان أنه أثناء قيام الجناة بالفرار بطريق “الزقازيق- أبو حماد” قاموا بسرقة سيارة محملة بالدواجن ولاذا بالفرار، وانتقلت نيابة مركز الزقازيق برئاسة إسلام حسين مدير النيابة وبإشراف المستشار أحمد دعبس المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، للمستشفى وأمرت النيابة بتشريح جثة الطفل لبيان سبب الوفاة وتحريات المباحث حول الواقعة.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى