مقالات

ولاء فتحي | تكتب : نزلاء سفينة السعادة

سفينة السعادة

في أجواء من مشاهد الحياة اليومية لدى المجتمعات العربية، يخطفني سير سفينة التعساء الى بر التعاسة واليأس، والكره والغضب.

فعندما يسير البعض منا بأن يركب في تلك السفينة وهو يعلم جيدا مشاهدا وضوحا بأن السفينة تصل الى شاطئ التعاسة، شاطئ الكرب والهم وعدم الارتياح وعدم السعادة النفسية، لما ! ونحن بين يدينا سفينة السعادة التي يحتويها تقاليد سفينة التعاسة والتي جعلتني أضع قلمي لكي أفسر مضمون واقعي عملي يفعله أغلبنا في أحداث يومية من بداية طلوع النهار حتى نهاية خروج الروح من الجسد.

يقف منا الشخص متحيزا لنفسه وكأنه ينصرها على نفسه وهو لا يدري بأنه يجعلها تضع قدما بعد قدما حتى تكون من ضمن ركاب سفينة التعاسة، والتي أوصفها لكم من صفات راكبيها والتي تبدأ من البحث عن السعادة بالطريقة السلبية، وهي تكمن في عدم الرضا والقنت بما قسمه لنا الخالق، والتمسك بفناء الدنيا من مظاهر وزينة معتقدين كل الاعتقاد بأنها سفينة السعادة، وهنا اقولها بصوت عالي ارتضوا ترتضوا وترضون ربكم.

واعيدها بصيغة أخرى بعلو صوت منخفض، أود أن يصل إلى قلب كل مصري معتقد أن هناك سفينة تسمى السعادة لذا أقول ابحثوا فيما إفترضه عليكم الزمان وكونوا له اقواما بالرضا والإلتزام، وافيقوا من نزعة الدنيا الفناء وابنوا بيت السعادة للآخرة البقاء.

كما نحن نبني البيوت بأفخم مواد البناء ثم نسكن بعد ذلك وسط الدود والتراب، فكيف لا يلفت نظر ناظرا منكم هذا المثال لذا اعدت لكم صفات سفينة السعادة:

1- الرضا الداخلي بما يفرضه الزمان والمكان.

2- العلاقات الطيبة الصادقة بين الأهل والأفراد.

3- النجاح والخلو النسبي من مظاهر الاضطراب السلوكي.

وهنا عند توافر الصفات الثلاثة في شخص ما، تولد لديه الراحة النفسية التي هي مطلب للتعايش السلمي للفرد مع نفسه ومجتمعه.

وشعور الإنسان بالسعادة مع نفسه وأسرته يعطيه دفعة للتقدم والتغلب علي عوائق القلق والتوتر والإحباط وغيرها.

كما تجعله مشهورا بعلامة السعادة الظاهرية وهي الابتسامة الدائمة، لذلك أريد منكم الصعود معا من سفينة التعاسة إلي سفينة النجاة من تلك الصفات التي تحملها سفينة التعاسة للتحلي بصفات السعادة، والتمكين الحصول على مقعد بسفينة السعادة.

ومن هنا أوضح لكم أهمية أخري تتجلي في:

1- التعبير عن المشاعر الإيجابية تجاه الآخرين، وإبداء الحب والتعبير عنه في أي وقت ومكان وزمان، لأن هذا الاعتراف يضيف للفرد مخزونا من الحب عند الاخرين قد يحتاج له عند تعرضه لأي عارض أو أزمة نفسية تجعله بحاجة لهذا المخزون.

2- توثيق العلاقة الإلهية مع الخالق في تأدية الفروض واليقين بالخير في السر والعلانية، من التفائل والظن الحسن، والسعي فيما يحقق الخير للجميع.

3- الإبتعاد عن العادات السلبية، من عدم التسامح، الكره، الحقد، الكبر، كل ذلك يستوجب عليه أن يكون مسامحا، محبا، متواضعا، حتي يحقق نسبة الحصول علي مصعد بسفينة السعادة.

وعلي أي حالا استشعر لكم وبكم تعميم صفات السعادة التي يعيش الواحد منا طيلة حياته من أجل تحقيق السعادة الدنياوية وهو يتصارع مع صفات النجاة، مما جعلني أصف لكم صفات سفينة السعادة، ووصفتها بسفينة ! لانها حقاً تأخذنا إلى بر أفضل وأكمل بكل ما يتمناه الإنسان.

فهي تجمع مابين سعادتين الأولى بالدنيا والثانية الفوز بالآخرة بعد الممات.

اطال الله أعماركم وأسعد أوقاتكم وجعلكم من الفائزين بسفينتي سعادة الدنيا والآخرة.

أحمد سمير

أحمد سمير حاصل على بكالوريوس إعلام جامعة الأزهر .. أعمل بمجال الصحافة منذ عام 2015 .. عملت في موقع الشرقية توداي كاتب صحفي .. وصحفي فيديو .. وحاليا محرر صحفي .. عاشق للتصوير والمونتاج والإخراج
زر الذهاب إلى الأعلى