أعمدةمقالات

ياسر أيوب | يكتب : لا تبنوا استاد أكتوبر

ياسر-ايوب

حين قام الإنجليز باحتلال مصر عام 1882.. تركوا جنودهم يلعبون كرة القدم فى المعسكرات والشوارع، أما الضباط فاحتاجوا إلى ناد يلعبون فيه التنس والإسكواش والفروسية..

فأهداهم الخديو توفيق عام 1883 أرضا فى جزيرة الزمالك أسسوا فوقها هذا النادى الذى كان أول ناد رياضى فى مصر وأفريقيا وأطلقوا عليه فى البداية اسم النادى الخديو ثم جرى تغيير الاسم ليصبح نادى الجزيرة.. وحين أصدر المندوب السامى البريطانى اللورد كتشنر قرارا بمنع الرعاع من دخول نادى الجزيرة.. وكان يقصد بهؤلاء الرعاع سواء المصريين أو كل الأجانب المقيمين فى مصر غير الإنجليز.. قرر عمر بك لطفى عام 1907 تأسيس ناد للمصريين هو النادى الأهلى وأسس جورج بك مرزباخ عام 1911 تأسيس ناد للبلجيك وكل الأجانب والمصريين المحرومين من نادى الجزيرة هو نادى قصر النيل الذى سيصبح فيما بعد هو الزمالك.. واختار الرجلان تأسيس الناديين الجديدين قريبا جدا من نادى الجزيرة وفى نفس المكان.. جزيرة الزمالك.. للرد العملى على تعالى اللورد الإنجليزى ووقاحته.. ثم دارت السنون وبقى الجزيرة والأهلى لكن انتقل الزمالك لمكان آخر لكنه بقى يحمل اسم الزمالك بعد أن أصبح المكان كله هو الجزيرة فقط.. وبعد وقت طويل اشترت الأندية الثلاثة أرضا لفروع جديدة لها فى منطقة 6 أكتوبر.. الأهلى والزمالك والجزيرة..

لتجتمع الثلاثة أندية مرة أخرى فى مكان واحد.. وسيبنى الأهلى استاده الكروى الجديد هناك وأيضا الزمالك.. أى أن مصر ستمتلك قريبا فى 6 أكتوبر استادين جديدين يليقان بالناديين الكبيرين.. ورغم أن ذلك ليس سرا أو معلومات خاصة جدا وشديدة الحساسية غير متاحة لعموم الناس.. إلا أن وزارة الرياضة أعلنت منذ يومين أنها ستبنى فى 6 أكتوبر أيضا استادا جديدا على مساحة 70 فدانا وبتكلفة تصل إلى مليار جنيه.. وأعلنت الوزارة أيضا أن هناك ثلاث شركات تقدمت لها بعروض لبناء هذا الاستاد الجديد لاتزال الوزارة تفاضل بينها لاختيار العرض الأنسب والأصلح قبل الشروع فى التنفيذ.. والسؤال المزعج هنا هو: هل تحتاج الدولة لاستاد جديد فى نفس المنطقة التى ستشهد بناء استادين جديدين للأهلى والزمالك.. وهل من الصواب أن تبنى الدولة استادا ثالثا فى نفس المنطقة وليس فى أى مكان آخر أو حتى مدينة أخرى قد لا تملك أصلا أى استادات وملاعب..

والسؤال الأكثر إزعاجا هو: هل تملك الدولة بظروفها الحالية التى يعرفها الجميع فائضا ماليا يبلغ مليار جنيه لتبنى بها استادا جديدا لمجرد الوجاهة دون أى ضرورة أو احتياج.. وكأن هذا الاستاد الجديد هو أحد تلك المشروعات الكبرى التى يعلنون عنها بإلحاح واحتفال وهى تتعارض تماما مع ظروفنا وأولوياتنا لكنها نتيجة قرارات فردية وأحلام وأوهام وحسابات خاصة ومصالح شخصية يدفع ثمنها للأسف كل الناس الذين لا يشركهم أحد فى أى قرار أو اختيار.. كأن أصحاب تلك المشروعات لا يعرفون أن الناس شركاء حقيقيون فى هذا الوطن على الأقل لأنهم وحدهم الذين فى كل مرة يدفعون الثمن كاملا.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى