مقالات القراء

ياسمين شردي | تكتب: الفقر قتل بائع البطاطا الصغير

 


1

 

بقلم: ياسمين شردي

تعد ظاهرة عمالة الأطفال من الظواهر التي أحدثت جدلا واسعا فى العالم لتصبح مشكلة تضاف إلى مشكلاتنا المستعصيه, فالمشكلة تتفاقم يوما بعد يوم و بدأت تنتشر وتتوسع في المجتمع, و تترك تلك الظاهرة أثارا سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص, ووجه الخطر فى هذه الظاهرة هى أنها تسلب الاطفال برائتهم ، فهذه الأعمال وإن كانت مشروعة فأنها تحرم الاطفال من عيش عمرهم الحقيقي وتحملهم مسئوليات تفوق طاقتهم, اضافة الى حرمانهم من أحد أهم الحقوق الأساسية للانسان وهو الحق فى التعليم, ومن اهم اسباب تفاقم مشكلة عمالة الاطفال وانتشارها المستوي الثقافي للأسرة ففائدة التعليم غير معروفة لهم, ومن اخطر أسباب وجود هذه المشكله الفقر وإدمان الانجاب وتعدد الزوجات وكثرة الأبناء الذين تدفع بهم اسرهم الى سوق العمل لسد احتياجاتها.

وتبقى المشاكل الاجتماعية من أهم عوامل تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال في القرى الفقيرة ،ففى المناطق الريفية يكون معدل التسرب من التعليم مرتفعا حتى فى المرحلة الابتدائية,وعلي الرغم من سن قانون تشريعي يمنع العمالة للأطفال حتى سن 12 عام، الا انا نجد أن الواقع تغلب على القانون في أحوال كثيرة، و نجد عمالة الاطفال لا تزال منتشرة.

ولعلنا نذكر ماحدث منذ أيام للطفل “عمر” بائع البطاطا الذى لايتجاوز السنوات العشرة الاولي من عمره ولقي حتفه وهو يتجول بعربة البطاطا, عمر كان ضحية المجتمع ،وضحية الفقر وضحية الثقافة الاسرية, هذا هو ما قتل عمر.

فهل سيتكرر مشهد الطفل عمر صلاح كثيرا قبل ان نجد حلا لهذه المشكله؟

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى