أخبار العالم

لم يتحمل البقاء بعدهما فهاجر والد التوأمين اللذين قُتلا بالكيماوي

%D9%84%D9%85 %D9%8A%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%A1 %D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%87%D9%85%D8%A7 %D9%81%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86 %D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86 %D9%82%D9%8F%D8%AA%D9%84%D8%A7 %D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A

ثلاث ليالٍ فقط تلك التي استطاع عبدالحميد اليوسف (٢٨ عاماً) أن يقضيها في منزله الذي اختنقت بين جدرانه زوجته وطفلاه، قضاها باكياً جاثياً أمام ألعابهما يشتم رائحتهم من ملابسهم وأخيراً قرر أن يرحل.

كانت الساعة تشير الى الثالثة فجر الجمعة ٧ أبريل/نيسان، عندما أغلق باب منزله البسيط للمرة الأخيرة في خان شيخون بريف إدلب التي قُتل فيها أكثر من ١٠٠ شخص، ربع هذا العدد (٢٥ شخصاً) من عائلة اليوسف.

انطلق باتجاه الحدود التركية دون أن يأخذ معه شيئاً، فالهموم والأوجاع التي يحملها تكفي، على حد قوله، غفلت عينيه قليلاً في السيارة بدأ يهذي بآية وأحمد حين جاءه الاتصال في الخامسة بعد الفجر، أي بعد ساعتين من الضربة!

“أبو أحمد القوات الأميركية قصفت مطار الشعيرات بـ٥٩ صاروخاً”، لقد انتقمت لك أميركا يا أبوأحمد!

أُصيب بالذهول وصمت للحظات، هل أضحك أم أبكي! ثم دخل في نوبة بكاء شديدة “هزت صور طفلي العالم وتحرك أخيراً”.

السعادة التي بدت واضحة في تعليقات كثيرين من السوريين على الشبكات الاجتماعية، لم تبد بالوضوح نفسه في ملامح الشاب العشريني، فهذه الصواريخ التي دمرت مطار الشعيرات لن تعيد له عائلته ولن توقف القصف، على حد قوله.

وأيضاً كثيرون من أبناء بلدته شاركوه ذلك، فرحهم بالضربة الأميركية “خجولاً”، فلا تزال – بحسب كلام كثيرين من أهل المنطقة – فاجعة الخسارة أكبر.

وربما أيضاً لم يقدروا حجم الخسائر التي أصابت المطار، خاصة مع وجود شائعات تشير الى أن النظام كان يعلم مسبقاً بالضربة، أحدهم قال لـ”هافينغتون بوست عربي”، طالباً عدم ذكر اسمه: “٦ أرواح لا تكفي كان يجب أن يموت عدداً أكبر من ذلك!”، في إشارة الى قتلى النظام السوري في القصف الأميركي.

النظام السوري يعتمد في حربه مع المعارضة التي تسيطر على مناطق متفرقة من البلاد على أكثر من مطار تنطلق منها طائراته الحربية (حماة، حميميم، كويرس)، وكانت آخر طائراته قد قصفت عبدالحميد في طريقه من خان شيخون الى تركيا.

عبدالحميد كان يعتقد أنه يستطيع متابعة حياته في تلك البلدة الصغيرة التي لم يكن يعرفها أحد قبل مجزرة الكيماوي الأخيرة، التي حركت دولاً عالمية للتدخل ودفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإطلاق صواريخه باتجاه الأسد.

“هم من كان يخفف عليّ قسوة الحياة رغم الصعوبات”، يقول عبدالحميد خلال طريق سفره، حاملاً معه ذكريات آية وأحمد وزوجته دلال وأقاربه الذين ودعهم قبل يومين وداع أخير، فلا طعم للحياة من دون (ضي عيوني الحلوين)، كما وصفهم لنا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمر بتوجيه ضربة بالصواريخ إلى مطار الشعيرات السوري الذي انطلقت منه طائرات الأسد قاصفة بلدة خان شيخون بغاز السارين القاتل. وتم إطلاق نحو 59 صاروخاً من نوع توما هوك إلى القاعدة الجوية في شمالي سوريا أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وتدمير بعض الطائرات وأضرار بالقاعدة الجوية.

 

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى