أخبار العالم

يساري أردني ردا على العريان: يقبلون أعتاب أمريكا للاستيلاء على حكم مصر.. ويتحدثون كأنهم مزقوا كامب ديفيد

العريان

بعد تصريحاته بأن المملكة الأردنية مع الكيان الإسرائيلي نشأتا برعاية أمريكية، وأنهما من كبرى الدول التي تلقت دعمًا ماليًا وسياسيًا وأمنيًا واستخباراتيًا طوال 60 عاما، مرت فيها، هاجم الكاتب اليساري الأردني ناهض حتر، في مقال له بصحيفة “كل الأردن”، القيادي الإخواني عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، تحت عنوان “هلوسات العريان وبيان الإخوان”.

وقال حتر، في مقاله، إن “العريان” معروف هو ومجموعة من القيادات الإخوانية بتقبيل أعتاب واشنطن في زيارات ولقاءات لم تنقطع منذ سنوات، للحصول على كرت أخضر للاستيلاء على السلطة في مصر، مشيرا إلى أنه تجرأعلى الأردن الدولة العربية الأصيلة المركزية في بلاد الشام، حسب وصفه، وجمعها مع دولة الكيان الصهيوني في قارب واحد، واعتبر أن الدولتين نشأتا برعاية أميركية، بعد أن ورثتهما واشنطن عن بريطانيا.

وأضاف الكاتب اليساري، أن حركة الإخوان المسلمين نشأت في أحضان الاحتلال البريطاني لمصر، لاستخدامها ضد الحركة الوطنية واليسار المصري، متابعاً “في تاريخ أسود لأداة معادية للعروبة والتحرر والعدالة الاجتماعية في العالم العربي كله، ورثها الأميركيون واستخدموها ضد الرئيس جمال عبدالناصر والحركة القومية العربية وضد الأنظمة التقدمية، وخصوصا ضد الحركة الشيوعية”.

ويستمر حتر في هجومه على جماعة الإخوان المسلمين، بقوله “من صفوف هذه الحركة، ظهر التكفيريون الإرهابيون، أتباع سيد قطب، ممن استخدمهم الـ”سي آي إيه” ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وضد سورية في الثمانينات، وما تزال تستخدمهم حتى الآن في تجريف الثورات العربية من مضامينها الاجتماعية والتحررية، وكحلفاء لإسرائيل كما في تركيا، أو وسطاء لها كما في مصر محمد مرسي”.

وعلق الكاتب على حديث “العريان”، بأن أوباما جاء يودع الكيانين اللذين أنشأهما ورعاهما الأميركيون، وينصحهما بالتغيير للتلاؤم مع متغيرات المنطقة، قائلاً “هذا يعني أن الولايات المتحدة، الدولة الإمبريالية، هي، عند العريان، فاعل خير ديمقراطي، هذا هو الفهم الإخواني للتعاون مع الإمبريالية الخيّرة ضد القوميين العرب الأشرار، كما في الحرب على سورية، وصدق العريان في ملاحظة واحدة هي أن الإمبريالية الأميركية تغادر المنطقة، لكنها لن تتركها قبل تكوين تحالف “إسرائيلي ـ تركي إخواني” يمنعها من التحرر والتقدم، ولا تريد أن تتركها قبل ضرب الدولة السورية والمقاومة اللبنانية، وتمزيق المنطقة مذهبيا في “سايكس بيكو” طائفية هذه المرة، وفي كل ذلك يعتمد الأميركيون على عناصر أهمها الإخوان والسلفية المقاتلة”.

وتطرق مقال الصحيفة الأردنية، لبيان جماعة الإخوان المسلمين حول زيارة الرئيس الأمريكي “أوباما” للأردن، ساخراً، “لكن ما يجعل المرء يجلجل ضحكا هو وصف بيان الإخوان لزيارة أوباما للأردن بأنها مكافأة على تمسك الحكومة الأردنية بمعاهدة وادي عربة” متابعاً حديثه “شوفوا مين بحكي؟، وكأن الرئيس الإخواني، محمد مرسي، لم يدخل القصر الرئاسي في مصر إلا وقد مزّق معاهدة كامب ديفيد، أو كأنه لم يوفد سفيرا مصريا إلى تل أبيب، معززا برسالة خاصة يتمنى فيها الازدهار لدولة إسرائيل، أو كأنه لم ينسق كل خطواته مع واشنطن سواء في مواجهة العسكر أم في مواجهة المعارضة المدنية، أو كأنه لم يشتغل ساعي بريد بين العدو الإسرائيلي والمقاومة في غزة”.

وأنهى الكاتب مقاله، قائلاً “ليست زيارة أوباما للأردن مكافأة، إنها في الحقيقة كارثة على الأردن، تهدف إلى توريطه في سياسات وإجراءات ضد سورية، ولا يستطيع الإخوان رؤية ذلك لأنهم في الخندق نفسه، مع واشنطن وأنقرة وتل أبيب، ضد الدولة السورية”.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى