ثقافة و فن

يسرا :أتمنى أن أكون على قدر الرسالة التى حملها لى السيسى

يسرا

• سعيدة بكل محطاتى الفنية ولم أندم على أى دور لعبته.. ومى عز الدين ومنة شلبى “حتة منى”

• البيروقراطية تدمر أى شىء جيد فى مصر وحرمتنا من استضافة نجوم هوليوود فى بلادنا

أول ما تهتم به النجمة يسرا حين تقدم فنها أن يحقق المعلومة التى تعرفها جيدا وهى أن للفن دورا بارزا فى تغيير ثقافة الشعوب ومحاربة الإرهاب، وتسليط الضوء على القيم والمبادئ التى تسعى الشعوب إلى تحقيقها، لذلك تتأنى كثيرا فى كل عمل تقدمه، لتستقر فى النهاية على الأعمال التى تحمل أهدافا بها رسائل إيجابية.

عن أعمالها الجديدة، ورأيها فى الرسالة التى وجهها لها الرئيس السيسى مؤخرا، وأبرز محطاتها الفنية كان لنا معها هذا الحوار…

كيف استقبلت الرسالة التى وجهها لكِ الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الاحتفال بعيد الشرطة بضرورة تقديم فن هادف؟
– استقبلتها بسعادة بالغة، لأن حديث الرئيس السيسى أكد على إدراكه وإيمانه الكامل بأهمية الفن والإبداع، ودور القوة الناعمة فى نهوض أى دولة، وشدة تأثر المجتمع بما يقدم من خلال الفن، والرسالة لم توجه لى أو للفنان أحمد السقا الذى تواجد هو الآخر بالاحتفال، فحسب، ولكن الرئيس قصد توجيهها لكل من يعمل بالفن والإبداع، بأن يتم تقديم أعمال تفيد الفترة الراهنة بمعنى أن تكون معبرة عنها، وفى نفس الوقت تفيد مجتمعنا الذى يتأثر بالفن سريعا، وأتمنى أن أكون على قدر الرسالة التى حملها لى الرئيس أنا وباقى زملائى، بمعنى أن نساهم فى تنوير وتثقيف مجتمعنا وأن نكون خير داعم لهذه البلد، فالفن كان ومازال يواجه الإرهاب منذ ظهوره، وهناك أعمال كثيرة قدمت عن هذه القضية، ولكن الفن يحتاج هو الآخر لدعم الدولة.

انتهيت مؤخرا من تصوير «سرايا عابدين2» فما الجديد الذى تقدمينه من خلاله، وما سبب اعتذارك المفاجئ عن مسلسلك الرمضانى «عكس اتجاه»؟
– بالفعل انتهيت من تصوير الجزء الثانى من مسلسل «سرايا عابدين»، والمقرر عرضه خارج السباق الرمضانى، وأتمنى أن ينال إعجاب متابعيه، وأقدم من خلاله استكمالا لحياة «خوشيار هانم»، والدة الخديوى إسماعيل التى لا يشغلها سوى السلطة، أما فيما يتعلق بمسلسل «عكس اتجاه»، فاعتذرت عنه تماما، بسبب البطء الشديد فى تنفيذ العمل، وقررت عدم تقديم أعمال درامية هذا العام، وأواصل حاليا قراءة 3 نصوص جديدة، سأقرر موقفى منها خلال الأيام المقبلة.

وماذا عن فيلمك «أهل العيب»؟
– الفيلم كتبه تامر حبيب، بشكل جيد جدا، وكل الشخصيات المتواجدة بالعمل من لحم ودم، وأجسد من خلاله شخصية راقصة معتزلة تدفعها الوحدة لاستخدام طرق غير مشروعة من أجل جمع الثروة، والعمل تم تأجيله لبعد رمضان المقبل، وأتفاءل كثيرا بالعمل مع حبيب، وأعتبره أبرز كُتاب جيله.

الفيلم يجمعك بمنة شلبى، بعدما شاركتك مى عز الدين بطولة فيلم «جيم أوفر»، فكيف ترين التعاون مع الجيل الجديد؟ وما سبب حرصك على اتباع ذلك؟
– الحمد لله منذ سنوات طويلة وأنا أساعد على ظهور وجوه جديدة من الشباب، وساهمت فى ظهور وجوه كثيرة شابة وأسعد جدا بالنجومية التى وصلوا إليها، فمنة شلبى ومى عز الدين، قدمتهما للمرة الأولى بمسلسل «أين قلبى»، وأنا حاليا أفخر بهما لأننى أعتبرهما «حتة منى» هما وجيلهما الذى دائما يذكرنى بالخير، فمازال فنانو هذا الجيل يقدمون ولاءهم ووفاءهم لى، وأنا حتى الآن أعتبرهم «صاحباتى وإخواتى»، ونتحدث كثيرا فى كل شىء ولا أشعر بفارق السن بيننا، وأحرص على ذلك لأن كل هذا ينصب فى النهاية فى صالح مستقبل الفن، ويثرى الشاشة السينمائية والدرامية.

شهدت الساحة السينمائية خلال الفترة الأخيرة، انتعاشة فنية بعودة نجوم كبار وتقديم أعمال على قدر كبير من الإبداع، بعد اقتصارها على أفلام المهرجانات والشعبية لسنوات عديدة، فكيف ترين هذه الانتعاشة؟
– سعيدة بشدة لهذه الانتعاشة، لأنها أشعرتنا بعودة السينما الحقيقية التى أحببناها، فهناك سينما مصرية راجعة بشكل مختلف ومتميز، ولكن لا أستطيع أن أنكر أن نوعية الأفلام الأخرى ساهمت فى فتح بيوت «ناس كتير» وخلقت فرص عمل لشباب كان يجلس على المقاهى من البطالة، أما أن تحب هذه النوعية أو تكرهها فهذا شىء، وتواجدها شىء آخر، وأنا أحيى منتجيها، فدائما أى مصنع يكون لديه فرز أول وثانٍ وثالث وأخير، والسينما مثل المصنع، أتمنى أن تقدم كل الأنواع لكن لا يجب أن تتوقف.

ما تعليقك على ما حدث مؤخرا من سعى البعض لمحاولة الإيقاع بين الشعبين المصرى والمغربى؟
– هناك كثيرون بالفعل يحاولون الإيقاع بين مصر والمغرب، وهذا لن يحدث على الإطلاق، لأنه كلام مرفوض، ونعترض عليه شعبا وحكومة، فهناك علاقة ترابط بيننا على المستوى الفنى والثقافى والدينى والسياسى، منذ قديم الأزل، وهناك أيضا احترام متبادل بين الشعبين، فيكفى أن المرسى أبوالعباس من المغرب، والشاذلى أيضا من المغرب، كما أن الشعب المغربى يتذوق الفن المصرى، وشعوب شمال أفريقيا بالكامل مثل «تونس والمغرب والجزائر»، كما أنهم لا يزالون يستمتعون بصوتى أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، كما أن المغرب يكفى أنه يتواجد بها مدينة مثل «ورزازات»، وهى المدينة العربية التى تستقبل جميع الأفلام العالمية فى هوليوود التى تتحدث عن قضايا تخص المنطقة العربية، فأبرز نجوم العالم يذهبون للتصوير هناك، وأعتبر نفسى واحدة منهم ولا أتأخر عن حضور مهرجان مراكش العزيز على قلبى، والذى شاركت فى دورته الأولى مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين.

مدينة «ورزازات» تستقبل نجوم هوليوود للتصوير بها، وهو ما يشكل عائدا جيدا للسياحة بالمغرب، فماذا تقولين للمسؤولين المصريين الذين يصرون على إجراءات روتينية تمنع صناع السينما العالمية من التصوير فى مصر؟
– للأسف لدينا الروتين والبيروقراطية يقتلان أى شىء من الممكن أن يساعد البلد، فلابد من إعادة النظر فى البيروقراطية التى أعادتنا كثيرا للخلف، فالروتين سيعطلنا كثيرا إذا لم نقض عليه، فمثلا عندما سعينا للحفاظ على دولية مهرجان القاهرة السينمائى، كان لابد من خروجه للنور العام الماضى تحت أى ظرف، صحيح كان هناك أخطاء، لكن يجب ألا ننسى إيجابياته، فأهم شىء حدث فى مهرجان القاهرة، أنك أظهرت لضيوفك الديمقراطية الحقيقية بمصر، من خلال هذا المهرجان، فحصول الفيلم الإيرانى على جائزة أفضل فيلم، رغم أنك مختلف معها سياسيا، وكذلك حصول خالد أبوالنجا على جائزة أفضل ممثل رغم انتقاده للحكومة الحالية، وهو ما أكد أن الفن له دور مهم فى مصر بعيدا عن السياسة، ولا يرتبط بشىء غير الإبداع فقط، كما أكد أن السلطة الحالية تحترم الفن ولا تتدخل فى قوانينه.

شخصيات كثيرة ومختلفة قدمتيها على مدار تاريخك الفنى سواء فى السينما أو الدراما، فما الدور الذى تتمنين تقديمه فى أعمالك المقبلة؟
– الحمد لله كل الأعمال التى قدمتها أحبها بشدة وأعتز بها وغير نادمة على أى منها، فمثلا أدوارى الشعبية فى مسلسلى «أحلام عادية» و«شربات لوز»، أعتز بهما بشدة، وكذلك شخصية المرأة المثقفة فى مسلسلاتى مثل «أين قلبى» و«قضية رأى عام» و«لقاء على الهواء»، وكذلك أدوارى بالكامل فى السينما، لكن ما أتمنى تقديمه هو الدور الذى لم أقدمه من قبل، بمعنى أن يضيف لى وأشعر أنه يقدم أشياء غير متوقعة، فمثلا شخصيتى التاريخية فى مسلسل «سرايا عابدين»، قبلتها لأن «خوشيار»، كانت شخصية دمها خفيف وبها كمية شر كبيرة ومتسلطة للغاية، وهذا كان دورا جديدا بالنسبة لى.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى