علوم و تكنولوجيا

‏اللمبات الموفرة تخفض ربع الاستهلاك المنزلي من الطاقة

2013-635033010610238273-23

في ظل عجز موارد الطاقة الحالية عن الوفاء باحتياجات المواطن‏,‏ أصبح لا مفر من الاستفادة بكل ما أتاحته التكنولوجيا الحديثة علها تساعدنا علي تخفيف حدة الأزمة القادمة في الطاقة‏.‏

كلمة السر هي:’ ترشيد الطاقة’ والتي قد تعني أيضا بخلاف الحد من الاستهلاك, استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة. وتقول المهندسة فيولا جميل من مشروع تحسين كفاءة الطاقة للإضاءة والأجهزة المنزلية الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمي إن ترشيد الاستهلاك أصبح ضرورة حتمية نتيجة مستجدات منها ارتفاع الأحمال الكهربائية بنسبة غير مسبوقة قدرها13% في صيف العام الماضي, بالإضافة لنقص الموارد المالية لإنشاء محطات جديدة لتوليد الطاقة ونقص الوقود لتشغيل تلك المحطات.
وتشير إحصائيات وزارة الكهرباء الخاصة بالاستهلاك القطاعي لعام2012/2011 أن القطاع المنزلي يستهلك42.3% من إجمالي إنتاج الكهرباء, وتؤكد المهندسة فيولا أن التزام أغلبية مشتركي القطاع المنزلي وعددهم حوالي20 مليون مشترك بترشيد الاستهلاك يمكن أن يؤدي لخفض ملحوظ في الاستهلاك, ومن ثم تقليل فترات انقطاع الكهرباء التي ستتزامن مع ارتفاع الأحمال.
وبما أن الإضاءة تمثل25% من قيمة الاستهلاك المنزلي, فإن أسهل وأسرع طريقة للترشيد هي تغيير نظام الإضاءة في المنازل من لمبات عادية إلي لمبات موفرة. ولكي ندرك مدي فاعلية الإتجاه إلي الإضاءة الموفرة يكفي أن نعلم أن جهاز حماية البيئة في الولايات المتحدة طالب الأمريكيين بتركيب لمبة واحدة موفرة بدلا من لمبة عادية. هذا التغيير البسيط طبقا للحسابات يوفر في الاستهلاك العام للكهرباء بما يمكن الحكومة الأمريكية من إنارة3 ملايين منزل جديد سنويا بالولايات المتحدة ويحد من انبعاث9 ملايين رطل من غازات الاحتباس الحراري في السنه والتي تكافئ الانبعاثات الصادرة من حوالي800 ألف سيارة.
وتوضح الدكتورة كاميليا يوسف, رئيس قطاع بشركة توزيع كهرباء الإسكندرية, أن اللمبات المدمجة الموفرة للطاقة علي الرغم من أننا نحصل منها علي نفس كمية الضوء مقارنة باللمبات العادية إلا أنها تخفض استهلاك الكهرباء بنسبه تتراوح بين60 إلي80%. وبعقد مقارنة بسيطة بين اللمبات الكهربائية العادية واللمبات المدمجة الموفرة للطاقة نجد أن اللمبة العادية منخفضة الكفاءة والموفرة عالية الكفاءة. وبالرغم من أن اللمبات العادية غير مكلفة ولكن عمر تشغيلها لا يتعدي1500 ساعة علي أقصي تقدير, بينما اللمبات المدمجة الموفرة تكلفة شرائها متوسطة في مقابل عمر تشغيل يتراوح بين6 آلاف و15 ألف ساعة. وتشير الدكتورة كاميليا إلي أن استبدال لمبة واحدة عادية بلمبة موفرة- آخذين في الاعتبار أن اللمبة تضاء8 ساعات في اليوم- يحقق وفرا سنويا في استهلاك الكهرباء قدره234 كيلووات/ساعة كما يحقق انخفاضا في انبعاث ثاني اكسيد الكربون قدره157 كيلوجراما في العام.
ويمكننا القول أن لمبة عادية بقدرة75 وات مضاءة4 ساعات كل يوم تستهلك سنويا ما قيمتة17 جنيها وثمانية وعشرين قرشا, بينما للحصول علي نفس كمية الإضاءة نحتاج لمبة موفرة قدرة18 وات تضاء4 ساعات في اليوم تستهلك سنويا ما قيمته4 جنيهات وخمسة عشر قرشا.
وحول مدي خطورة الزئبق بداخل اللمبة الموفرة, توضح الدكتورة كاميليا يوسف أن تشغيل اللمبات الموفرة يعتمد علي بعض نقط الزئبق الموجودة داخل الانبوبة, والتي عندما تتبخر تتيح مسارا موصلا للكهرباء بين قطبي اللمبة. والقيمة القياسية العالمية لكمية الزئبق باللمبات المدمجة الموفرة للطاقة تكون5 مللي جرام أو أقل وهي نسبة قليلة جدا وغير ضارة, ولا ينبعث أي زئبق للجو المحيط أثناء تخزين أو اضاءة اللمبة.ولكن يمكن أن ينبعث بخار الزئبق إذا تعرضت اللمبة للكسر وهي ساخنة لذا وجب الحرص عند التخلص من مخلفات اللمبات الموفرة. وبشكل عام, فمن حق المواطن علي الدولة أن توفر له إحتياجاته من الطاقة, ولكن من واجب المواطن الترشيد والإستخدام الكفء لتلك الطاقة, فمطالبة المواطن بحقوقه يجب أن تتلازم مع قيامه بواجباته!

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى