تقارير و تحقيقاتسلايد

2016 عام سلسال الدم من الدرجة الأولي بالشرقية نرصد أبرزها فى هذا التقرير «رجل يذبح أبنائه والآخر يقتل والدته ويلقى جثتها خارج منزلهم »


تقرير | مازن فايز

سبحان مغير الأحوال‏ أختفي الوازع الديني ، فانقطعت الأرحام وغابت التنشئة السليمة فانتشرالانحراف وسادت الأنانية ، فأصبح كل واحد من أفرادها يقول أنا ومن بعدي الطوفان ، وبعد أن كانت الأسرة هي المأوي الآمن ومقر الحب والسكينة والرحمة، صارت ساحة للعنف والقتال وارتكاب أبشع الجرائم ، وإذا كانت الساحة تشهد حاليا صراعات سياسية وصلت الي حد العنف بين القوي المختلفة إلا أن انهيار العلاقات الأسرية يهدد بتساقط شجرة العائلة وهو ما يمثل خطورة أكبر علي المجتمع المصري جرائم بشعة تحدث كل يوم ، زوج يقتل زوجته، وزوجة تتخلص من زوجها بالذبح أو السم ، وأب ينهي حياة أبنائه في لحظة ضعف وشقيق يقتل شقيقه.. وابن يضرب أباه وأمه, يقتلهما إذا لزم الأمر، والمؤسف أن الأسرة التي من المفترض أن تكون مبنية علي «المودة والحب والتراحم» والتي يجب أن يكون دورها غرس قيم «الحق والعدل والخير والمساواة والفضيلة والصدق والتقدير الاجتماعي والطاعة واحترام كبار السن» وغيرها من القيم الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع, أصبحت مأوي للعنف والجريمة.


يقتل طلقته بكفر صقر

تفاصيل بعض قضايا قتل الأقارب خلال عام 2016بالشرقية
الأيام الماضية طالعتنا الصحف بالعديد من الجرائم الأسرية خلال عام 2016 ،24جريمة قتل الأقارب من الدرجة الاولى وفقا مانشرته الصحف والمواقع الالكترونية داخل محافظة الشرقية .
أبشعها جريمة بشعة اهتزت لها محافظة الشرقية عندم أقدم شاب على قتل والدته دون رحمة ،بخنقها أثناء نومها، بسبب شكه فى سلوكها بمدينة بلبيس.

وأغربها مختل عقليًا ، أنهى حياة والدته العجوز بعد أن سددها لها ضربة بآلة حادة على رأسها لفظت على أثرها أنفاسها الأخيرة، وألقى جثتها خارج منزلهما بمركز صان الحجر.
الجريمة الثالثة التي هزت مركز ومدينة أبو حماد عندم أقدم عامل من الصم والبكم ويعاني من مرض نفسي ،بذبح زوجته وطفليه وتمزيق أجسادهم الى أشلاء داخل حمام المنزل بقرية الشيخ جبيل مركز ابو حماد.

يقتل طلقته بكفر صقر 1

اعترافات بعض المتهمين بقضايا قتل الأقارب

وقال «م،ر،ل» عامل_مقيم بقرية شبرا النخلة دائرة مركز بلبيس  المتهم بقتل طفله لرفضه إعطاءه طفاية السجائر والتبول على نفسه، أن زوجته «منى،م» كانت في منزل والدها منذ حوالى 3 سنوات بسبب خلافات بينهم وعادت إلى منزل الزوجية منذ 3 أسابيع ولم ير طفله منذ تلك الفترة وتفاجأ أنه مصاب بتقوص فى القدمين ويتعثر فى المشى، وأن لديع 3 أبناء ، وأوضح المتهم أنه كان يجلس في منزله هو وابن عمه، وقد طلب من طفله إحضار الطفاية فرفض فقام بمعاقبته بضربه على جسده فسقط على الأرض مما أسفر عن وفاته على الفور.

وفي مدينة كفر صقر قام «جمعة أع ال»72 سنة المتهم بقتل طليقته ، البداية كانت مع دقات الساعة العاشرة صباح ،كانت قرية الحوامدة الهادئة كعادتها، على موعد مع حادث قتل، أنهى زوج حياة طليقته بخمس طعنات، انتقاما منها بعد أن شاهدها تجلس بمدخل منزل زوجها بمفردها فانهال عليها طعنا بسكين ، واستكمل “كانت تستاهل أنها تتمحى من على وش الأرض، فضحتنى وادعت على كذبا أنى عاجز جنسيا أمام الأهالى، ورفعت على قضية خلع، وراحت تزوجت من غيرى بعد ما تنازلت لها رسميا عن المنزل اللى حيلتى وسجلته باسمها، مزقت جسدها بالسكين، وغير نادم على جريمتى لأنها امرأة لا تستحق الحياة.

وفي مدينة بلبيس قام « م. ص» 23 سنة، عامل بقتل زوجته ، واعترف المتهم بارتكاب الواقعة تفصيلياً، قائلاً: أنه كان متواجداً داخل منزله بصحبة زوجته، فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بالأيدي، قام المتهم على إثرها باستلال سكين المطبخ، وقام بطعنها في البطن، وسقطت أرضاً غارقة في دمائها.

وعلل المتهم جريمته:«رفعت إديها علىّ وشتمتني»، مضيفاً أنه فكر في حيلة للهروب، لكنه قبل ذلك قام بتجميع المشغولات الذهبية الخاصة بها ولاذ بالهروب إلى محافظة الإسكندرية.

وفي مدينة الصالحية الجديدة قام «م. إ. ج» 28 سنة بقتل زوجته «س. س. ع» 25 سنة ربة منزل واعترف المتهم بارتكاب الواقعة تفصيلياً، قائلاً: أنه كان متواجداً دائماً على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ، وسدد لها 17 طعنة في أماكن متفرق في الجسد.

أحمد سليمان استاذ علم النفس

ومن الناحيه النفسية لانتشار تلك الظاهرة

قال الدكتور «أحمد سليمان» أستاذ علم النفس بكلية الخدمة الاجتماعية ، تعتبر جريمة القتل من أخطر الجرائم التي تهدد  كافة المجتمعات البشرية وتحد من فرص تقدمها وتطورها، لما لها من آثار سلبية علي القاتل نفسه وضحاياه وعلي الأسرة وعلي المجتمع مما يستدعي التصدي لمثل هذا النوع من الجرائم بكل ما أوتينا من قوة ، ومعرفة الأسباب المؤدية لها لإتخاذ التدابير الوقائية  المناسبة للحيلولة دون نشوء هذه الأسباب.

وأضاف «سليمان» نظرا لتعدد وتشابك الأسباب المؤدية لوقوع مثل هذا النوع من الجرائم والتي تنحصر في  البعد عن « الدين وغياب الضمير والخوف من الله و إدمان المخدرات وغياب الوعي والطلاق والتفكك الأسري و أصدقاء السوء والفقر وغلبة القيم المادية عن القيم المعنوية والأمراض  النفسية والعقلية» ، فالمجرم الذي يرتكب هذا النوع من الجرائم هو في الواقع إنسان غير طبيعي لأنه عند إرتكابه للجريمة يكون إما مصاب بالمرض النفسي والعقلي وإما تحت تأثير العقاقير المخدرة أو نتيجة خلل وتفكك وإنحدار أخلاقي وقيمي في الأسرة ، وبإستقراء كل الكتابات حول الجريمة وخاصة القتل نجد أنها كانت موجودة منذ القدم ولكنها لم تصل إلي هذا الحد من بشاعة المنظر ، فأصبحنا نسمع أن هنا جريمة قتل وهناك نفس الجريمة ولكنها بإختلاف الأسلوب وهذا ما أفرزته لنا المستحدثات التكنولوجية فأخذنا منها السلبي الذي يهدم مجتمعنا وتركنا كل ماهو إيجابي الذي يرفع مجتمعنا والقارئ لمثل هذا النوع  البشع من الجرائم  يجد عقله يقف عن القراءة وقلبه لا ينبض من هول ما سمع فماذا بعد فلذات أكبادنا وزوجاتنا وأسرتنا ومجتمعنا لماذا يقتلهم المجرم ويقتل نفسه إنها حقا نهاية العالم فلابد أن نبذل قصاري جهدنا بمحاربة هذه الأنواع من الجرائم بداية من الأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ونبذ ثقافة العنف واستخدام الأساليب التربوية الصحيحة والإكتشاف المبكر للمرضي النفسيين والقضاء علي الفقر والعشوائيات.

احمد النيل عضو هئية تدرسي جامعة الازهر

ومن الناحيه الدينية لانتشار تلك الظاهرة

قال الدكتور« أحمد النيل» عضو هيئة التدريس بجامعة الازهر ، قتل النفس التى حرم الله الا بالحق من أكبر الكبائر ومن المهلكات ، وازهاق روح الانسان جريمة شنعاء والله عز وجل قال في كتابه «ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق » ، وقال «ولا تقتلوا  أنفسكم إن الله كان بكم رحيما» ، و«من قتل نفس بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» .

واستكمل «النيل» هذا عن القتل بوجه عام فما بالنا بقتل الأقارب فهو أشد جرما وأعظمهم جناية لما فيه خطر على المجتمع وأمنه ولما فيه من القطيعة للأرحام التى أمر الله عز وجل بوصلها ، فأصبحت هذه الظاهرة منتشرة بين الأقارب فيقتل الأب أبناءه ويقتل الابن أباه ويقتل الأخ أخاه ، وأن أول جريمة بين الاقارب كانت جريمة قابيل لأخيه هابيل ولقد ذكرت أحداث هذه الجريمة في القرآن فتكلم عن أسبابها وأحداثها ،وبعد مرور ألاف السنين على تلك الواقعة وظهرت دوافع جديدة أخلقت وراءها العديد من الوقائع التى تجرد فيها الأباء والأبناء من مشاعر الرحمة والانسانية.

ومن أسباب انتشار مثل هذه الجرائم قصور التربية الدينية مما يجعل الانسان فريسة سهلة للشيطان ،وأسباب أخرى مثل الفقر والبطالة وصعوبة الزواج وتناول المخدرات.

ووجه «النيل» دعوة إلى جميع المؤسسات التربوية والدينية والأسرية إلى العمل على أداء وظيفتهم على أكمل وجه في سبيل غرس القيم الدينية والاخلاقية وتقريب الناس إلى ربهم.


المستخدم في قضية القتل ابو حماد3

زر الذهاب إلى الأعلى