16. تخرج «محفوظ» في عام 1960 وتمكن من نشر أول مجموعة قصصية له، حتى عُرف بين الناس على أنه قاصّ وكاتب، قبل أن يعمل في وزارة الثقافة، ثم الكتابة في عدة صحف، منها «الآداب» و«المساء» و«الجمهورية» و«الأهرام».
15. فكّر، بعد أن انتبه كثيرون لما يكتبه، في احتراف الكتابة وألا يجعل الأمر مجرد «مزاج»، حسب قوله، ليبدأ أول أعماله الفنية من خلال سهرة تليفزيونية، وهو اللون الذي يفضله إلى حد كبير لأنه «يقول ما يريده بشكل مكثف في وقت محدود»، عكس الأعمال الدرامية: «كنت مفتون بهذا الشكل ومازلت».
14. اتجه للكتابة المسرحية مؤلفًا «حفلة على الخازوق» و«ليلة من ألف ليلة وليلة» و«عريس لبنت السلطان»، بجانب مسلسلي «الزير سالم» و«سليمان الحلبي».
13. في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ألّف مسلسل «عنترة» الذي أخرجه الأردني عباس أرناؤوط، وعند اختيار الممثلين اقترح الاستعانة بالفنانة سميرة عبدالعزيز من واقع مشاهدته لها على خشبة المسرح القومي، في المقابل كانت هي تشاهد مسرحية «حفلة على الخازوق» لتقيّم ما إذا كان بالإمكان عرضها على مسرح الدولة أم لا.
أبدت «سميرة» آنذاك انبهارها بـ«حفلة على الخازوق»، في حين رفضت دورها في «عنترة» لصغر حجمه، ودفعها المخرج للتحدث إلى «محفوظ» لحل المشكلة، لتطالبه بزيادة مساحة الدور إلا أنه رفض، واعدًا إياها باختلاف الأمر إذا أرادت العمل معه، ووافقت على الفور.
وبمرور الأيام نشأت صداقة بينهما وتقاربت ظروفهما الخاصة إلى حد كبير، وفق روايته، إلى أن وقع في حبها ووافقت على الزواج منه بعد أن عرض عليها الأمر، وأنجب منها ولدًا وبنتًا.
12. رغم حبه للسينما إلا أنه يكره الكتابة لها، لكن المخرج صلاح أبوسيف أقنعه بكتابة قصة ترتبط بفترة صدر الإسلام، حتى كان فيلم «القادسية» الذي أثار ضجة واسعة في بداية الثمانينيات رغم بعده عن الإسقاطات السياسية، حسب قوله.
وبسبب الظروف الإنتاجية تعذّر عرض الفيلم داخل مصر آنذاك ليُعرض أولًا في العراق، ومع نشوب حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية)، كتب أحد النقاد وقتها أن «محفوظ عبدالرحمن هو سبب الحرب بين الدولتين بسبب الفيلم».
11. في بداية التسعينيات خطرت له فكرة الكتابة عن حفر قناة السويس، إثر عثوره على مرجع يتحدث باستفاضة عن ذلك الأمر صدفة في أحد الأيام، حتى نشأت فكرة تأليف مسلسل «بوابة الحلواني» من تلك اللحظة، حتى فرغ منه عام 1991.
من الطريف هو أن عدد الحلقات التي كتبها آنذاك 24 فقط، حسب قوله، وهو ما أثار استغراب الجهة الإنتاجية التي لم تصدق أن ذلك عمل درامي، رغم ذلك لم يكن يريد عرضه في شهر رمضان حتى يستطيع الجمهور، وإن كان عدده قليلًا، أن يتابعه بتركيز، حتى فوجئ بأن الرقابة ترفض ذلك أيضًا لكن بحجة أنه «مسلسل كئيب».
قال القدر كلمته آنذاك، إذ تعرضت الأعمال الدرامية المذاعة حينها إلى الهجوم الشديد، ليضطر مسؤول كبير، رفض «محفوظ» ذكر اسمه، الاستعانة بمسلسل «بوابة الحلواني»، كان ذلك في 11 رمضان.
10. بعد النجاح الباهر لأجزاء «بوابة الحلواني» اجتمع مع مجموعة من الكتّاب بجانب حضور الفنان أحمد زكي للحديث عن بعض الشخصيات المؤثرة تاريخيًا لإنتاج أعمال فنية عنهم، حتى جاءت فكرة فيلم «ناصر 56» رغم عدم توافق «محفوظ» مع نظام الرئيس جمال عبدالناصر حتى وفاته عام 1970، لكنه أُعجب به بعد أن قرأ عنه الكثير ودرس فترته وسافر إلى الخارج كذلك.
فكر حينها في كتابة سهرة تليفزيونية فقط، وهو ما تم تقديمه إلى مسؤولي مهرجان الإذاعة والتليفزيون على أنه «فيلم تسجيلي»، لكن بعد نجاحه الباهر استقبلته دور السينما.
9. بانتهاء «ناصر 56»، حاول «محفوظ» الكتابة عن شخصية تؤرخ للقرن الـ20 قبل نهايته، وفكّر في سعد زغلول وطلعت باشا حرب، إلى أن وجد في كوكب الشرق «أم كلثوم» غايته، لأنها عاشت في فترة زمنية طويلة معاصرة ثورة 1919 وتوفيت عام 1975.
للكتابة عنها اضطر إلى مقابلة بعض أفراد عائلتها بجانب من عاصروها وتعاملوا معها، لكنه استفاد منهم بقدر ضئيل، حتى لجأ إلى البحث عن كل ما تعلق عنها في الصحف، وأكمل بعض تفاصيلها من فكره الخاص من خلفيته القروية.
8. حقق مسلسل «أم كلثوم» نجاحًا باهرًا عقب عرضه في عام 1999، حتى كلما تواجد في مناسبة عامة يقدمه البعض على أنه «مؤلف أم كلثوم»، وهو ما دفعه بعد فترة لكره العمل، حسب ما صرح به في برنامج «لازم نفهم»، لأن الأمر تكرّر لأكثر من مرة.
7. جمعته علاقة طيبة بالكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وكثر حديثهما من خلال الاتصالات الهاتفية أو اللقاءات المباشرة بينهما.
6. بداية من 2002 وحتى العام الماضي، جاء إنتاجه محدودًا، فألف مسرحيتي «محاكمة السيد ميم» و«بلقيس»، ومسلسلي «إيزيس» و«أهل الهوا»، بجانب فيلم «حليم» آخر أعمال الفنان الراحل أحمد زكي، قبل أن يكتفي بالإشراف الدرامي على مسلسل «ساق البامبو».
5. في الفترة الأخيرة، عكف على كتابة رواية تتناول البحث عن الآراء المختلفة عن الحاكم بأمر الله من خلال مجموعة من الوثائق، وكل وثيقة تستحوذ على فصل كامل، حسب توضيحه.
4. تغير الأوضاع الفنية في الآونة الأخيرة أصابه ببعض الإحباط إلى حد ما، موضحًا أنه كتب فيما يخص قناة السويس بعد عزل الخديو إسماعيل من حكمه، في تمهيد لكتابة الجزء الخامس من مسلسل «بوابة الحلواني»، إلا أن الجهة الإنتاجية طلبت منه لونًا آخر عندما عرض الأمر، لكنه على أهبة الاستعداد في مد السلسلة حتى الآن.
3. في السنوات الأخيرة شعر بأنه «لا يعيش في عالمه»، معربًا عن أسفه لما وصل إليه المجتمع: «أنا بحس إني شاب أكثر من الآخرين»، حتى قال: «عشت أكثر مما أرغب».
2. في مايو 2013، تعرّض لوعكة صحية أجبرته على دخول العناية المركزة، نتيجة معاناته من التهاب الأعصاب، وخرج بعد أيام، ليصرح لـ«المصري اليوم» آنذاك: «اعتدت دخول المستشفيات».
1. أعلنت الفنانة سميرة عبدالعزيز منذ أيام أنه يرقد في العناية المركزة بمستشفى «جلوبال»، مضيفةً، خلال تصريحها «أصيب منذ عدة أيام بارتفاع في الضغط، مما تسبب في حدوث جلطة نُقل على إثرها إلى المستشفى، وهو في العناية المركزة يتم علاجه»، وظل حتى أعلن ظهر اليوم خبر وفاته، ليرحل عن عمر يناهر 76 عامًا بعد صراع مع المرض.
المصدر