محمد فريد الصادق | يكتب : محمد والمسيح
قمت اليوم الخميس بصحبة مجموعة من الأصدقاء بزيارة الأخوة الأقباط فى الكنيسة للتهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، ولفت نظرى حرارة الإستقبال وكرم الضيافة ودفء الحوار والدعاء لمصر وترديد عبارة « يدا واحدة» ، وفى تلك الحظة رأيت أن يكون مقالى الأول للشرقية توداى عن التوافق الرائع بين حياة محمد والمسيح والتطابق العجيب بين كلام النبيين العظيمين .
وأرجو أن يتسع وقتك لتأمل النقاط التالية :
أولاً
يحتفل المسيحيون فى الغرب بعيد ميلاد المسيح يوم 25 ديسمبر، فى حين يحتفل المسيحيون فى الشرق من مصر إلى روسيا بعيد ميلاد المسيح يوم 7 يناير .. نعم 7 .. وأرجو أن تتأمل الأية الأولى من الجزء السابع .. نعم جزء 7 سورة المائدة «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى » . والمعنى أوضح من أن يحتاج الى تفسير .. أحبائنا يحتفلون يوم 7 والأية الأولى من الجزء 7 تقول الأقرب مودة والأكثر ألفة شركاء الوطن والمصير واللغة والتاريخ القرأن ربى يقول «لانفرق بين أحدا من رسله»لذا نحن نحتفل معهم ونهنئهم فهم أكثر مودة لنا .
ثانياً
أرجو تأمل أقوال المسيح ومحمد عليهما السلام عندما أحاط بالمسيح لؤم الكهنة وكيد الكائدين قال إغفر لهم يا أبتاه ، لأنهم لايعلمون مايفعلون وعندما تعرض سيدنا محمد للأذى والخطر المحدق قال الرسول ودمه يتفجر تحت قسوة الحجارة التى يقذف بها من كل جانب قال« اللهم اغفر لقومى فأنهم لايعلمون» .
ثالثاً
عمومية رسالتى المسيح ومحمد فالمسيح ، وسيدنا محمد ، لم يجيئا إلى أورشليم ومكة .. بل جاء لينير العالم كله بالهداية ، وكانا يعملان بكل السبل لهداية العالمين فقد قال المسيح جئت لأخلص العالم وقال الرسول محمد إن الله أرسلنى للناس كافه .. وأرسلنى رحمة للعالمين ولقد حدث هذا فعلا ، فلم تقتصر رسالتهما على مكان بعثهما ، بل تفتحت لها أبواب الدنيا كلها .
رابعاً
العطف على الناس جميعا كان الفقراء والمساكين والمحتاجين والمقهورين والمظلومين هم هدف الأنبياء جميعا ، فالمسيح يقول من له ثوبان فليعط من ليس له ، ومن له طعام فليفعل ذلك ويأتى من بعده خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ليقول من كان معه فضل زاد ، فليعد به على من لازاد له ، ومن كان معه فضل ظهر فليعد به على من لاظهر له .
والأمثلة أكثر من أن تحصى أو تعد ، أيها المصريون الكرام .. محمد والمسيح ينهلان من معين واحد من رب كتب على نفسه الرحمه من إله قال فى كتبه كلها ، وفى القرءان «ولقد كرمنا بنى آدم» لم يكرم أتباع ديانة بعينها ، وإنما كرم الجميع و رزقهم وأحسن خلقهم>
فهل يجوز بعد ذلك أن يتعادى الناس بحجة إختلاف الديانة ؟ المسيح يقول أحبوا أعدائكم وباركوا مبغضيكم وسيدنا محمد تمر به جنازة فيق لها إجلالا واحتراما فيقول له من حوله إنها ليهودى ، فيقول سبحان الله أليست نفسا .
فمابالكم بشركاء الوطن الذين هم أقرب مودة ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى .
حفظ الله مصر والمصريين جميعا بل وحفظ الناس فى كل مكان .
الآراء المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى الشرقية توداى