مقالات

عبد الله اسماعيل| يكتب: الزواج مشروع إعجاب ينتهي باكتئاب

عبد الله اسماعيل

تحذير : المقال هزلي ساخر خيالي غير حقيقي ولا يمت للواقع أو الشرع بصلة وكاتبه متزوج ويقبّل يده! ومن يعرف زوجته ويشير المقال فسيحصل على البلوك.

سأحاول في كتابتي لموضوع “الزواج.. إعجاب ثم اكتئاب” أن أطير لزاوية بعيدة وفريدة لم يطرقها أحد المجانين من قبلي ﻷحصل على رؤية جديدة أسطرها في رسالة أرسلها في فاكس عاجل للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ويكون مستقرها اﻷخير عندهم مفرمة الورق. والحمد لله أن أفضل ميزة لدي هي عدم اليأس فتراني بعدها بأسبوع أرسل براءة رؤية جديدة في ذات الموضوع ولن يهدأ لي بال حتى يصلني من مستلم رسائل الفاكس رسالة تهديد تمنعني عن مراسلتهم مرة أخرى بحجة عدم الاختصاص أو استشعار الحرج، فأكف عنهم وأبحث عن رقم فاكس آخر لمؤسسة خيرية عالمية ترعى الموهوبين من مالكي شعرة الفصل بين الجنون والعقل على مستوى العالم.

الحالة الإجتماعية المستعصية التي تسمى (الزواج) ومقدماتها من أفخاخ الحب والإعجاب والوله والبله والجوى ثم العذاب … وصولا إلى الوفاة الإكلينيكية المسماة بالعشق و قواعده الأربعين – نفس عدد اللصوص في أسطورة علي بابا (شوف يا أخي سبحان الله) – هذه الحالة كانت من الاستقرار في الماضي بشكل تكفّل تماما بالحفاظ على الجنس البشري على ظهر البسيطة، أما اﻵن فأصبح الزواج بملابساته ومقدماته و حيثياته سبب منطقي لنهاية الجنس البشري، أصبح الزواج الحديث عدوى ومرض إجتماعي لا يهدأ الشاب والفتاة حتى يصابا به، ثم يبدئان بعدها رحلة العلاج المستحيلة.

رؤيتي و الحق أقول أنها رؤية لا تتمتع بالمشاهدة الليلية من شدة السواد الذي يصل إليه المتزوجون حديثا للأسف، ولا أملك في طريقي مصابيح للرؤية الضبابية و أسير و أنا أتمتم فوق شفتي اﻷغنية المعروفة التي حرفتها (ماشي بنور الله … بادعي واقول الستر)، رؤيتي الشبه منعدمة تتناول في مقال أظنني سيقال عني فاسق أو مبتدع بسببه ولذلك سأحورها بما يعطيها طابع الفلسفة والسخرية كما وضحنا في التحذير حتى يصل الفهم ﻷولي اﻷلباب وأنأى بنفسي عن هجوم المصابين المساكين بمرض (عريس و عروسة) وأعتذر مقدما عن انحيازي الذكوري حيث لا أرى صلة بين الكوميديا واﻷنوثة وشكرا لتفهمكم، و أهيب بالجميع ألا يأخذوا كلماتي على محمل الجد. و اﻵن أترككم مع رؤيتي في نقاط أساسية كما يلي:

1- نهاية التوسع الإسلامي وتنكيس راية الجهاد احترازا من خلطها برايات تنسب نفسها لذروة سنام الإسلام وهي من أشباه الرايات المضللة بريئة، وبنهاية الجهاد ينتهي بذلك سبب عظيم كانت الرجال تقضي نحبها فيه فتترمّل النساء من بعدهم، فيُباح التعدد لحكمة حينها، فإن انتقص الشرط انعدم المشروط له أي لا حاجة للتعدد في الشق المتعلق بالتكافل الاجتماعي الذي يحفظ للأرامل حقهن في حياة أخرى جديدة غير اﻷولى التي انتهت، واضافة كارثة ثانية لزوج هو في الأصل يعاني من كارثة واحدة. في صورة مقابلة لو فتحنا باب الجهاد ضد اليهود والشيعة فسيذهب أغلب الشباب المتزوج ليرتاح من سبب شقاء الدنيا في حياته (الزوجة السيئة) وينعم بالشهادة، و تترمل النساء المتزوجات وتبكي دموع التماسيح على من كانوا يجثمون على صدورهن تحت عرف (سي السيد) وهي بداخلها (مزقططة تتمنى الزغرطة).

2- المرأة وحقوقها المادية والمعنوية والإنسانية التي حفظها الإسلام فرضها على الرجل حينما كانت أمة مهضومة الحق ، أو مؤودة الروح ، أو مهانة مباعة في سوق النخاسة بثمن بخس إلا من تقييم جمال للوجه أو رشاقة للقد، وياله من عذاب نفسي يقع عليها حينما تذهب المسكينة لمن يدفع أكثر.

هذه الحقوق كانت ومازالت المرأة تحاول أن تسترد ما سلب منها أو تكافح و تفاوض لتخرج بأحسن نتيجة تصب في مصلحتها. و كُلّي يقين أن نساء العالم كلهن سيتوفين ويقبضهن ملك الموت قبل أن يحصلن على هذه الحقوق كاملة ولو في ظل دويلة مساحتها شبر واحد على هذه اﻷرض طالما عاش بجوارها رجل.

إذن النتيجة وما يستفاد من هذه النقطة أن حقوق المرأة ناقصة سواء أخذت ماهو متاح لها في القانون الذي تعيش في كنفه أو لم تأخذ، فهي ناقصة بالأصل في الدين والعقل فكيف نكمل مانقص بطبعه! أرى نظرة صدمة على وجه القارئة! و أبشرها أنها ستصدم اﻵن في النقطة التالية بسيارة ذات دفع رباعي.

3- اﻵن وبعد أن أعطيت المرأة اﻷمان وظنت المسكينة أنني واقف في جانبها سأميل بدفة مقالي ﻷقصى الناحية اﻷخرى فتسقط وتواري ما انكشف من سوأة أفكارها التي تشتتت على صفحة مقالي. أنا اﻵن مناصب لها وحاقد عليها، فكيف وهي المقتدرة ماديا والمالكة لرؤوس اﻷموال واﻷسهم والسندات و الذهب والدور و السيارات و القصور تسير حسب الشرع وتنتظر رجلا يبادرها بالإعجاب و الإيجاب وترد عليه بالقبول وتبشره بالإنجاب! ويح التي تملك ذهبا أثقل من وزن رجل معدوم مطحون، حين توافق على أن ينفق عليها ليحقق شرط القوامة ! ألا رضيتِ بخاتم من نحاس أيتها المقتدرة المكتفية ذاتيا، وبالمقابل فهو بالتأكيد سيكون معك غاسل مواعين ممتاز !

4- القوانين اُستُحدِثت وقاربت وأوشكت المرأة أن تضع رأسها برأس الرجل ، ونقرها من نقره ، وكتفها بكتفه ، ولكن هيهات أن تنال أم شعر من اﻷقرع … الخلع في مواجهة الطلاق ، و الصراخ بالصراخ ، و السب بالسب ، والعين بالعين ، و الكف بالركبة ، والبادئ أظلم ومتألم بسبب ركلة اليوجا والكاراتيه والشيك بوكسينج والجيوجيستو، وكل فنون الدفاع عن النفس التي تعلمتها المرأة لتقف في وجه الرجل و تتخلص من سبب شقائها (اﻷنوثة).

5- أخيرا فالمصحات النفسية، و السجون والزنازين، ومحاكم اﻷسرة، و بيوت اﻷب أو اﻷم، و القرافة و الترب، ومنصة الإعدام، وغيرهم كثير … مفتوحين ومرحبين في أي وقت بضحايا الصراع الأسري الناتج عن الزيجات الحديثة الانفصامية.

الآراء المنشورة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى