ثقافة و فن

5 مواقف كوميدية في حياة «مظهر أبو النجا» .. سر زواجه الأفلاطوني والحزن المسيطر على حياته دائمًا

5 %D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81 %D9%83%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9 %D9%81%D9%8A %D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9 %C2%AB%D9%85%D8%B8%D9%87%D8%B1 %D8%A3%D8%A8%D9%88 %D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%C2%BB .. %D8%B3%D8%B1 %D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D9%86 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%87 %D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%85%D9%8B%D8%A7

داخل بلدة «الأطرش» بمحافظة الدقهلية، ولدَ «مظهر أبو النجا»، 12 يوليو 1940، صبيّ يحمل جينات الكوميديا بداخله، ويهوى المطرب الراحل، فريد الأطرش، ويتخذه مثلاً أعلى كمّا كان يصرح دائمًا «كُنت أحبه جدًا لدرجة إني كنت أسرح شعري زيه»، صحيح أن خيال فريد الأطرش تركُه فيما بعد، لكنه ظلّ محبًا للفن، ويردد أمنية وحيدة «نفسى الناس يشاوروا عليّا»، إلى أن تحقق حلمه «الناس بقت تقول الواد مظهر أبو النجا أهو».

تمسّك «أبو النجا» بمدرسة الضحك البسيط والأفيهات الطازجة، وبلهجتهُ «الريفية» أيضًا، حتى أصبح ألمع كوميديانات السبعينيات والثمانينيات، وبنفس السرعة التى صعدَ بها نجمه، هبط مرة أخرى، وصعدَ ثانيةً، ظلّ يحارب بإبتسامته الواضحة، رغم المواقف الدرامية الحزينة التى تعرض لها، حتى أصبح مثل «دكتور جروك»، الكوميديان الذى امتلأت حياته بالحُزن، مثله كمثل أغلب صانعي البهجة.

هُناك قصة تروى عن رجل فرنسي، ذهب إلى أحد الأطباء النفسيين وهو في حالة كرب شديد، وقال لهُ: «دكتور، إنني أعاني من حالة مفزعة من التعاسة والاكتئاب، هل يمكنك أن تصف لي بعض الأقراص، أو أي شيء يمكنه أن يساعدني في التغلب على هذه الحالة؟ فأجاب الطبيب النفسي قائلًا: أنت لا تحتاج إلى أقراص، اذهب وشاهد المهرج الشهير (جروك)، إنه سيبهجك ويجعلك تشعر بالتحسن»، فأجاب الرجل التعس: «يا دكتور أنا جروك».

ونرصد 5 مواقف درامية في حياة مظهر أبوالنجا، صاحب الإفية الشهير «يا حلاوة»، بعد رحيلُه اليوم عن عُمر يناهز 76 عامًا، بعد رحلة طويلة مع المرض.

في تصريح صجفي بأحد المجلات التخصصية ، روى «أبو النجا» كيف كانت بداياته مع الفن أشبه بمأساة حقيقية، فبعد أنّ أحب المطرب الراحل، فريد الأطرش، بدأ بالغناء له والسير على نهجِه كما قال «كنت بحبه لدرجة أني كنت بسرح شعري تسريحة فريد الأطرش».

لم يصل الأمر إلى حد تقليد فريد الأطرش فقط، بل أقنع «أبو النجا» نفسه أنه صاحب صوت جميل، لا ينقصه شئ سوى إقناع الجمهور به، فكان يصعد فوق سطح المنزل الذى يسكُن به بالإسكندرية، ويُغنى أمام ألف نفسه، إلى أن واجهه الجميع بالحقيقة، كمّا قال في الحوار المذكور سابقًا «فجأة الآلاتية رموا الآلات، وفوجئت بمنظم الحفل يقول لى أمام الجمهور: إيه اللى أنت بتعمله ده؟ أنت لا شكل ولا صوت ولا ودن ولا حاجة خالص مين خلاك تغنى؟، فكانت أول وآخر مرة أغنى».

نزل «أبو النجا» من على خشبة المسرح الخيالي، مُحاطًا بهتافات تقول «صوتك وحش»، ما جعله يتأثر كثيرًا، ويعتزل الطرب، تاركًا نفسه للاكتئاب الذى لاحقه لمدة 3 سنوات، ليكتشف بعدها أن موهبته لم تكُن في الغناء أبدًا، وإنما في الكوميديا.

وعلى المستوى الاجتماعي أيضًا، عانى «أبو النجا» في بداية حياته، لكى يتزوج زوجته التى أحبّها حب أفلاطوني، فخلال مشاركتهُما في بطولة مسرحية «دلوعة يا بيه»، كما قال: «تعرفت عليها على المسرح، أثناء تقديم رواية من بطولتى اسمها (دلوعة يا بيه)، عشت معها حكاية حب أفلاطونية بالعين فقط، حتى حصل اللينك الغرامى، وذهبت لخطبتها فى طنطا لكن والدها رفضنى، وقال الفنانين لا كلمة لهم، لكنها كانت متمسكة بى حتى وافق والدها على الارتباط بعد سنة».

وأضاف في حواره : «أنجبت منها أبنائى إسلام، أحمد، عمر، ريم، وهى الآنسة الوحيدة، لكن عمر هو من ورث عنى حب التمثيل، وإن كنت غير راغب فى البداية فى أن يحترف الفن، حتى لا يعيش المعاناة التى عشناها، لكن صابرين قالت لى الولد كويس، كما أنه خريج إعلام، وعمل مع أحمد السقا فى مسلسل خطوط حمراء، هذا إلى جانب عدة أدوار فى أعمال فنية أخرى».

كان «أبو النجا» صاحب نظرية فلسفية بسيطة، فعندمّا هرع ممثلو المسرح إلى شاشات السينما والتلفزيون، ظلّ هو متمسكًا بخشبة المسرح، إيمانًا بمبدأ «مش عاوز أحرق نفسي»، وذلك بجانب حُبه العميق، والذى عبّر عنه بفلسفته الفطرية التى تتلخص في مقولته:  «عندّما اتجه الفنانون لافتتاح المطاعم، اتجه أصحاب المطاعم لإنتاج المسرحيات، فلا الجمهور شاهد مسرحية جيدة ولا تناول سندوتش جيّد».

«المسرح متوفي»، هكذا كان يردد «أبو النجا» في السنوات الأخيرة، فبعد ثورة 25 يناير، انطفأ نجمه وهجر العروض المسرحية التى كان يقوم بها في الأرياف والأقاليم، كما ذكر «أنا كُنت بعمل في سرادق مش مسرح، ومرة عرضت في سوق البهايم في قريتي، والأوضاع الأمنية مكنتش مساعدة، وناوي لمّا الجو يهدي، أروح تاني».

عند تلك اللحظة، لم يستسلم «أبو النجا» أيضًا حتى أنه في إحدى المرات، استأجر مسرحًا في موسم الشتاء، مقابل 50 ألف جنيه «فقط لأشم رائحة السوكسيه وأنفاس الجمهور في الصالة، ولم يكن يهمني النجاح أو الفشل».

وأخيرًا انطفأت الأضواء عن مظهر أبو النجا، رحلّ صباح اليوم الأثنين عن عمر يناهز 76 عاما بعد رحلة صعبة مع مرض الفشل الكلوي، ليودع جماهيره التى عرفتهُ بإفيه «يا حلاوة» دون استكمال تصوير مشاهده في مسلسل «الضاهر» مع الفنان محمد فؤاد، ومن رؤية فيلمه الأخير «شارع محمد علي» الذي لم يُعرض بعد.

 

المصدر 

 

زر الذهاب إلى الأعلى