أخبار الشرقية

القذافي يلبس دباباته جلود الخراف لتبدو بلون البادية ويصعب رصدها بمناظير الناتو والثوار

2011 634522793133895927 389

توصل العقيد الليبي معمر القذافي في عالم التمويه إلى ما لم يسبقه إليه سواه، فحوَّل الدبابة الموصوفة بأنها “ذئب الصحراء” إلى حمل مسالم وألبسها جلود الغنم لتتغير أشكالها وتبدو بلون البادية، فيصعب رصدها بالمناظير والعين المجردة، حتى بأجهزة الاستشعار التقليدية، وفق صورة بثتها أمس وكالة “أسوشييتدبرس” لدبابة سيطر عليها الثوار.

كما لجأت كتائب القذافي لتمويهات أخرى جديدة، منها ما كشف عنه بعض العسكريين في “الناتو” من أن الكتائب تخفي دباباتها داخل خيم بجانبها بعض الخراف والإبل ليبدو المشهد لطائرات الحلف طبيعيا ويمكن تصوره بأنه لبدو من الرعاة، فيمتنع الحلف عن قصفها.

وطبقا لما هو معروف عن أساليب التمويه بحرب البوادي والصحاري، فإن أخطر نقاط الضعف في الدبابة هو شكلها الخارجي وهيكلها المصنوع من الصلب، فهو يجعلها تبث درجة من الحرارة حين تتحرك، كما أن هديرها وشكلها معروفان، لذلك يسهل رصدها بسهولة واستشعار شكلها بالعين أو بالصور أو بما يسمونه “الرؤية الكهرومغنطة” وهي أهم راصد للدبابات بالرادار وموجات المسح السطحي والحراري.

وبعد رصدها يستخدمون استشعارات ليزر تحدد شكلها بدقة وقياس وتحديد مسافتها بالسنتيمتر قبل قصفها، وهي مجموعة استخدامات يسمونها “حيز الطيف الكهرومغناطيسي” الى جانب أن هديرها أو صوت دوي مدفعها يمكن رصده لمعرفة مكانها، لذلك فتغطيتها بجلد الحيوان يغير من شكلها ويعزل معدنها عن موجات الرصد الحراري الاستشعاري ويجعلها مموهة تماما.

ونقل موقع “العربية نت” عن موقع “جلوبال فاير باور” الخاص بالعتاد الحربي للدول، إن الجيش الليبي يملك قبل 17 فبراير الماضي، حوالي 480 طائرة بينها 106 هليكوبترات، إضافة الى 530 دبابة معظمها “تي-72” روسية الصنع، وقد ارتدت لباس الحملان التمويهي وبجانبها ثوار ليبيون فرحين بالسيطرة عليها قرب سبها.

ومن الجائز أن الدبابة تحتاج إلى قطيع من 30 إلى 40 خروفا لتغطيتها بجلودهم، بحيث تتموّه بفرو الخروف المنتفخ كالاسفنج، مما يجعلها تبدو كتلة صغيرة في بادية لونها من لونه، وبذلك تتموه حقيقتها وتضيع بين التلال، ولا يمكن التعرف إليها إلا بالاقتراب منها إلى مسافة قريبة.

وهذه التقنية الجديدة في التمويه هي من الأفضل على ما يبدو، فالناتو لم يتمكن سوى من تدمير عدد قليل من الدبابات القذافية، ويبدو أنها فاتت حتى على قادة عسكريين كبار في القتال البري، وأشهرهم الجنرال الألماني زمن الحرب العالمية الثانية، إرفين رومل، أول مستخدم للتمويه بالمحاكيات لردع العدو وإيهامه بجحافله المدرعة في مسرح “معركة العلمين” البعيدة 90 كيلومترا عن الإسكندرية، حيث جرت أشرس حرب بالدبابات.

ويقال إن رومل استخدم ضمن عدد قليل جدا من المدرعات والدبابات مولدات نفاثة للغبار كانت تثير زوابع وعواصف ترابية مترافقة مع مولدات صوتية مسجلة سلفا وشبيهة بهدير الدبابات، فكان البريطانيون يظنونه في موقع ما، بينما هو في آخر، ومنه كان يفاجئهم بهجوم مباغت، لذلك سموه “ثعلب الصحراء” بامتياز.

وبرغم تمويهاته وعبقريته في التخفي فإن رومل خسر معركة العلمين، تماما كما خسر القذافي الحرب أمام الثوار الليبيين، لكنه يسقط بنظامه من دون أن يكتسب أي لقب من ابتكاره لتمويهات جعلت “ذئب الصحراء” يرتدي لباس الحمل الوديع

المصدر:الاهرام

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى