ما لا تعرفه عن «شهيد المنبر» بفاقوس في ذكرى الأربعين
تقرير | ثروت القرم
التحق الشيخ «محمد ابراهيم عليوة» ابن قرية إكياد القبلية التابعة لمركز فاقوس بالدراسة الأزهرية، حيث كان شغوفًا بالعلم والعلماء، عاشقًا لعلوم الشريعة الإسلامية ، لذا امتلك بحرًا من العلم، والفكر الإسلامي الوسطي بعيدًا عن الخلافات السياسية ، ما جعل له مؤيدين كثيرين .
كان الشيخ رحمه الله نابغة فى علوم الدين الإسلامي، وداعية مفوه ، ذاع صيته فى السنوات الأخيرة إلا أنه كان لا يحب الرياء و السمعة وكثيرا ما ألقى الخطبة بدون مكبرات صوت لذا أبى الله إلا أن يسمع له و يخلد ذكراه و يموت و هو يخطب الجمعة بمسجد الطلاخوة في ثالث أيام عيد الفطر المبارك وسط أبناء قريته فيا لها من خاتمة حسنة .
كانت خطبه العميقة تناقش القضايا الدينية بأسلوب السهل الممتنع، و تتميز بالتعمق والبساطة لتصل رسالته إلى عموم الناس بسهولة ويسر هي كلمة السر في تعلق الناس به ما زاد من صدمتهم للحدث الجلل رغم فرحتهم بحسن خاتمته .
الشيخ الراحل من مواليد عام 1962 ، كان يعمل معلم أول لغة عربية ، ووكيل معهد فتيات إكياد الأزهري ، وخطيب بالمكافأة .
لديه خمسة أبناء «أحمد ، مهندس مدني بالسعودية ، عادل بالصف الثالث دبلوم فني تجاري ، علاوة على ثلاث بنات متزوجات» .
تقول زوجته «صفية محمد أحمد الشرقاوي» ، إدارية ، و هي تردد الأدعية التي في مجملها طلب الرحمة له و حسن الختام لها و لابنائها :«كان الشيخ رحمه الله محبا للقرآن الكريم دائم التلاوة و الحفظ والإستماع حتى أنه كان ينام كل ليلة بسماعات الأذن من عشقه لكتاب الله» .
وأضافت :«ختم القرآن مرتين في شهر رمضان الماضي و أهدى الثواب إلى روح والديه ، كان متسامحا و علاقته مع الناس ممتازة» .
و عن الحالة الصحية و النفسية له قالت :«كان دائم الذكر لله والموت ودائما ما يردد أننا نعيش داخل حجرة و الموت يحاصرنا من كل جانب لذا كان دائما يترك وصيته بخط يده و لله الحمد قمنا بتنفيذ وصيته» .
و استطردت قائلة :«اكتشف منذ عام مضى إصابته بضعف في عضلة القلب ، لم يؤثر ذلك في نفسيته أو عزيمته على الحفظ و التلاوة وقراءة كتب العلم الشرعي و ظل يتردد على الأرض الزراعية لرعايتها مفوضا الأمر لله» .
ويؤكد «أحمد ابراهيم الطلخاوي» ابن عم زوجة الشيخ الراحل ، أن الشيخ رحمه الله كان مخلصا في أفعاله و أقواله و أن الأعمال الصالحة حتما تنتهي بخاتمة حسنة أراد الله أن يشاهدها الجميع ، عندها فقط أدرك المحيطون به أنه وليا من أولياء الله الصالحين .
أما نجله الأصغر «عادل» فعلى قدر حزنه على فراق والده على قدر سعادته بتلك الخاتمة الصالحة ، مشيرا إلى أن والده أصبح مصدر فخر لجميع أهالي القرية الطيبين و ابناءنا و أحفادنا في المستقبل .
وبسؤال «وليد خليل» أحد شهود العيان و أحد المصلين وقت أن حضرت الشيخ الوفاة قال :«عندما تأخر خطيب المسجد وقف الشيخ الراحل لخطبة الجمعة و التي وافقت ثالث أيام عيد الفطر المبارك و بسبب ظروفه الصحية لم يستطع الصعود على المنبر فخطب واقفا على الأرض و كان موضوع الخطبة عن «الفتنة» و بعد مرور عشر دقائق على الخطبة بدأ يضع يده على صدره و أخذ يدلك موضع آلامه إلى أن سقط على الأرض وفاضت روحه إلى بارئها بعد أن حاول الجلوس على الكرسي» .
الجدير بالذكر ، أنها ليست المرة الأولى من نوعها بمركز فاقوس ، حيث توفي من قبل الشيخ «محمد محمد عبدالغني» ، إمام وخطيب مسجد قرية «أم عجرم» التابعة للمركز ، أثناء إلقائه خطبة الجمعة يوم 19 سبتمبر 2014حيث صعد إمام الأوقاف على المنبر، وألقى السلام على رواد المسجد، وحمد الله ثم نطق الشهادتين، و، وعندما شرع في موضوع الخطبة عن فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، سقط من على المنبر، إذ فاضت روحه إلى خالقها.
و لكن وزارة الأوقاف أرسلت وفداً كبيراً لتقديم واجب العزاء باعتباره موظفاً بالوزارة ،و كان ينبغي أن يحدث هذا مع الشيخ الراحل و لكنهم يبدو أنهم يميزون في التعامل بين الخطيب الموظف و الخطيب بالمكافأة .
فهل ترسل وزارة الأوقاف وفدا رفيعا لتقديم واجب العزاء و تقديم الدعم المادي و المعنوي للأسرة ؟ .