مقالات القراء

محمد فتحي الجابري يكتب بين الثورة والفوضى

ما طار طيرٌ وارتفع إلا وكما طار وقع ، بيت شعري  يحمل فلسفة عميقة جدا  حتى أنه أقرب لقوانين الفيزياء  كقانون رد الفعل العكسي  لا أدري أهكذا اسمه أم لا وهو القانون القائل بأن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الإتجاه  ، وكما يقول عبداللطيف أبو هيف  الوصول للقمة أمر سهل ولكن كل الصعوبة في البقاء علي القمة .

حتي الأن كلامي غير مفهوم  ولكني أقصد ثورتنا  ، أعظم ثورة في تاريخ المصريين  ثورة الشعب والتي قام بها الشباب  ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي نجحت نجاح منقطع النظير وحققت أغلب مطالبها  ووصلت الي الذروة وتربعت علي القمة وها هي تبدأ رحلة الهبوط .

يقول أحمد المسلماني أن كل ثورة لها سلبيات  ولكننا نستطيع تلافي هذة السلبيات  وتجنبها حفاظا علي ثورتنا .

ثورتنا بدأت في التحول إلي الفوضى  وما يحدث في الأسكندرية خير دليل علي ذلك  ، الاسكندرية الأن بلا محافظ وبلا مدير أمن وبها غياب وانفلات امني غير عادي  والأمور هناك تسير من سيئ إلي أسوء ، إُختفطت فلانه ، قُتل فلان سُرق علان .

لا ننكر أنه حتي هذة اللحظه كما يقول الأستاذ فهمي هويدي  ما زالت هناك أيادي تسعى لقطف ثمار ثورتنا .

أيها الشباب  ، أيها المصريون ثورتكم في خطر  لابد أن نحافظ علي ثورتنا حتي لا تتحول إلى فوضي  .

كيف نصون ثورتنا ونحافظ علي رداءها الأبيض ؟

الإجابة سهله وبسيطة  وهو أن نكون علي قدر المسؤلية المُلقاه علي عاتقنا  ، الشباب المصري في الليالي السوداء التي غاب فيها الأمن عن البلاد  وصال وجال المخربون كان قادرا علي حماية نفسه وأهله  وشوارعه  ، في تلك  الأثناء أصبت الشاب المصري أنه رجل بكل ما تحملها الكلمه من معاني  صان مال غيره وصان عرض غيره لتنجح الثورة .

هناك شئ أخر لابد أن نصونه  حتي لا يذهب هدر  وهو دماء الشهداء ، إذا تحولت الثورة إلي فوضي لتحقيق أغراض شخصيه وفرديه  ستضيع دماء الشهداء  ونحن جميعنا مُعلقة في رقابنا  هذي الدماء  فلا بد أن نصون ثورتنا العظيمة من كل يد نجسة تحاول تدنيسها  وتحاول اثارة الفزع في شوارع مصرنا الحبيبة  .

أيها الشباب تكاتفوا معا للحفاظ علي أمن شوارعكم  وعدم السماح للفوضى أن تنتشر  لأنه إذا انتشرت الفوضي  وذاد التخريب في البلد  ستبدأ الثورة العظيمة بقوة رحلة الهبوط نحو القاع  وستضيع دماء الشهداء  وسيُطبق علينا المثل القائل ( وكأنك يا أبو زيد ما غزيت )

هؤلاء القوم الذين يستغلون هذة الظروف العصيبه ليسرقوا وينهبوا  بالتأكيد ليسوا مصريين  ولا تجري في عروقهم نفس الدماء التي سالت علي ارض ميدان التحرير أو الدماء التي سالت في اي مكان اخر  في سبيل الثورة  ، السرقه والنهب أفعال ليس لها اي مبرر وان كان البعض يبررها بالظروق الإقتصاديه والفقر ثورتنا تريد تغيير البلاد لتذدهر معيشتنا فلما نوءد هذة الثورة ؟

صونوا ثورتكم  يا مصريين  وصونوا دماء شهداءكم  ولا تلوثوا ثورتكم

اترككم الأن مع قصيدتي  ( لا تلوثوا ثورتكم ) والتي كنت كتبتها قبل سقوط النظام

لا تلوثوا ثورتكم

بقلم
محمد فتحي الجابري

أردت الحياة يا شعب مصر فاستجاب القدر

قمتَ من سُباتك أيها المارد

فبلغ صوتك سقف السماء وابتدأ العُمر

عُمرٌ جديدٌ وليدٌ جاء من رحم الثورة

يسألُ ما الخبر؟
ماذا دهاكِ يا مصرُ؟ بركان صبركِ هاج وانفجر

وطفح الكيلُ بمظلوميكِ وها هو

الأن قد فاز من صبر

ولكن أتكون الثورات هكذا سرقة ونهب ودماء تُراق

حتي يتخضب بها ورق الشجر؟
دماء الأحرار سالت من أجل الثورة

وما كان هذا مُنتظر

الثورة لا تحمل في طياتها ترويع الآمنين

جمر نار الحق لا يحرق الأطفال الخائفين

ماذا يحدث يا مصر يا بلد الناس الطيبين؟
ثورتنا بيضاء مَن لطخ ثوبها؟
بلدنا آمنةً من روع أهلها؟
وانت ايها الكهل الذي تجاوز الثمانين

أما سئمت سني حكمك التي تجاوزت الثلاثين؟
حملنا علي أكتافنا هموم أمةٍ وقلنا إرحل

كفانا ظُلما لا يدوم عهد الظالمين

قلنا نحبكِ يامصر ونتمناكِ حُرةَ من قيد الفاسدين

فرأينا السجون تفتح أبوابها

والنيران السوداء يعلو ليهبها

وثورتنا العظيمة وجدنا مَن يغتابها

ثورتنا ضد الخراب فكيف ذاد التخريب؟
ثورتنا ضد العذاب فمن ملئ قلوب المساكين بالتعذيب؟
فقرائكِ يا مصر لا يجدون قوت يومهم

والغلاء تفشي بشكلِ غريب

لستِ مصر إن سهرنا في أرضك في خوفِ وهلعٍ مُريب

لستِ مصر إن لم يأمن الطفل في حضن أبيه

وعلا خوفا فيهِ النحيب

لستِ مصر إن لم تأمن بناتنا علي أنفسهن في شوارعكِ

والأفعالُ يجافيها التهذيب

مصرُ أخبريني ماذا يجري؟

وكيف فر حُماة الوطن وتركوه ليعلو للخراب لهيب؟
هذه ثورتنا سيظل يذكرها التاريخ مهما عاش

فيها تعانق الهلال مع الصليب

تلك ثورتنا ضد نظامٍ فاسدٍ

فكيف إلي الأن يقبع علي رقابنا هذا الكرسي المهيب

يا شباب النيل تلك ارضكم الخضراء لا تحرقوها

تلك ثورتكم البيضاء فلا تلوثوها

باللهِ عليكم حافظوا علي مصر ولا تشوهوها

قمتكم بثورتكم من أجل مصر

من أجل هذي الأرض فحذاري أن توصوفوا بالإرهاب

فحرق المُنشأت إرهاب

ترويع الأمنين إرهاب

يا شعبا يجهل تاريخهُ كيف تقتحمون المتاحف

وتنشبون في صدر مصر السيوف والحِراب

أهل مصر رجاءاً لا تشمتوا الأعداء فينا

ولا تفتحوا للفوضي باب

ثورتنا ما دعت يوما للسلبِ للنهبِ للحريقِ للخراب

حملناكِ يا مصرُ قلبا في مُدلاةٍ زينتْ فينا الرقاب

حملناكِ يا مصرُ هماً في القلب ما يوما عن البالِ غاب

وعشقناكِ رغم قسوة نظامٍ فاسدٍ أذاقنا القهر و العذاب

يا ثائرين لا تكون الثورة ابدا بالخراب

لا تلوثوا ثورتكم ولا تتبعوا فيها مُنافقٌ أو كذاب

يا ايها الثائرون يا أيها الأحرار يا مَن تكتبون

التاريخ كونوا أسودا ولا تكونوا كلاب

يا أهل مصر وثائريها لا تكون الثورة أبدا بالخراب

ثوروا واشتعلوا ، انفجروا غضبا واهتفوا

ولا تخربوا وطنكم لا تهتكوا عرضكم

لا تلوثوا ثورتكم

هذا ما جاء في دينٌ أو كتاب

تحية إلي الثائرين من شعب مصر تحيةً إلي أولي الألباب

 

 

تحياتي

محمد فتحي الجابري

زر الذهاب إلى الأعلى