الأرض تنتظر ظاهرة فلكية لم تحدث منذ 137 سنة خلال أسبوع
اهتم الفلكيون منذ الثمانينات بالأجرام السماوية لما لها من أخطار تهدد حياة البشرية، حيث يوجد ضمن حدود المدار الأرضي آلاف الأجرام القريبة من الأرض ومن بينها 14 كويكبا يمر على الأرض بصفة دورة من غير مساس به، واقترابها من الأرض إلى حد الاصتدام يعتبر أمر نادر الحدوث، وذلك حسبما أفاد موقع “مرصد المستقبل”.
وفى اليوم الأول من سبتمر سيمر بالأرض كويكب اسمه “3122 فلورنس”، وأثناء مروره لن يصطدم بالأرض وهو من أكبر الكويكبات القريبة من الأرض إذ يبلغ قطره 4.4 كم، لذا فهو يحظى باهتمام مركز درسات الأجرام القريبة من الأرض التابع لوكالة ناسا وما شابها من المؤسسات، خاصة بعدما صدم أحد هذه الكويكبات الأرض منذ 65 عاما وأدى إلى انقراض الديناصورات فضلاً عن تدميره ثلاث أرباع الأنواع النباتية والحيوانية على سطح الأرض.
وأكدت ناسا أن ذلك الكويكب سيمر بالأرض دون خطر يذكر، حيث تكون المسافة بينهما أكثر من سبعة ملايين كم، وسيكون فرصة لأن يدرسه العلماء مؤكدة انها تخطط لدراسة “فلورانس” دراسة ردارية بواسطة “رادار جولدستون” المقام بكاليفورنيا، و”مرصد أريسيبو” التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم في بورتو ريكو، ومن المتوقع أن يَنتُج عن هذه الدراسات بيانات دقيقة تُحدِّد حجمه وتَكشِف تفاصيل سطحه بدقة تَصِل إلى 10 أمتار.
وقال بول تشوداس مدير مكتب مَرْكز دراسات الأجرام القريبة من الأرض لدى مختبر الدفع النفاث في ولاية كاليفورنيا، “مر بالأرض كثير من الكويكبات على مسافة أقل من المسافة التي ستكون بين الأرض وفلورنس في 1 سبتمبر لكنها كانت كويكبات أصغر من فلورنس الذى يعد أكبر الكويكبات التي تَمر بكوكبنا منذ بدء برنامج ناسا المعني برصد الكويكبات القريبة من الأرض وتتبعها”.
وقد اكتُشف هذا الكويكب فى الثانى من مارس الماضى على يد الفلكي الأمريكي “شيلتِه باص” في مرصد “سايدنج سبرينج” جنوب غرب أستراليا، وسمي على اسم مؤسس التمريض الحديث “فلورنس نايتِنجال” (1820-1910) تكريمًا له، أما تقديرات حجمه الحالية نحو 4.4 كم قطره، فمبنية على القياسات التي حصلت عليها ناسا بتليسكوب “سبيتزر” الفضائي.
ويعتبَر المرور القادم أقرب مرور لهذا الكويكب منذ 31 أغسطس عام 1890، حين مَر على مسافة 6.7 ملايين كم من الأرض، كما مر بالأرض في 29 أغسطس عام 1930 على مسافة 7.8 ملايين كم وسيمر كذلك سبع مرات أخرى على مدار الأعوام الخمس مئة القادمة، لكنه لن يقترب من الأرض كقربه في سبتمبر القادم إلا بعد 2500 عام.
وسيصبح “فلورنس” ساطعًا وقادًا في أواخر ليالى أغسطس وأوائل سبتمبر، وستتسنى رؤيته لمن يرغب ذلك إذا نظر في تليسكوب صغير لعدة ليالٍ في أثناء مرور الكويكب عبر كويكبات الحوت الجنوبي، والجدي، والدلو، والدولفين.