سامح عبد الهادي| يكتب: لماذا نتعلم
حينما سألت هذا السؤال فى إحدى محاضراتى سمعت كلمات رائعة ( لأفيد المجتمع – لأصبح ناجحا – لأكون شخصية مثالية) .
هل هذه هى الحقيقة ؟ فائدة المجتمع لو لم تحقق لك فائدة شخصية ستتخل عنها يوما والنجاح فى حياتك لن يتوقف على حصة دراسية فى يوم بارد وعاصف ، تجاهد فيه لتصل لصفك الدراسى .
فما هو الهدف من التعليم إذن ؟؟ لماذا تتعلم ؟ الكثير من الدراسات التربوية اتفقت على نتيجة هامة جدا ، أن من أهم الأسباب وراء الفشل الدراسى هو ( عدم وجود الهدف ) سل نفسك الآن، لماذا أتعلم ؟ وحينما تجيب اطرح سؤالا آخر .
هل هذا ما يحدث بالفعل ؟ ستجد أنك تصحو باكرا وتتحمل عناء المواصلات ، وتحضر الصف الدراسى باهتمام ، لأسباب أخرى غير ما تقول لنفسك .
ستجد أن الحقيقة التى تدفعك لذلك هى الشعور الوهمى بالأمان ، بمعنى أنك تشعر بهذا الفعل أنك فى مأمن ، فأنت تؤدى رسالتك فى الحياة بمحافظتك على تعليمك .
غير هذا قد تكون هناك أسباب أخرى ثانوية مثل رؤية الأصدقاء والخروج من البيت ، وأيضا لحب المعلومات . لا أنكر أن البعض يضع أهدافا سامية لتعليمه ولكنهم بالفعل قلة .
كيف تضع لنفسك هدف من التعلم ؟ هل تعرف أن طلب العلم فرض على كل مسلم ومسلمة ؟ ولقد أمرنا الدين بذلك ، أن نتعلم فى جميع الظروف هل تعلم أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ؟.
أليس هذا هدف كاف؟! أن يكون هدفك من التعليم هو رضا الله عزوجل ، ورضا الكون بأكمله عما تفعل إن التعلم هدف فى حد ذاته .
فلتتعلم لتستمتع بالتعلم ، ولتحضر حصة الرياضيات فى الفصل الآن لتطور قدراتك ومهاراتك الرياضية وليس لأنك تريد دخول كلية الهندسة .
لتكن الكلية والمهنة وأمور المستقبل رؤى ثانوية ، حيث لا ينبغى أن نبنى أحلاما على أمور غيبية . الكلية التى تحلم بها ، الوظيفة المستقبلية ، المكانة الإجتماعية كل هذه الأمور رؤى مستقبلية وليست أهداف محددة وقابلة للقياس ، وكذلك من السهل الحياد عنها بسبب قواعد التنسيق والقبول وقوانين سوق العمل .
لتعيد حساباتك فيما يتعلق بهدفك من التعلم .. ستجد أن كل تفكيرك يتغير فيما يتعلق بعملية التعلم ككل .