أخبار الشرقيةتقارير و تحقيقات

محافظة الشرقية عاصمة مصر القديمة ومهبط الأنبياء.. أسرار وحقائق تعرف عليها

محافظة الشرقية
تقرير | أحمد سمير

مهبط الأنبياء والصحابة والزعماء والقادة التاريخيين الذين خلدهم التاريخ، البوابة الشرقية لمصر القديمة، عاصمتها القديمة «بوباستيس» والتي أصبحت في فترة من التاريخ عاصمة لمصر كلها ألا وهي محافظة الشرقية.

محافظة الشرقية هي إحدى محافظات جمهورية مصر العربية وتقع في المنطقة الشرقية، تحدها من الجهة الشمالية بورسعيد ومحافظة الدقهلية، ومن الجهة الشرقية تحدها الإسماعيلية بينما من الغرب تحدها محافظة القليوبية، ومن جهة الجنوب تحدها القاهرة، وتعتبر ثالث أكبر المحافظات في التعداد السكاني حيث يبلغ عدد سكانها 8 مليون نسمة، عاصمتها حاليًا مدينة الزقازيق وتبلغ مساحة أراضيها 4.911 كم².

محافظة الشرقية

تاريخ محافظة الشرقية

كانت محافظة الشرقية في عهد الفراعنة تسمى بـ «المقاطعة 12» من مقاطعات الوجه البحري، وكانت عاصمة مصر كلها آنذاك، كما قسمت في زمن الفاطميين إلى كوَر صغيرة جُمعت مع بعضها وسميت بـ «ولاية الشرقية» وكان يديرها الكاشف، وعندما تولى «محمد علي» الحكم عام «1805» قسمت الولاية إلى أخطاط يرأس كل منها موظف باسم حاكم الخط وذلك لتنظيم الأعمال بالقرى، ولكل خط عُيّن عمدة أو شيخ البلد، وفي عام «1819» ميلادي أمر «محمد علي» بتغيير عاصمة الشرقية من بلبيس وقتها إلى الزقازيق.

في عام «1829» تم ضم الشرقية تحت لواء مديرية الأقاليم البحرية بعد أن قسم القطر المصري إلى ثلاثة أقاليم هي: الأقاليم البحرية، الأقاليم الوسطى، الأقاليم الصعيدية، وعدل حدود أغلب أقاليم الوجه القبلي والبحري.

استبدال اسم مأمورية الذي كان يطلق على الأقاليم، باسم مديرية كذلك استبدال اسم مأمور الذي كان يطلق على رئيس المأمورية باسم مدير، ثم اختيار المدينة أو البلدة التي تصلح عاصمة لكل مديرية، وبذلك سميت المحافظة باسم «مديرية الشرقية» وقاعدتها بلبيس، ضمن 7 مديريات في الوجه البحري ومثلهم في الوجه القبلي، وكل مديرية تضم تحت لوائها مجموعة أقسام، والتي تم استبدالها فيما بعد وبالتحديد عام 1871 بالمراكز.

صورة لبحر مويس بالزقازيق في الستينات

محافظة الشرقية

صورة لـ موقف المنصورة زمان قبل ردم الترعة

محافظة الشرقية

شعار المحافظة

إتخذت محافظة الشرقية الحصان الجامح الذي يتوسط بساط أخضر شعارا لها، لتميز أهلها وسكانها في تربية الخيول العربية الأصيلة واحتلال الزراعة أكثر المساحات فيها.

محافظة الشرقية

العيد القومي

تحتفل الشرقية بعيدها القومي في التاسع من سبتمبر من كل عام، إحياءا لذكرى وقفة ابنها البار الزعيم أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق بميدان عابدين بالقاهرة ليعرض مطالب الجيش عام 1881 م.

المعالم الأثرية

من المعالم الأثرية والتاريخية الواقعة في محافظة الشرقية: المدينة الأثرية صان الحجر بمركز الحسينية، ومتحف تل بسطة الواقع في مدينة الزقازيق، ومتحف الزعيم أحمد عرابي الواقع في قرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق، والعديد من المناطق الأثرية مثل منطقة تل فرعون، ومنطقة تل الضبعة، ومنطقة بلبيس، ومنطقة صفط الحنا، فضلا عن الكنائس مثل كنيسة مارجرجس.

مدينة صان الحجر الأثرية

محافظة الشرقية

تل بسطة بمدينة الزقازيق

محافظة الشرقية

التقسيم الإداري

تقسم محافظة الشرقية إلى 19 مركز ومدينة أشهرهم الزقازيق وأبو حماد، وبلبيس، ومشتول السوق، والصالحية الجديدة، وكفر صقر وأولاد صقر، والعاشر من رمضان، ومنيا القمح، وأبو كبير وفاقوس.

شارع الجلاء بالزقازيق عام 1968

محافظة الشرقية

شارع مولد النبي

الشرقية 10

الصناعة

تحتوي الشرقية على مدينة العاشر من رمضان وهي مدينة صناعية تحوي عدد من المصانع، وبها مركز ومدينة أبو كبير وتعد الآن من أكبر وأضخم المناطق الصناعية حيث اشتهرت بصناعات الخشب، والآن ذاع صيتها في مجال صناعة الملابس الجاهزة والتي انتشرت فيها في الآونة الأخيرة، وتضم العديد من مصانع الملابس الجاهزة ومشاغل التطريز بالإضافة إلى كونها بلد تجارية كبيرة،
كما يوجد بها مدينة الصالحيه الجديدة حيث منطقة الصالحية الصناعية والتي يوجد بها العديد من الشركات والمزارع الضخمة.

السياحة الثقافية

ينتشر في أرجاء محافظة الشرقية ما يقارب المائة موقع أثري، ومن أشهر هذه المواقع منطقتي آثار تل بسطة وصان الحجر.

فكانت تل بسطة والتي تقع في الشمال الشرقي من مدينة الزقازيق، عاصمة لمصر خلال فترة حكم الأسرة 22 ـ 23 ، وكان يصل لمنطقة تل بسطه الحالية فرعين من النيل القديم هما الفرع البيلوزى والتانيسي، وكان اسمها القديم برباستت «بيت باستت» و «بوباستت» في اليونانية.

كما لعبت صان الحجر «تانيس» وتقع شرق مدينة الحسينية الآن الموقع الأثري الأكثر أهمية في شمال شرق الدلتا، وكانت عاصمة الإقليم التاسع عشر من أقاليم مصر السفلى، وتشـهد آثارها الضخمة على ازدهارها وأهميتها حيث قام الملك رمسيس الثاني بنقل ما استطاع من أحجار وتماثيل إليها ليتخذ منها عاصمة له.

وكانت «قنتير» التابعة الآن لمركز فاقوس مقرا لحكام الأسر 19، 20، وعُثر بها على آثارٍ من عصر سيتي ورمسيس الثاني ويرجح أنها كانت عاصمة أكبر إمبراطورية في الشرق القديم بعد أن انطلق منها الرعامسة وطردوا الهكسوس وطاردوهم حتى آسيا.

منطقة قنتير الأثرية بفاقوس

محافظة الشرقية

محافظة الشرقية

السياحة الدينية

لقد كانت الشرقية مضيفة الأنبياء حيث عاش في ربوعها نبي الله يوسف، ونبي الله موسى الذي وُلد بها وألقت أمه بتابوته في اليم الذي يُرجح أنه ترعة السماعنة والتقطه فرعون مصر عند صان الحجر، وتربى بمصر إلى أن أتاه الله بالرسالة وخرج إلى أرض مَدين من قنتير حتى مدينة سقط والتي تُعرف الآن باسم مدينة الصالحية ومنها إلى شبه جزيرة سيناء.

إضافة إلى السيدة العذراء مريم تهرب بوليدها نبي الله عيسى من بطش الإمبراطور الروماني هيرودس متجهةً إلى مصر، متخذةً من وادي طميلات طريقا، مرورا بتل بسطة مسار العائلة المقدسة.

كما كانت الشرقية أول من استقبل نور الإسلام في مصر، فقد كانت الشرقية المعبر الذى سلكه جنود الإسلام بقيادة عمرو بن العاص عند فتح مصر، وفي مدينة بلبيس بنى أول مسجد في مصر والقارة الإفريقية وهو مسجد سادات قريش، وهو أسبق من حيث التاريخ من مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط.

محافظة الشرقية

محافظة الشرقية

ويذكر التاريخ أن جيش عمرو بن العاص قدم من العريش بعد الإستيلاء عليها إلى القنطرة ثم إلى القصاصين حتى وصل بلبيس، حيث تقابل مع جيش الرومان وهزم الرومان شر هزيمة في معارك كبيرة، واشترك في هذه المعركة 120 صحابيا وسمى المسجد السادات تخليدا لذكرى سادات جيش المسلمين الذين شهدوا فتح مصر.

كما شرفت الشرقية بمرور آل البيت، ومنهم السيدة زينب رضي الله عنها ابنة الإمام علي بن أبي طالب وحفيدة سيد الخلق، وبرفقتها السيدة فاطمة والسيدة سكينة ابنتا أخيها الإمام الحسين رضي الله عنهم أجمعين، عندما غادورا المدينة المنورة متجهين إلى مصر حيث أقاما في بلدة العباسة إحدى قرى محافظة الشرقية ثم أتجهن إلى الفسطاط.

الرياضية

تشتهر الشرقية بمناطق تربية الخيول العربية الأصيلة والتي صارت رمزا لعلم المحافظة، وأهم هذه المناطق «طحا المرج وجزيرة سعود وبني جري وانشاص» وتُنتج جميعها أكثر من 80% من خيول جمهورية مصر العربية، ويُقام مهرجان عالمي في شهر سبتمبر من كل عام يُشارك فيه دول العالم المهتمة بالخيول العربية الأصيلة.

وتشتهر الشرقية أيضا بمناطق تربية الصقور وكلاب الصيد في إنشاص الرمل مركز بلبيس والصوة مركز أبو حماد، كما تشتهر المحافظة بمناطق صيد البط المهاجر في بركة العباسة وبركة أكياد مركز فاقوس، وهي من أكبر البرك الصناعية في العالم وبركة النصر مركز الحسينية، حيث يتم صيد أنواع البط الشرشيري الصيفي والشتوي والغر والظي والبلبول والخضاري.

أما عن رياضة الهوكي فيحتل فريق هوكي الشرقية مكان الصدارة في عدد البطولات التي حققها على مستوى القارة الأفريقية.

مشاهير الشرقية

أخرجت محافظة الشرقية العديد من المشاهير والأعلام في شتى المجالات، بداية من الزعيم «أحمد عرابي» ابن قرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق ومفجر الثورة العرابية، مرورا بـ «محمد مرسي العياط» رئيس جمهورية مصر العربية الأسبق ابن مدينة ههيا، والفريق «أحمد شفيق» رئيس وزراء مصر السابق، و «لطفي واكد» أحد الضباط الأحرار في ثورة يوليو 1952، ناهيك عن أعلام الدين كـ الشيخ «عبد الحليم محمود» شيخ الأزهر الشريف سابقا الابن البار لمركز بلبيس، والدكتور «أحمد عمر هاشم» رئيس جامعه الأزهر سابقا، انتهاءا بأعلام الرياضة المصرية الكابتن «عماد متعب» والكابتن «مدحت شلبي» وأعلام الفن العندليب «عبدالحليم حافظ» والفنانة «شادية».

أخبار متعلقة

صورة نادرة لبائع القطايف بالزقازيق

صورة نادرة حسن شحاتة أثناء تدريب فريق الشرقية

صورة تاريخية لأقدم محال فانوس بالزقازيق

أحمد سمير

أحمد سمير حاصل على بكالوريوس إعلام جامعة الأزهر .. أعمل بمجال الصحافة منذ عام 2015 .. عملت في موقع الشرقية توداي كاتب صحفي .. وصحفي فيديو .. وحاليا محرر صحفي .. عاشق للتصوير والمونتاج والإخراج
زر الذهاب إلى الأعلى