مقالات

أحمد حلمى يكتب | ربى إبنك كويس

 

أحمد-حلمي

 

ما أكتبه ليس للإستعراض بمثاليات أو حتى لذكر أموراً انا على علم بها …الموضوع بكتبه باللغه العامة البسيطه عشان يوصل للكل وخصوصا للشريحه المعني بها الموضوع وهى ما بين سن السادسه و حتى سن انتهاء الجامعة ، الجيل اللى بيتحول من طالب لشخص يحتك بمجتمع جديد وهو الحياة .

اولا ، أشهد الله اننى من جيل المحظوظين اللى اتربى على المثاليات المحترمة و أحمده على هذه النعمة ، فأنا من الجيل اللى اتربى على قول السلام عليكم ، صباح الخير ، اتفضل ، بعد إذنك ، لو سمحت ، استأذنك متشكر جدا ، أنا آسف ، بعتذر عن كذا ، الأستاذ فلان ، مدام كذا ، إلخ )

واى تقصير فى التعامل مع الناس فهو من عيب نابع من داخلى انا أو بمعنى أصح من جيلنا اللى اتلوث بالجو المحيط الحالى ، جو متداخل و متشابك بخليط الزحمة و العصبية و النفس القصير و السرعة و العصبيه والسباب جهارا بلا خجل ، والأدهى هو أن السلام أو التحيه تحولت للسباب فى جيل الآن ، بقينا بنسمع الصباح بين الناس كالآتي ( صباح ال…… يابن ال …… ) و يرد التانى بمنتهى البرود مكتفيا بكلمة حبيبى .

فى أى منطق أو عرف تكون دى لغة التعامل ، انا لسه فاكر تعليمات والدى رحمة الله عليه من سن السادسه و السابعه فرقت معايا كتير و فاكر كويس جدا لما كان بيقول حرفيا لما تلاقى ناس بتتكلم فى موضوع متدخلش فى الحوار إلا بعد ما تستأذن بأدب ولو رفضوا متزعلش ، فاكر كويس جدا لما كان بيزورنا ضيف و يطلب يشرب كوب ماء كان والدى يقول تجيب الكوبايه نضيفة على صينية و تقدمها و تستنى لما يشرب و تاخدها منه ، لما كنت ادخل البيت و أقول السلام عليكم للى فى البيت ، وغيره من القيم المحترمة ، بقيت بشوف جيل كل همه لبس كويس و مظهر خارجى سواء عربية أو سمارت فون أو أيا كان المغريات ، و من جوه فاضى بمعنى الكلمة ، جيل لا يحترم فارق السن ، عنده استعداد ينادى من هو أكبر منه بعشر سنوات باسمه لمجرد أن التكلف و الألقاب مجرد شكليات و دقه قديمة .

التعاملات المحترمة واللى اتربينا عليها من جيل محترم و بسيط و جميل اللى كان متحفظ جدا فى تربيتنا و خصوصا فى جزئية تعاملنا مع الغير وكان راصد لينا مجموعه كلمات معينه لم نخرج عن سياقها أو مقصدها فى التعامل وكانت الحمد لله كفيله أنها تخلينا على الطريق الصحيح فى باقى الأمور ، لأن الصح دايما بيجيب الصح و الغلط بيجر وراه الغلط .

حتى فى معتقداتنا الدينية سواء مسلمين او مسيحيين متعايشين فى دولة واحدة دائما الأساس فى المعاملة الطيبة بيكون فى الاخلاق ، يعنى مثلا مقومات الرسول ﷺ فى نشره للرسالة كانت مبنية على المعاملة الطيبة والامانة و حسن الخلق فكان الصادق الأمين ، ووصفه جل و علا بقوله و انك لعلى خلق عظيم ، وايضا فى الديانه المسيحيه بنسمع من أهلنا فلان الفلاني ده محترم جدا جدا والحمد لله أننا بنتعامل معاه …
بالفعل الأدب و الأخلاق مقومات اى علاقه ناجحة .

فى رأيي أن فى حلقة مفقودة بين التربية و بين طول البال فى المتابعة ، بمعنى أن الأساسيات معروفة للجميع بس مين يهتم بمتابعتها ، الأب و الأم بيقولوا الصح لأبنائهم فى سن الطفولة وهو اخطر سن فى تثبيت المفاهيم ، لكن فى حالة عدم تنفيذه بيحصل يأس من الأبوين و يكون البديل العنف سواء بالضرب أو الشخط أو حتى سحب الموبيل اللى بقى مع أطفالنا ، و نسيوا تماما أن العلاج فى طول البال و متابعة التصرف مرة و اتنين و تلاتة .

للأسف بيكبر الولد أو البنت مشحون بكتلة من الغضب و الكره و يكبر على كده و يترمى فى حضن غريب اى خارج الييت ، سواء لصديق معندوش خبرة زيه أو صديقة ، ويطلع صاحبه أو صاحبته أجدع من أبوه و أمه لأنه بيديله الطبطبة متمثله فى فتح القلب و استماع للفضفضة .

للأسف الطبطبة هى اللى محتاجها الجيل و الحنية وللأسف الشديد بيلاقيها بره بس بتيجى بعيوبها ، واحد معندوش خبره بيفضفض لحد معندوش خبرة و النتيجة بتكون توجيه أو نصيحة أو حتى معلومة ضعيفة و خاطئه بيعيش عليها طول عمره .

الحل ، زى ما بنطول بالنا على مشاكل الشغل و مشاكل الزحمة و مشاكل الحياة بشكل عام و بنستحمل ضغوطها ، الأولوية أفضل فى الإهتمام بالتربية لأبنائنا بنفس الإهتمام اللى بنحرص عليه فى شغلنا أو فى تعاملنا مع مخاطر الحياة أو زى اهتمامنا بجمع المال هيفرق كتير جدا و هيعمل أثر كويس جدا .

استثمارنا فى تربية ولادنا افضل بكتير لهم و لنا فى الدنيا و الآخره . وفى الآخر لما تتقال كلمه زى رحمة الله على من رباك ، دى فعلا بالدنيا و ما فيها وأتمنى أنها تتقال لولادى من بعدى .

 

 

الآراء المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى الشرقية توداى 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى