رأي

أحمد حلمي أيوب | يكتب : الجنة بلا ألقاب

Capture

أهم ما يميز الجنة بعد كل ما علمنا عنها من خيرات و فضائل من الله على أهلها سواء من كتابه الكريم أو نقلا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم و أيضاً عن كل ما لا نعلمه عنها إحقاقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر » .
لن أستفيض فى الحديث عن نعيم الجنة لأنه بإذن الله لا نهاية له ولا يعلمه سوى الله و جعلنا الله جميعا من أهل الجنة و فى رفقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ما أود الحديث عنه هو خصلة دنيوية تزعج المتعايشين فيها و للأسف هى ضرورية فى الدنيا لكى يحفظ بها الإنسان هيبته أو وضعه أو كرامته من أن تهدر عند الغير !
فبالرغم من أن ما يؤمِِّن الفرد فى الدنيا هو ما يبنيه لنفسه من حاجز بينه و بين الآخرين يسمى حاجز الحدود بحيث لا يتجاوز الغير فى التعامل عن الحد المسموح له ولكلٍ حد لا يستطيع أن يتخطاه سلاح ذو حدين لمن يحسن أو يسيء إستخدامه فى الدنيا.

أعتقد أن أكثر ما يُمتِع الفرد فى الجنة هو أن كل شخص لن يضطر إلى التحفظ في المعاملات مع الغير إما حفاظا على نفسه من تجاوز الغير له في من هم أقل فى القدر و يسيئون أمور التعامل الحياتية بدءاً من الأخلاق و إنتهاءً بكل ما يراه الغير أنه أقل منك فيه .

أو أن كل شخص لن يضطر إلى الحرص في التعامل مع الغير ذوى القدر الكبير كمنصب أو جاه أو سلطان ممن يسيئون إستخدامه معك أو مع غيرك وأنت تتعامل معهم بمنتهى الإحترام فقط من أجل هيبة المنصب !
فلا كذب ولا نفاق ولا رياء ولا حتى تجمل فى التعايش !
فكل ما فيها جميل لأنه من الله .
فى الجنة لن يكون هناك معالى المعالى أو فلان بك أو سيادة الكذا أو أى نوع من النفاق الإجتماعى الزائف إما خوفاً على نفسك من إهتزاز صورتك في أعين الناس .
أو خوفاً ممن تتعامل معهم ولا يُقدّرون ما نقوم به تجاههم .
أو حتى خوفا من الغير ألّلا تتعامل معهم كما يريدون فينقلبون عليك !
يقول تعالى  «وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ» .

ففى الجنة يُنزع الغل من القلوب ولا يتبقى أى أثر للضغائن أو الكبر أو الجبروت الدنيوي فى التعامل مع الغير ! و يسود السلام ليس من الناس ولكنه من الله على الناس جميعا و تنتهى الكراهيات ولن يكون هناك أحد أفضل من غيره لأنه لن توجد مقارنات من الأصل !
فالخير سيكون للجميع فلا وسوسة شيطانية ولا نفس أمّارة بالسوء ولا نظر لخير عند الغير !

ولن يُؤبهْ للألقاب المعقدة الإجتماعية التى تأتى من سلطة الناس على غيرها علماً بأنها فى الأصل إذا ركزنا جيدا ً لوجدناها بالرغم من كونها جاه فى الدنيا من عند الله لضمان الإتيان بحق الضعيف من القوى أو إدارة أمور الغير جميعاً

لكن بالطريق الذى يرضى الله و يرضى العباد !
فى الجنة لن يلقى أحد على الغير بالتقصير لأن الكل سيحصل على حقه و زيادة … فلن ينظر أحد لما هو عند الغير لأنه بكل بساطه ما عند الغير بمجرد التفكير فيه سيأتى عنده .

الله لن يقصر معنا فى الجنة لأننا سنكون فى الحياة الكاملة …
حياة بلا مشاكل بلا حاجات بلا إبتلاءات بلا ضغوط بلا أخذ ما عند الغير بلا فروق طبقية أو إجتماعية أو حتى ماديه بلا أى مشاكل لأنها خالدة دون إنتهاء .

فى الجنة الحياة أفضل بكثير لأن كثير الله هو دون إنتهاء .

قيل فى الماضى أن الإنسان يعيش مرة واحده ثم يموت لكن الحقيقة هى أن الإنسان يموت مرة واحده و يعيش بلا إنتهاء .

 

 المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي، فهو يعبر عن رأي صاحبه .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى