عندما يتخلى عنك الجميع و تجد نفسك وحيدا معرضاً للسقوط فهذا لأمرين، إما لأنك كنت تعاملهم بطريقة سيئة و أنت «تعلم» و كان يحركك في ذلك الكِبْر و غرورك بنجاحك الزائف المبنى على آلام الغير، أو لأنك كنت تعاملهم بطريقة سيئة و أنت «لا تعلم» و كان يحركك في ذلك جهلك بمحاسبة نفسك أولا بأول .
للأسف فى كلا الحالتين أنت السبب فى إخفاق نفسك أمام الغير أو زيادة كراهية الغير لك ، فلا تكن خاسراً !
وتذكر جيداً أن الله لا يتخلى عن عباده مطلقاً وأن فضل النجاح فقط من الله ، و حماية الله لنجاحك هى أن يسخر لك من عباده من يحبونك فيدعموك ناجحاً أو عن طريق أن يجعلهم يحافظون عليك من الفشل .
لذا إنسب كل الأمور لله و إحمده دائما على ما أنت عليه من تَمَيُزْ ولا تنسى أن الله يستدرج من حيث لا نعلم وان خطيئة الكِبْر كانت كفيلة لطرد إبليس من رحمة الله إلى يوم بعث الخلق أجمعين
فأحسن المعاملة و تأكد دائما من محبة الغير لك و لا تُكابر فى الخطأ مطلقا وراجع نفسك أولا بأول …فلا يجتمع الغير على خطأ طالما كنت منفردا في ما تراه صحيحاً !!!!
فمن يتكبر بمقوماته الحياتيه سواء كانت منصب أو مال أو جاه او حتى لأصوله فلابد وأن يكون شخص فارغ داخليا لا يثق فى نفسه أو فى شخصيته … و للأسف كلما زادت مخاوفه من فقدان نجاحه زاد كِبرُه .
وأقولها آسفاً أن من يساعده في ذلك هم المنتفعون منه أو من ينتظروا الفرصه للإطاحة به و إعتلاء مكانه كلاهم ألعن من بعض.
اتمنى ان يعلم كل انسان جيدا انه خلق من تراب و ينتهى به الحال للتراب ولا مجال للخلود و لا يوجد افضل ممن يتحسس محبة الغير و مد يد العون لهم لأن ذلك عند الله أفضل و من يرضى الله عليه يُسَخِر له الأرض و من عليها و يجعل له القبول في الأرض و من يبغضه الله فلا يوضع له القبول في الأرض مهما فعل لأن كل الأمور إلى زوال إلا محبة الناس فهى تورث لمن بعده و تترجم فى سيره حسنه و طيب الذكر .
المقال هو فقط من رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
