مقالات

أحمد حلمي | يكتب : تجمل بصدق

أحمد حلمي

تصقل الحياة أحداثها الخاصة بأمور الناس على وجوههم دونا عن رغبتهم فى ذلك !فيكفى لك ان تنظر فى وجه غيرك ليس لمعرفه عمره فقط … ولكن لمعرفة ما هو عليه من حال .

فبنظرة واحدة لمن يصدقوا مع أنفسهم و الراضين بقضاء الله و قدرة على الدوام يمكنك معرفة هل هو فى فرح أم هم …. فى صحه أم مرض .. فى غنى أم فقر .. أو إجمالا هل هو سعادة أم شقاء ؟ فكلما زاد صدق ووضوح المرء مع نفسه وكان ذلك إسلوب حياته كلما كان واضحا نقيا للجميع بصرف النظر عن حاله الذى هو عليه .

أما إن كان مصطنعا تعبيرات زائفه قد يبتغى بها التجمل أمام الغير ( فقط التجمل ) وهو ما أراه حق مسموح فللحظه واحدة قد يخونه تعبير صدق عن حالة فيكون كافيا لإيضاح ما عليه من حال ! وبطبيعة الحال قد تضطرنا الحياة بضغوطها و مشكلاتها و إلتزاماتنا تجاه أنفسنا و تجاه غيرنا بالتكلف أو الإصطناع ليس للرياء أو النفاق ولكن للتجمل الذى هو أبسط حقوق النفس البشريه ولكن فى حدود المسموح مع الصدق الداخلى .

فخيط رفيع جدا يفصل بين التجمل بصدق و بين الكذب على النفس اولا ثم على الغير !فلا مانع لمن يريد أن يحتفظ بأوجاعه و ألامه و أسراره لنفسه فقط و يتعامل بكل ما أوتى من جمال مع الغير وذلك لتقديره وإكراما لنفسه وإسعاده لها أولا ..ثم إحترام و إسعاد غيره بعد ذلك .

ولا ينبغى للفرد أن يجتهد فى أحوال غيره الداخليه دونا عن إرادته حتى و إن إتضح له شىء فى لحظه صدق أو بالأدق فى لحظة ضعف حدثت لغيره و قد غدر به صبره أو خانته مشاعره فى التحلى بالثبات الداخلى !

فليس من حق الفرد مطلقا تخطى أو معرفة ما يخص غيره دونا عن إرادته … سواء كان بالتنقيب و البحث عن ما يدور داخل غيره من اسرار محاولا بذلك أن يثبت لنفسه أنه على صواب فى إستنتاجه لأحوال غيره !

فقط يكون كافيا ان تتعامل مع غيرك فى حدود ما هو مرسوم لك من مسموحات ولا تتخطاها … فلكل منا خط أحمر فاصل فى حياته الشخصيه مع الغير لابد و أن يراعى دائما حتى تستمر العلاقات بخير .

ومهما كانت الإبتلاءات و الأوجاع تصيب الانسان إلا أننى أرى انه لا يداويها إلا حسن معامله الغير … فبسؤال لوجه الله مفاده الإطمئنان قد يختلف الأمر كثيرا و بمساعدة سواء معنوية أو مادية للغير قد تختلف الامور كثيرا و أرى أن المساعده المعنوية يجب أن تقدم على المادية لسببان .

الأول هو أن ما يحس بالمساعدة هو القلب و ما يداوى القلب هو السرور و الفرح و ما يتعبه هو الهم و الغم و الضغوط ولا يوجد أفضل من إدخال السرور على القلب للغير وهو أحب الأعمال إلى الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضىً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وأن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ).

وأخيرا … لا تتباهى بنعمة أمام غيرك قد يكون أقصى أمانية أن يتنعم بها يوما واحدا أو يرى أحد أحبابه متنعما بها ولو للحظه واحدة !

إحمد الله دائما فى السر و العلن و أفضل طرق إستخدام النعمة هو التمتع بها و أن ينال الغير خيرا منها ولو كان بكلمة طيبة … فلن يشعر الغير بخير تقدمه له إلا إذا كان خارجا أولا بصدق لوجه الله و ثانيا خارجا بمنتهى التجمل .

ولنتذكر جميعا أن أم المؤمنين السيدة عائشة كانت تعطر الدرهم قبل أن تخرجه لوجه الل وكان ردها لأنها تخرج لله عز و جل فأنا أعطرها لله قبل أن تقع فى يد المحتاج و هو من أجمل صور العطاء أولا لله ثانيا لتعزيز آخذه و إقناعه بأنه هو حق له .

رفقا بأحوال غيرنا ولا داعى للتنقيب عن مشاكل الغير و من الأفضل إستبدال التنقيب بالعطاء و كل منا يعلم ما يريده الغير فإن لم تقدر على العطاء فأكتفى بالدعاء ولا تتخطى… وتجمل فى الدعاء ليكون لك المثل بأمر الله .

  • الأراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي ، بينما تعبر عن رأي الكاتب.

زر الذهاب إلى الأعلى