مقالات

أحمد حلمي | يكتب : عمىَ ألوان

13921049_537211169800907_8748681140060288086_n

لا شك بأنك قرأت العنوان بالشكل الصحيح ، نعم أقصد به “العمى” ولكن ليس ذلك العمى الكلى او عدم الرؤية نهائياً ، بل يُقصد بعمى الألوان هو رؤيتنا للاشياء باللون الأبيض والأسود، إنه لون باهت من خلاله لا نرى الاشياء بوضوح، ما أقصده هو العمى الذى يعاني منه معظم الناس وبناء عليه نتعامل به مع مشاعر المخلوقات والبشر بمنتهى السوء، فبعض البشر لا حرج عليهم في التعامل مع الناس بعدم الإحترام والإساءة في الأدب سواء كان في العمل أو فى الشارع أو مع آبائهم أو زوجاتهم وأبنائهم في المنزل، يتذمرون من كل شئ ويتعاملون بحدة مع الجميع لا يرون إلا الأخطاء ولا يشيرون لشئ سواها طوال الوقت، يتصيدون “النكد” ويجلبونه في أجمل لحظات السعادة ليفسدوا الأمر بدون وعى منهم وبدون تحمل مسؤلية لما قد يسببونه من متاعب في حياة الأخرين، أنهم لا يوفرون أدنى جهد لتصيد أخطاء الآخرين والتعامل معهم بمنتهى السوء والاشارة دائما للسلبيات والأخذ بمبدأ العقاب، وعدم النظر للأمور الإيجابية بحرص أو إهتمام أو أدنى تقدير (ربما يكون ذلك بدون قصد) فهناك من يجهلون كيفية التعامل مع الأخرين أو كيفية تشجيعهم وحثهم علي فعل الامور الجيدة.

لذلك يجب أن نتعلم فن الحديث والكلمات وفنون المعاملات بالشكل الصحيح وعلي النحو الذي يثمر ويحفز الطرف الآخر علي التقدم نحو الأفضل، لا بالإنتقاد وتصيد الأخطاء فان ذلك أمرُ محبط ومخيب للآمال دائما، ولذلك يترتب علينا رؤية الأمور و الأشياء الجيدة في البشر حتى وإن كانت بسيطة يجب العمل علي توضيحها والتحدث عنها بشكل دائم أمام ذلك الشخص، إن ذلك يعمل علي نموها بشكل أكبر لديه، وإليك بعض الأمور والأشياء التى نتخذها كمثال واقعى حتى نرى بعض الامور التى لم نكن نراها من قبل .

أولاً.
يجب أن تحرص كل الحرص في المعاملات العائلية علي رؤية الأمور الجيدة وإتخاذها منهجاً دائما أثناء التعامل فيها مع والديك وأخوتك بإستمرار، كالثناء الدائم علي الطعام الذى تعده والدتك، التقدير الدائم لوالدك ولمجهوده في تأمين الحياة الأفضل لكم جميعاً واحرص دائما أن تظهر له الامتنان والشكر حتى وإن كنت تري أن والدك لا حاجه له بذلك، ولكن بالتأكيد هو بحاجة للإهتمام وبحاجة دائماً لأن يشعر بالتقدير ممن يشقي ويكد لأجلهم .

ولا تنسي أيضا الثناء علي الأمور البسيطة التي يفعلها اخوتك حتى وإن كانوا لا يأخذون برأيك فيها أبدى رأيك بشكل إيجابي ومحفز ولا سيما بعدما تبدى اعجابك في كل مرة لن يأخذوا برأي أحد سواك فيما بعد .

ثانياً.
بالنسبة للحياة الاسرية بشكل عام؛ يجب أن يكون الآباء محفزين لأبنائهم، أن السخط والغضب وتصيد الأخطاء والعقاب دائماً يأخذ في نهاية المطاف جانب من العوامل النفسيه والسلوكية السيئة للأبناء، خاطبوا أبنائكم علي قدر عقولهم فهم لا يسعهم منكم سوي حنانكم و احتوائكم لهم، إمتدحوا أدنى تقدم لهم وكونوا أسخياء في تقديركم وثنائكم لما يفعلوه، كونوا معلمين جيدين في تصحيح أخطائهم حتى لا يفعلوها مرة أخرى وهم مقتنعون بانها خطأ كونها خطأ، لا أن يتركوها خوفاً من عقابكم لهم .

رابعاً.
الحياة الزوجية، بعض الزوجات بشكل عام تفتقر جداً لأنوثتها ولرقتها في الحديث بعد الزواج وتتحول لكائن آخر يسمى (كائن النكد) فهى لا ترى فى الحياه هواية مفضله تمارسها بعد الزواج سوى تصيد النكد، الغيرة والشك والأسئلة المتكررة وإستحواذ فكرة أن ينظر زوجها لامرأه أو أن يتزوج عليها من أخرى تلك الأفكار قد تسيطر عليها معظم الوقت، فهى تريد أن ترى في زوجها انه الشخص المناسب والمثالى، أكثر من رؤيتها لنفسها بأن تكون هى الإنسانة المثالية و المناسبة له، لذلك يجب أن تأخذي في الحسبان أن البيت المثالي والزواج السعيد هو المنزل الذي يجد فيه الزوج راحته بعد عناء عمله في يوم شاق لذلك عليكى أن توفري له سبل الراحة سواء من كلمة طيبة او إبتسامة رقيقة أو جملة تعبرين فيها عن مدى سعادتك وبهجتك لرؤيته حتى تهنئي ببيت هادئ وزوج مثالى، ويجب أيضا علي الازواج أن يعبروا عن تقديرهم للأمور العظيمة التى تبذلها الزوجة وأن لا يخجلوا أبداً من الثناء عليها والاعتناء بها جيداً و بشكل دائم.

فى الختام .
قد لا يحتاج البعض أن يحسن من سلوكه وتعاملاته التى يتعامل بها معنا، بل علي العكس نحن من يحتاج الى مراجعة أنفسنا فى رؤيتنا لتقييم الأمور بمنظور آخر، أن نبدأ بأنفسنا في تغيير السلوكيات والإنتقادات التى نوجهها لغيرنا فهى في الغالب تكون مؤذية وهدامه، تعلم الإنتقاد البناء والمحفز نحو ما هو أفضل دائما، لا تتردد أبداً في إبداء إعجابك ولا من الثناء علي الأشخاص الذين يستحقون ذلك، إعِلم جيداً أن أسرتك وأقاربك هم من في امَس الحاجة إلى شخص مهتم مقدر للأمور يدفعهم نحو الأمام ونحو ما هو أفضل لهم.

فالأفضل لهم في النهاية .. هو الأفضل لك ..

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى