رأي

أسامه زردق | يكتب : الصوفية بين المقبول والمرفوض

IMG_٢٠١٥٠٧١٨٥_٠٤٤٥٠٣

الصوفية هي أحد الأفكار الدينية التى أدخلتها مصر على الاسلام كما ادخلت على المسيحية الرهبنة ؛ حيث يتشابه الاثنان في حياة الزهد والتقشف في عبادة الله مع اختلاف العقيدة في كل منهما.

و قد تختلف النظرة إلي الصوفية من مجتمع لاخر الا انها قد بنيت على أساس دوام ذكر الله والصلاة علي رسول الله في أوقات العلم والعمل وذلك هو المتفق عليه في كل الطرق الصوفية بإختلاف مسمياتها.

فبمجرد الذهاب لحلقات الذكر عند الراشدين من أهل الصوفية ـوأنت خالص النيه ـ يأخذك عقلك ووجدانك في نوبه من الروحانيات تشعر فيها وكانك انتقلت من عالمك الدنيوي الملبد بالغيوم الى عالم من السمو والرفعة ؛فرحا بالتقرب الي الله بالذكر و العبادات والصلاة علي الرسول.

وقد بنيت الصوفية بمبادىء سامية ودعوة رشيدة، لكن الجاهلون مدعى المعرفة بها أساؤ اليها وانحرفوا عن طريقها القويم فحولوا الزهد الى جشع والتقشف الي تفاخر ورياء وبعضهم أضاف اليها اعمال لا تمس الاسلام ولا الصوفية الحقيقية بأي شيء كالجمع بين الالحان وذكر الله فى آن واحد ،والحركات الصوفية الجسدية، وتقديس الأولياء، وايمان البعض بان هناك علم لا دنى لا يأتى من الدراسة والبحث انما ينزل على علماء ربانين ،أضافة الى ذلك أساليب الدجل والشعوذة التى يتخذها البعض لجذب المريدين رغم انها بريئة من كل ذلك الدنس ، فهى فكر دينى شريف فاتح ذراعيه لاستقبال كافة فئات وطوائف المجتمع من أجل الاصلاح والتقويم للنفس والذات.

فعقيدة الصوفية لا تعرف العداء او إباحة دم الابرياء ولا حتى التطرق لأمور تعارض الدين انما هي تعتمد على تصحيح مسار من اتبعوا الاهواء واغرتهم الحياة الدنيا فتجذبهم الي الالتزام بطريق الهداية والرشاد وبأسلوب يجمع بين المودة والمحبة فى التقرب إلى الله .

و رؤية المدرسة الصوفية بتعدد طرائقها هى تخريج انسان يعلم ويسعي فى الارض اصلاح وتعمير ويذكر الله آناء الليل وأطرف النهار ويكون فى صله مع اولياء الله ليقتدي بهم –لا ليتوسل بهم ـ ملتزم بأحكام وشريعه الاسلام

اما الانحرافات الفكرية والمذهبية التى حلت على الصوفية فهى من جراء الفهم الخاطىء لها واستخدامها للمصالح الشخصية فأصحاب المال يستخدمونها لجمع الثروات واستغلال طبقة الكادحين تلك الفئة التى تأخذها وسيلة لكسب قوت يومهم فى عباءة الدين.

وغالبية عقول المجتمع _الا من رحم ربى _ تحكم على ما تقع عليها عينيها من أفعال الاشخاص دون الرجوع للتفاصيل ومعرفة حقائق الامور

فيرجموا الصوفية بتهم قذره وهى بريئة منها، لكن من يتيح لهم ذلك_ وللاسف الشديد _ أناس يطلقون على أنفسهم صوفية وهم لا يعرفون عنها شىء وهى لا تعرف منهم الا تشويه صورتها والمهاجمة من الاخرين بالسب والقذف لمنهجها الشريف.

ولعل ذلك ياتى نتاج انطوائية الفكر وعدم انفتاحه على غير العارفين به فترى أن الكثير من علوم الصوفية مقصورة على علمائها و تابعيها فقط ولا يطلعون أحد عليها حتى كبار الائمة التابعين لها ؛تجدهم لا يفصحون عن مذهبهم ولا يدعوا له بشكل مباشر وإذا دفعك فضولك في شراء كتب كبار أئمتهم فلم تنجو من اللوغاريتمات والاستمرار في الأسلوب كل ذلك تسبب فى جهل الناس عن الصوفية وجعلوا أعينهم لا تقع فيها إلا على الاخطاء وجعلت اصحاب المناهج والأفكار الاخري ينتظرون لهم السقطات والاخطاء فتسبب ذلك في تسلل الكثير الي المذاهب التكفيرية التى تدعو للتدمير والخراب

الواجب الان أصبح ينادى علماء صحيح الدين أن يشمروا سواعدهم ويعوا الناس بما هو الصحيح من المذاهب حتي لا يستغل تجار الدين عقول الابرياء.

فيا حملة لواء الاسلام أفيقوا _يرحمكم الله _ تالله لتسألون عن كل ذلك

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى