رأي

أسامه زردق | يكتب : “شكراً يسري فودة”

IMG_٢٠١٥٠٩٢٤٤_٠٧٢٨٢٦

منذ أربعة عشر عاماً وفى هذا الشهر وقفت أمام التلفاز بمنزلنا لمتابعة أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي دكت برج التجارة العالمي وراح ضحيتها آلاف الأمريكان.

كانت سعادة طفولية غريبة تغمرني عندما أرى صاحب الابتسامة القبيحة “جورج بوش الابن” وهو مفزوع من هذه الانتكاسة التي سددها أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابية في مقتل لأعتي قوة في العالم بقيادة أسامه بن لادن ، لكن هذة السعادة المزيفة سرعان ما انقلبت لحزن عميق عندما علمت بأن تلك العمليات الإرهابية أطاحت بدماء الآلاف من المدنيين الأبرياء بلا أى سبب عقلانى يذكر .

الأمر دار في عقلي بالوقت لمعرفة ما الذي يدفع بشباب على هذا القدر من الوعى للانخراط وسط هذا التنظيم الارهابى الملاحق دولياً؟
ماهو السبب الذي جعل من أحد أثرياء العالم مجرم دولي؟

ما السر وراء رغبتهم في ضم جهادي متطرف من كل دولة يسير على نهجهم؟
كل هذه الأمور شغلت تفكيرى لفترات كبيرة بلا أى إقتناع او تفسير او حتى تقديم اجابة عن سبب حدوث كل ذلك ، وبعدها بحوالي عام بمجرد أن تصادفت بالإعلان الترويجي لقناة الجزيرة عن إجراء اول تحقيق مع منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر( أيلول) في برنامج “سري للغاية” الذي يقدمه الإعلامي العالمي “يسري فودة”.

عزمت على ألا تفوتني أي حلقة من حلقات البرنامج حتى أدرك الموضوع بشكل أكبر.
وبالمتابعة والبحث بدأت اعرف لما حدث ذلك وماهى تداعياته ، لأن امريكا اتخذتها هي وهجماتها زلِة للعرب حتى تنخر في عظامهم بحثاً عن الإرهاب وابن لادن وأعوانه .

منذ أشهر بدأت في قراءة كتاب “في طريق الأذى” الذي أصدره” فودة” ليسطر فيه كواليس لقاءاته وتحقيقاته مع أعضاء التنظيم واتضحت بين صفحاته أمور كثيرة صدقها العالم لاسيما وأن ” يسرى فودة ” تم اتهامه بأنه جزء من مخطط التنظيم حسبما ذكرت تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

ومن ثم فأصبح لدى يقين بأن القاعدة هم سبب ما نعيشه الآن بأعمالهم الانتحارية ومخططاتهم وأفكارهم الرجعية.

الفضل في إيضاح هذة الحقائق لى يرجع إلى من تعامل بمهنية
مع كل ما رصده ، وأظهر الحقيقية بكل وضوح حتى صدق على كلامه أعضاء التنظيم ذات أنفسهم.
فالنرفع القبعة احتراماً لذلك الرجل العظيم “يسري فودة” شكراً لك.

 

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى