أخبار مصرسلايد

45 طفاية وتوقعات كارثية.. أسرار جديدة في حريق برج “دائري الهرم”

1

تصاعد كثيف للأدخنة وارتفاع ألسنة اللهب داخل مصنع ومخزن أحذية أسفل برج سكني متاخم للطريق الدائري بنطاق مركز كرداسة شمال الجيزة.

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثالثة عصر يوم السبت الماضي كر وفر صراخ وعويل الكل يعمل كخلية نحل أملا في منع الكارثة.

استخدم العمال 45 طفاية حريق في محاولة للسيطرة على الحريق، ساعتان و45 دقيقة باءت معها المحاولات بالفشل فجاء الخيار البديل الاتصال بشرطة النجدة.

أخطرت غرفة عمليات النجدة مسؤولي الحماية المدنية بالجيزة بنشوب حريق هائل في تلك المنشأة الصناعية. انطلق اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة إلى محل البلاغ على رأس قوة ضمت 7 سيارات إطفاء و3 خزانات استراتيجية سعة “35،15،،8 أطنان”.

فريق إطفاء رفيع المستوى ضم اللواءين هاني محمد وعلاء سعيد والمقدم محمد إمام عكفوا على مجابهة النيران لكن تأخر الإبلاغ عن الواقعة جعل المهمة أكثر صعوبة.

رغم وصول دعم من 4 محافظات إلا أن رئيس لجنة المنشآت الآيلة للسقوط وأساتذة كلية الهندسة جماعة القاهرة أوصوا بتوقف عملية الإطفاء بقولهم “هيتهد هيتهد”.

مصدر أمني مسؤول قال إن عمليات الإطفاء متوقفة وأن تواجد رجال الدفاع المدني للملاحظة وأعمال التبريد ومنع امتداد النيران إلى العقارات المجاورة.

وأشار المصدر إلى أنه سيتم الانتظار لحين انتهاء الحريق من تلقاء نفسه “مش هينفع نتدخل لاحتمالية انهيار البرج في اي لحظة.. النار أكلت الخرسانة”.

في سياق متصل أخلت الشرطة الوحدات السكنية المجاورة للبرج محل الحريق حفاظا على الأرواح في ظل تصاعد كثيف الأدخنة.

وتوقفت أعمال الإطفاء بسبب خطورة الموقف واحتمالية انهيار البرج بسبب النيران المشتعلة بالداخل وتأثيرها على الأعمدة الخرسانية.

من جانبه، استمع اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة إلى شرح واف من اثنين من أساتذة كلية الهندسة جامعة القاهرة حول ماهية حريق هائل التهم محتويات مصنع ومخزن أحذية أسفل برج سكني بجوار الطريق الدائري بالجيزة.

وأوصى عضوا هيئة التدريس بكلية الهندسة بعدم المضي قدما في عملية الإطفاء. ودار نقاش بينهما ورجال الدفاع المدني برئاسة اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة.

انتهى النقاش بتوصية إلى رجال الإطفاء “لا تسخدموا مياه أو رغاوي علشان العمدان مطرقعش” وانتظار هدوء الأوضاع وانخفاض درجة الحرارة داخل موقع الحادث.

رئيس لجنة المنشآت فجر مفاجأة بأن البرج الذي يحوي المصنع والمخزن مخالف مؤكدا “لما الحريق يخلص خالص إذا العمارة موقعتش من نفسها هنهدها”.

وتبين أن برج سكني يضم 108 وحدات سكنية، 15 منها مأهولة بالسكان تم إخلاءها من قاطنيها حرصا على سلامتهم.

ويحوي البرج في “البدروم” مصنعا للأحذية وتحويل الطابقين الأول والثاني إلى مخزن على مساحة ألف متر امتدت إليها النيران دون أن تصل إلى باقي الطرابق بالعقار محل الحريق.

وتبين أن المصنع على مساحة ألف متر، واندلاع الحريق في “البدروم” قبل انتقال النيران إلى الطابق الأولى ومنه إلى الثاني بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال. ورجحت المعاينة نشوب الحريق نتيجة ماس كهربائي.

المعاينة كشفت عن اهتمام صاحب العقار والمصنع بتأسيس البرج بشكل جيد “كان باني حاجة تقعد لسنين”. البرج مقام على قاعدة مسلحة مساحتها ألف متر حتى أن الطابق الأول مُشيد بالأسمنت المسلح دون اسخدام “طوبة واحدة” تحول معه إلى أشبه بالقبر لا منفذ له.

طبيعة المكان الذي يفتقر لوسائل الأمن والسلامة الصناعي جعلت مهمة السيطرة على الحريق أشبه بالعملية الانتحارية حتى أنه تم الاستعانة بـ”دقاق” أحدث 4 ثقوب فقط من قوة وصلابة التسليح.

سيناريو صادم ومخاوف من كارثة
السؤال الأبرز الذي يردد في الأفق على مدار الساعات الماضية “ما هو مصير البرج؟” جاءت إجابته صادمة خاصة على أصحاب الوحدات السكنية. فور انتهاء الحريق سيعمد مسؤولو المحافظة إلى بدء إزالة البرج الذي بات آيلا للسقوط.

انتشار رجال الحماية المدنية والشرطة بمحيط البرج السكني يأتي لملاحظة الحالة خاصة أن الخطر الأكبر هو احتمالية انهياره وسقوطه على جسم الطريق الدائري الذي يعد شريان الحياة لقاطني القاهرة والجيزة.

مساء أمس اندلع حريق في شقة بالطابق السادس. نيران لم تستمر طويلا عاد معها الهدوء إلى المنطقة الواقعة في حرم الطريق الدائري.

فجر اليوم الاثنين هدأت الأوضاع في البدروم -الذي يضم المصنع- بات الأمر مقتصر على تصاعد للأدخنة في إشارة إلى انطفاء النيران.

بالصعود إلى الطابق الأرضي شكلت ألسنة النيران بؤرا متفرقة إيذانا بقرب انتهاء الحريق بذلك الطابق. بالانتقال إلى الطابق الأول علوي لا يزال مشتعل دون تراجع لشدة نيرانه علاوة على سقوط أجزاء من البرج (سقف – جدران).

وحول ما أثير عن “ميل” البرج نفت مصادر الأمر مؤكدة أن جدران الطابق الأول بدأت في السقوط تباعا نتيجة التأثر بشدة النيران لاسيما أن المصنع غير مرخص.

المتهم الرئيسي في الحادث هو مالك المصنع والعقار على حد سواء ويدعى “سمير.ح.”. يصفه كثيرون بأنه “أسطورة الكوتشي المقلدة”.

الرجل الراقد على سرير المستشفى يتلقى العناية الطبية تحت حراسة أمنية مشددة بدأ حياته المهنية كبائع لـ”الشباشب” على العربات الخشبية متنقلا بين الشوارع والميادين بحثا عن تكوين إمبراطوريته.

سرعان ما ابتسمت له الحياة وامتلك محلا تلو آخر حتى قرر بيعها جميعا وشراء قطعة أرض تطل على الطريق الدائري بنطاق مركز كرداسة شمال محافظة الجيزة.

وضع الرجل ثروته في بناء البرج مستغلا البدروم والطابقين الأرضي والأول علوي كمخزن فذاع صيت “S&H” تلك العلامة المدونة على البرج شاهق الارتفاع وأيضا على منتجات مصنعه.

أحلام الرجل العصامي بضمان مستقبل باهر لأبنائه وأحفاده من بعده تبخرت مع نشوب حريق هائل التهم محتويات المصنع والمخزن بل وصل الأمر إلى تآكل الأعمدة الخرسانية لبرج يضم 108 وحدات سكنية تتراوح أسعار الشقة ما بين 400 – 500 ألف جنيه نظرا لموقعها المتيمز.

البرج في انتظار رصاصة الرحمة مع انطفاء الحريق وذلك بإزالته وفقا لتوصية رئيس لجنة المنشآت الآلية للسقوط وأساتذة كلية الهندسة جامعة القاهرة.

سالي سند

سالي سند، صحفية مصرية عملت كمراسلة صحفية ومعدة تقارير بموقع الشرقية توداي منذ عام 2016، وعملت سابقًا كاتبة محتوى لدى مواقع متعددة وأعمل حاليًا محررة صحفية، أعشق الكتابة وخاصًة كتابة المقالات
زر الذهاب إلى الأعلى