تقارير و تحقيقات

أسرة «شهيد قناة السويس الجديدة» بالحسينية : عايزين معاش شهري‏

أسرة «شهيد قناة السويس الجديدة» (2)

تقرير | ثروت القرم

لا حديث هذه الأيام إلا عن الاحتفالات بالذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة، التي توافق الذكري الستين لتأميم قناة السويس، وشهد الاحتفالات الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما تفقد عدداً من المشروعات التي تنفذ في إطار مشروعات محور تنمية قناة السويس ، و لكن لم يتطرق أحد وسائل الإعلام للحديث عن الجنود المجهولين وراء هذا المشروع .

«أحمد موسى محمد إبراهيم» 35 عاما، من أهالي قرية بحر البقر بمركز الحسينية ، أب لـ 4 ابناء، جندي مجهول من الذين استشهدوا بعمليات الحفر بمشروع قناة السويس الجديدة و الذي كان يعمل لدى احدي شركات الحفر التي عملت بحفر القناة، خرج لكي يوفر لقمة عيش لابناءه، وبدلا من أن يعود اليهم بالأموال التي تكفيهم ، عاد اليهم جثة هامدة عقب مصرعه أسفل لودر حفر، تاركًا خلفه زوجته و4 ابناء يسكنون منزل بحظيرة لتربية الطيور ويعيشون على مساعدة أهل الخير، في ظل تهميش الحكومة لهم وعدم اهتمامها بهم.

«أحمد شهيد الواجب وسابنا نمد ايدينا للغير كان نواجه الحياة» ، بهذه الكلمات بدأت معنا إيمان سليمان حسن 28 عاما ربة منزل، زوجة أحمد موسى الذي لقي حتفه أسفل لودر حفر أثناء عمله بعمليات حفر قناة السويس الجديدة في ديسمبر عام 2014، قائلة، مر عامين على وفاته، إلا أنه لا أحد من المسئولين قام بالاتصال بنا، وأبناء الشهيد ما زالوا بعمر الزهور وهم حمادة 10 سنوات، ومريم 9 سنوات، وولاء 6 سنوات، وحسن 3 سنوات.

أسرة «شهيد قناة السويس الجديدة» (3)

وتذكرت معنا زوجة الشهيد يوم علمها بوفاته، وقالت والدموع تنهمر من عينيها، أن «أحمد» قبل حادث وفاته بيوم كان معنا في المنزل في اجازة حيث أنه يعمل بالحفر 15 يومًا ويأتي ليقضي معنا يومان أو ثلاثة ويذهب مرة أخرى .

وأضافت، «في هذا اليوم أحمد كان جايب حلاوة المولد للأولاد، وكان مبسوط وفضل يقولنا انا عايز أفضل وسطكم بس أكل العيش بيجبرني على البُعد عنكم، وتركنا وعاد للعمل بحفر قناة السويس الجديدة، وعقب ذهابه بساعات علمتُ بوفاته، وكانت هذه الصدمة الكبري لي ولوالديه ولابناءه، وعمري ما تخيلت اني ممكن افقده» .

وأستطردت قائلة، إننا علمنا بوفاة أحمد من أحد زملاءه، حيث اخبرنا تليفونيًا أن أحمد لاقي مصرعه عقب سقوط لودر حفر عليه، لافته إلى أن بعض وسائل الاعلام أعلنت وفاته طبيعيًا ولكن هذا غير صحيح، فذهبت إلى مشرحة مستشفى الإسماعيلية وتعرفت على جثمانه، ثم تم نقله بالإسعاف إلى قريتنا وقمنا بدفنه بمقابر القرية.

وتابعت الزوجة المكلومة، وعقب وفاة زوجي واستشهاده أثناء العمل بحفر قناة السويس الجديدة، إلا أنه لم يهتم بنا أحد أو يسأل علينا سواء من مسئولي الدولة أو من مسئولي الشركة الخاصة التي كان تابع لها.

أسرة «شهيد قناة السويس الجديدة»

وأضافت، مع ضيق الحال وعدم وجود أي أموال تكفي لاطعام ابنائي، قام أحد المحامين عقب معرفته بحالتي، بإبلاغي أنه من الممكن رفع قضية على الشركة والمطالبة بتعويض، وبالفعل قمنا برفع القضية، وحصلنا على 10 آلاف جنيهًا مقابل مصاريف العزاء، وعشرون ألف جنيهًا لوالد ووالدة أحمد، و32 ألف جينهًا لأولادي، ولم نستطع الحصول على معاش شهري من الشركة الخاصة أو من الحكومة.

وقالت الزوجة، إنني لا اريد شيئًا عقب وفاة زوجي سوي توفير حياة كريمة لابنائي، فإننا ليس لدينا أي دخل، حتى أن المنزل الذي نٌقيم به لا يوحي بالآدمية، وليس ملكنا فهو مٌستأجر وأدفع الايجار بمساعدة أهل الخير الذين يساعدونني بالمال حتى استطيع الحياة أنا وابنائي.

وطالبت المسئولين بتوفير معاش شهري ثابت، حتى تستطيع تلبية إحتياجات أبنائها ولا تضطر إلى إخراجهم من التعليم لقصر يدها وقلة حيلتها.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى