أخبار الشرقيةتقارير و تحقيقات

أسرة ضحية مستشفى ههيا تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته

ضحية مستشفى ههيا تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته

تقرير | أسماء الهادي

«ملائكة الرحمة تتحول إلى قتله» للأسف الشديد لم يعد الممرض ملاكًا للرحمة، واقعة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بالمستشفيات الحكومية، مايحدث من عنف أصبح مرضًا وملاذ الفقراء، اعتداءات أصبحت شبه يومية فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه عن تلك الجرايم البشعة التي تجرد مرتكبيها من الرحمة والإنسانية، من المسئول عن العنف الذي يحدث ويودي بحياة المواطنين؟ بماذا نبرر لمريض يتعرض للضرب والتعذيب والإيذاء على يد الممرض الذي يفترض فيه تقديم المعونة والسهر على مساندته؟

عندما تطأ قدماك مستشفى ههيا المركزي تجد جميع مظاهر الإهمال والفوضى، بالإضافة للسلوك العدواني من قبل العاملين به نتيجة انتظار المريض كل شكل من اشكال الأمل في الرعاية الصحية، فهم يرون أنفسهم كل شىء، ولا أحد يهمه لائحة ولا يخشى قرارًا، واقعة مؤسفة، مشادة كلامية مع والد مريض إنتهت بقتله، حيث لقى «السيد محمد يوسف» ٥٦ عامًا، ويعمل إداريًا بالمدرسة الصناعية بنات بههيا، مصرعه إثر حدوث مشادة كلامية بينه وبين ممرض وثلاثة أفراد من الأمن الإداري المكلفين بتأمين المستشفى حال اعتراضه على عدم وجود أطباء لعلاج نجله المريض.

بدأت الواقعة عندما قال الابن لابوه:« أنا عندى كرشة نفس وعاوز آروح مستشفى، بالفعل قام الوالد بالإتجاه للمستشفة لإسعاف نجله وعند الدخول لم يكن هناك طبيبًا فى الاستقبال ليظهر ممرض ويدخل المريض لإحدى الغرف، وركب قناع أكسجين له ثم تركه بعد ذلك».

«هي فوضى ينضرب ويموت بالطريقة دي في مستشفى عام.. راح يعالج ابنه رجع لنا جثة» بهذه الكلمات تحدث نجل ضحية مستشفى ههيا وهو منهمرًا بالبكاء لفقده أباه، حيث أوضع أن والده طلب من الممرض أن يحضر طبيب لمتابعة حالة ابنه بعدما تظاهر الثاني بالتجاهل، فتطور الأمر إلى أن وقعت مشادة كلامية بينهما، فضربه الوالد بالقلم ومن ثم اشتبك معه ومن بعدها حضر 3 من الأمن الإدارى الخاص بالمستشفى وانهالوا بالضرب على الأستاذ «سيد» 56 سنة دون أن يعرفوا سبب الشجار.

وتابع: «أنا كنت حاسس إن والدي هيتوفى قبلها بساعتين وبعد ماجالي تليفون بالخبر محسيتش بنفسي.. أنا مشوفتش أبويا غير وأنا بدخله المقبرة».

ضحية مستشفى ههيا تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته2

فيما قالت أبنته: «أنا أبويا راجل محترم وعارف ربنا ليه بتشهروا بيه وبتقولوا كلام محصلش، بعد ماوالدي راح المستشفى بأخويا قعدوا فترة مفيش دكتور ينقذه وكان هيموت، الممرض حطله جهاز مش شغال وده رد فعل طبيعي إن والدي ينفعل عليه ويضربه بالقلم، مفيش مبرر إن أبويا يتعاقب بالموت».

واستكملت: «طلعوا كلام غلط عليه، والدي رجل رياضي وأخد بطولات كتيرة، دا ممتش من سكته قلبيه دا اتقتل بالقصد.. أنا فى كلية حقوق لو حق ابويا مرجعش مش هدخل الكلية تاني».

ضحية مستشفى ههيا تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته

وأضاف أحد أصدقائه: «أنا عقلي رافض إنو يصدق أنه مات.. دا كان معايا مكملش ساعتين وكان كل شئ انتهى».

ضحية مستشفى ههيا تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته3

والجدير بالذكر أن محافظ الشرقية كان قد أعطى مجازاة لـ 117 طبيب وصيدلي وفني بمستشفى ههيا المركزي، بخصم 3 أيام من الراتب لخروجهم على مقتضى الواجب الوظيفي ومغادرتهم مقر عملهم قبل إنتهاء مواعيد العمل الرسمية بدون تقديم إذن أو عذر قانوني، فى حين أن الدكتور «حسام أبو ساطى» وكيل وزارة الصحة صرح بأن سبب الوفاة سكته قلبية وإن حالة عدم وجود أطباء تعتبر استثنائية، وأن المريض كان يعاني من مرض السكر والضغط.

ومن جانبه قال أهل الضحية أن جميع الموجودين بالمستشفى تقع عليهم العقوبة لعدم توافر الرعاية للمواطنين، مطالبين المسئولين بإيقاع أقصى عقوبة على المتهمين حتى لا يضيع حق الضحية، لافتين أن انتظارهم ليس سكوت ولكن لمشاهدة نتيجة الطب الشرعي وبعده لا يضعون مجال لأحد بالإهتمام بالقضية بل يتولون كل شئ.

زر الذهاب إلى الأعلى