عالم السيارات

«أوتوبيس» يطير فوق السيارات.. والمشروع قيد التنفيذ!

475511_0

لقب «أكبر دولة فى العالم من حيث عدد السكان» لا يأتى من دون تحديات مماثلة فى الضخامة فيما يخص الكثير من القطاعات، المواصلات والمرور هى أقرب تلك التحديات بلا شك. وبالرغم من أن فكرة النقل الجماعى توفر مساحة كبيرة من الزحام الذى تسببه وسائل الانتقال الفردية إلا أنها لا تكون كافية فى الكثير من الأوقات، فمن المعروف ان زيادة عدد الأوتوبيسات قد يؤدى إلى مشاكل مرورية وضرر أكبر من النفع الذى تقدمه لمستخدميها.

لذلك بدأت المجتمعات المدنية فى التحرك إلى اتجاهات حديثة لنقل الركاب عن طريق الاستفادة من تقنيات أصبحت أكثر توافرا وأقل كلفة من الماضى.

أحدث منظومة اختبارية تنضم إلى وسائل النقل الجماعى؛ الأوتوبيس الذى يسير فوق السيارات، وهو نموذج قدمته إحدى الشركات الصينية كبديل جديد للأوتوبيس التقليدى الذى يساهم فى الازدحام المرورى أكثر ما يفيد.

وقد تم تقديم النموذج خلال معرض بكين الصينى للتكنولوجيا فى ٢٢ مايو الماضى، ويطلق عليه اسم TEB ويعتمد النموذج الجديد على رفع جسم الأوتوبيس وجعله يسير على قضبان على جانبى الطريق، تاركا فراغا فى الوسط يسمح بعبوره فوق السيارات بشكل مماثل للأنفاق، وبذلك يمكنه السير حتى فى الأماكن المزدحمة وتصل سرعته إلى ٦٠ كم/س.

الفكرة أيضا أن الأوتوبيس لن يقوم بتعطيل المرور عندما يقف فى المواقف ولا يحتاج إلى طريق خاص مما يوفر مساحة أكبر من الطريق للسيارات الفردية، فيمكن للسيارات العبور بسهوله من خلاله فى حالة توقف الأوتوبيس.

الشركة التى قدمت النموذج صممت الأوتوبيس بحيث يكون قادرا على حمل ١٢٠٠ راكبا، ولا تتعدى تكلفة بناؤه أكثر من ٢٠٪ من تكلفة بناء شبكة نقل تحت الأرض مثل مترو الأنفاق كما أن بناؤه لن يستغرق أكثر من عام واحد. ويقول Bai Zhiming المهندس وراء TEB: «بسعة حمل تصل إلى ١٢٠٠ شخص فى وقت واحد، TEB له نفس وظيفة مترو الأنفاق بينما أن تكلفة بناؤه أقل من خمس تكلفة بناء شبكة المترو، يمكن الانتهاء من بناؤه فى عام واحد».

الأسئلة التى تحيط بالمشروع لا تدور حول الفكرة ولكن أكثرها حول مدى سلامة مثل ذلك النظام، فبالرغم من بساطته إلا أن النموذج المصغر يبدو وأنه يسير على ارتفاع قريب جدا من سيارات الركوب دون أى مسافة آمنة كما قد تشكل أيضا السيارات المرتفعة وسيارات الدفع الرباعى والأوتوبيسات عائق أمام تنفيذ الفكرة، الشىء الأخر هو قدرة المركبة على التعامل مع المشاة والدراجين. ولكن كل تلك الأسئلة والتحديات سيتم الإجابة عنها أثناء اختبار النظام بشكل فعلى على أرض الواقع فى مدينة Qinhuangdao فى شمال شرق مقاطعة Hebei وهى مدينة ساحلية ستستفيد من TEB الى سيتم بناؤه فى النصف الأخير من عام ٢٠١٦، بينما وقعت أربعة مدن أخرى عقودا لاختبار النظام مع الشركة. جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التى تظهر فيها تلك الفكرة، فقد تم طرحها من قبل فى عام ٢٠١٠ فى نفس المعرض ومنعت نفس الأسباب الفكرة من الاكتمال، ولكن بالتصميم الجديد تدعى الشركة الآن بعد مرور ست سنوات أنها طورت النظام بما فيه الكفاية لتسمح له بالعمل بالكفاءة المطلوبة.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى