ثقافة و فن

إبراهيم نصر : دي قصتي مع الكتاتني …و باسم يوسف أنا مش شايفه كوميديان

إبراهيم نصر

في زمن فات، طِلع عدد من الأطفال على خشبة المسرح في مدرسة عثمان ابن عفان الابتدائية بشبرا، يقدموا عرض عن الملك فاروق، من بطولة طفل اسمه ”إبراهيم نصر”، بعد ما العرض انتهى وسط تصفيق حاد، قرر الناظر إنه يكافيء ”إبراهيم” بسبب أدائه الرائع بـ ”شوكولاته” كأول جائزة في حياته، وعلى غير المتوقع وقبل حتى ما ينزل من المسرح، أكل ”إبراهيم” الجائزة قصاد الناظر والجمهور فانفجروا بالضحك. وقتها شعر الطفل إن رد الفعل على موقفه البسيط مدهش. وإن رسم السعادة على وشوش الناس نِعمة لازم يحافظ عليها بطريقته المختلفة العجيبة ومن هنا بدأ مشواره في عالم الكوميديا.

مصراوي التقى الفنان ”إبراهيم نصر” مقدم البرنامج الأشهر لسنوات”الكاميرا الخفية”، صانع الكلمات الغريبة المضغوطة، مُطلق الإيفهات الحديثة، وصاحب الحضور الواسع في قلوب الأسر المصرية، بعد غياب لسنوات طويل عن شاشة التلفزيون ووسائل الإعلام.

يتحدث ”نصر” خلال الحوار، عن أعماله المرتقبة، رأيه في البرامج الكوميدية الحالية، شرطه لتقديم برنامج ساخر، تعليقه على ”باسم يوسف”، تاريخه الطويل مع ”الكاميرا الخفية”، لقاءه بـشخصية ”زكية زكريا” الحقيقة، كواليس عمله مع أشهر النجوم، ورؤيته لمستقبل الكوميديا في مصر.

– في البداية.. إيه سر غيابك عن الشاشة 4 سنين رغم نجاحك في ”إكس لارج”؟

بخاف أعمل حاجة ضعيفة.. بيتعرض عليا حاجات وبفكر فيها وبرفضها في الآخر بطريقة شيك. تقريبا من ساعة ”إكس لارج” جالي 4 أفلام ورفضتهم لأن الورق مش كويس.

– هنشوفك قريب في عمل كوميدي؟

بنسبة كبيرة لأننا شغالين على مشروع جديد.

– البرامج الكوميدية انتشرت الفترة الأخيرة.. توافق لو اتعرض عليك برنامج ساخر؟

آه أعمله.. إيه المانع. بش بشرط إن البرنامج يتعمل بشكل جيد، وفريق إعداد محترم.

– إيه رأيك في مقدمي البرامج الساخرة اللي موجودين على الساحة؟

بشوف البرامج كويس.. بس مفيش تعليق عليها.

– وباسم يوسف؟

باسم يوسف مقدم جيد، أنا مش شايفه كوميديان زي أحمد حلمي أو يونس شلبي، بس بيعمل حالة عشان معاه فريق إعداد جيد ومونتاج والناس اللي بتختار الصور واللي بتكتب التعليق عليها.

– رفضت تعمل شخصية ”الكتاتني” في عمل ساخر.. إيه السبب؟

لما اتعرض عليا فضلت فترة أفكر، ولغاية آخر لحظة كنت هأعملها. بس طفل في العائلة قالي بلاش. وأغلب المعارف نصحوني أرفضه وأبعد عن الدوشة دي. فرفضت لأن انطباع الناس مهم.. خاصة لما يبقى تلقائي من طفل صغير.

– قدمت ”الكاميرا الخفية” وعملت ضجة في عالم التلفزيون.. بدأت إزاي؟

في يوم كنت في طريقي لمبنى التلفزيون وقابلت أستاذ عبدالمنعم غالي، قالي إنه اتنقل من الأرشيف وأصبح مسؤول عن القناة التانية، عزمني على فنجان قهوة في مكتبه وهناك قالي عايزين نعمل حاجة تقعد الناس في البيت يتفرجوا ويضحكوا.

كان عندي فكرة ”الكاميرا الخفية” فطرحتها، ووعدته إني هأعمل حاجة متعملتش في مصر أو العالم كله.

– وافق على طول واتنفذت؟

بعد ما شرحت له الفكرة، إنه هتبقى شبه عمل درامي، بداية ووسط ونهاية، بس مدته 3 دقايق، يتعمل منه 4 أجزاء تتعرض في حلقة 12 دقيقة. طلب يعمل اتصال. وكلم أ. سهيرة الأتربي رئيس التلفزيون وقتها، بلغها إني عنده في المكتب والفكرة فردت ضاحكة: المجنون دا أنا عارفه.. طلعله عربية وكاميرا وابدأوا تصوير.

– طبعا احتاجت وقت تحضير قبل ما تنزل تصور؟

خالص.. روحت تاني يوم وعملت الحلقات الأولى ونزلناها على القناة التانية تحت اسم ”انسى الدنيا” وكسرت الدنيا.

https://youtu.be/XIWtqDf42bM

– فاكر الحلقات الأولى؟

أول حلقة.. كنت لابس صعيدي ومعايا جمل، أروح أقف قدام جواهرجي أو محل ملابس غالية، وبقعد الجمل قدامهم. فصحاب المحلات يطلعوا يصوتوا فأنا أقوله-يُقلد الصوت- ”لو جام دلوجتي متخلهوش يتنرفز. هتبجى ليلة سودا”. الناس تتعصب زيادة وفي نفس الوقت خايفين من الجمل. يسألني هيقوم إمتى. أرد ”لما يشتر ويضرب جولة”.

وفي حلقة تانية كنت بجيب ممثلة صغيرة وبنت معاها حلل و”باجور”، وأخليها تقعد قصاد المحلات تفرش وتطبخ ونأكل قدامهم.

– إزاي حصلت النقلة بإنك تشتغل مع ”طارق نور” بعد التلفزيون المصري؟

نجاح انسى الدنيا، خلى طارق نور يطلبني فورا وأعمل معاه ”الكاميرا الخفية”.

– وإيه الفرق بين التلفزيون المصري و”طارق نور”؟

الإمكانيات، معاك عربية و3 كاميرات، مخرج زي رائد لبيب، عايز تعمل ديكور في محل يتوفرلك كل شيء.

طارق نور كان مهتم بالإنتاج كويس. وهو شخصية فنانة وواعية وراجل إعلام. وقليل جدًا تلاقى حد بالمستوى دا.

– قدمت في ”الكاميرا الخفية” عدد كبير من الشخصيات.. إيه أكتر شخصية سَمعت مع الناس؟

أنا عملت كل شخصيات الرجالة والستات في الدنيا، لكن أعلى حاجة قَفزت لوحدها لفوق، وركبت على السطح هي ”زكية زكريا”. شخصية فلكية، من كوكب تاني، قول عليها اللي أنت عايزه.

– تفاصيل شخصية ”زكية زكريا” مميزة جدًا.. التركيبة دي عملتها إزاي؟

قابلت ستات كتيرة سُمان وبيمشوا بطريقة معينة و”بيشحو” في الأرض، وليهم طريقة في الكلام مميزة ”يُقلد أصواتهن”، فعملت الشخصية قريبة من الكاراكتر دا.

– صحيح إنك قابلت شخصية ”زكية زكريا” الحقيقية؟

”يضحك” قابلتها في بنك بعد وقت من نجاح ”زكية زكريا” مع الناس، كنت قاعد مع مدير بنك ولقيته بيعمل اتصال وبيطلب موظفة عنده اسمها ”زينب”، بعد دقيقتين لقيت واحدة داخلة علينا، نسخة من ”زكية زكريا”، المدير ضحك فقالت له بنفس الصوت ”كدا برده تكسفني قدام الأستاذ إبراهيم” واحنا فطسنا على نفسنا من الضحك، بس فضلت أهزر معاها وأقولها إني بحب الشخصية جدًا وهي زي القمر ولو حد قال إنها وحشة أنا أضرب الدنيا كلها. ضحكت وكانت سعيدة جدًا.

– شوفناك كتير وإنت بتضرب من الناس.. إيه أصعب موقف مريت بيه؟

في واحدة كانت هتموتني.. بعد ما خلصنا تصوير الحلقة عرفناها إننا بنمثل وهي مش راضية تصدق ومتعصبة، وفضلت مسكاني من رقبتي وهاتك يا ضرب وفي الآخر نكتشف إنها بتتأجر في الخناقات.

https://youtu.be/0P30AYBhV9A

– ”عايز تذيع قول ذيع”جملتك المشهور.. قابلت حد قالك آه مش عايز أذيع؟

حصل.. في واحدة رفضت وقالتلي معلش أنا مش هأذيع لأن موقع ابني في المجتمع حاجة كبيرة وأنا لو وافقت على الإذاعة هبقى بهينه، روحت بصيت لفريق العمل وقولتلهم الحلقة دي مش هتتذاع، وفعلا عملنا دا.

– عملت فريق عمل مميز مع ”رائد لبيب” و”شامخ الشندويلي”.. كلمنا عن كواليس الشغل بينكم؟

المخرج رائد لبيب له دور كبير جدًا في ”الكاميرا الخفية” وبيفهم أوي في الضحك والمواقف، وشامخ كان بيزرع مواقف مجرد ما يقولها في البروفة كلنا نقع من الضحك وننمي الفكرة.

وكنا شغالين كورشة عمل، أنا أقول حاجة هما يقولوا حاجة، نستقر على الفكرة ونلعب فيها ونطورها وبعدها أذاكرها وننزل نسجل.

– بعد 8 مواسم ناجحة من ”الكاميرا الخفية” بدأت ”زوبة سات” إيه سر التغيير؟

أنا شخصية ملولة، وكنت عايز أنقل على حاجة تانية. وسبق وعملت دا، لأني اشتغلت ”انسى الدنيا” وبعدها ”كاميرا خفية” في الأخبار والأهرام ومدينة الإنتاج الإعلامي وطارق نور.

كمان ”زوبة سات” كان فيه مساحة مختلفة وحالات جديدة وتركيبات شخصية معملتهاش قبل كدا.

– نقدر نقول إن ”الكاميرا الخفية” خطفتك من السينما؟

مفيش شك إنها أثرت بس معتقدش إنه بالسلب، بالعكس أنا كنت مجرد ممثل في السينما والتلفزيون لكن لما عملت ”الكاميرا الخفية” أصبحت نِجم.

– اشتغلت في أعمال سينمائية مهمة.. إيه أكتر الأدوار اللي بتعتز بيها؟

جعيدي في شمس الزناتي، شخصية ملفتة جدًا وحبيتها، وتم تكوينتها بشكل أنا فرحان بيه، من شكل لبسه والزيوت المدلوقة عليه، وبحب أول مشهد بعد ما ضربت صاحب المحل اللي بشتغل عنده ووقعت المحل عليه.

– عملت أي تعديلات على الشخصية ولا أديتها زي ما كانت مكتوبة؟

الشخصية دي مكنتش مكتوبة بالشكل اللي ظهرت عليه. بس أنا اخترت الشنب والشكل ولما عملت الكاركتر كدا، المخرج سمير سيف كان فرحان أوي.

– قدمت أدوار مهمة مع نجوم كبار في صناعة السينما.. كلمنا عن أبرزهم؟

أحمد زكي في فيلم ”حسن اللول ومستر كاراتيه، وامرأة واحدة لا تكفي”.. أحمد دا عشرة عمر وصديقي، شخصية كريمة جدًا.

وعادل إمام في ”شمس الزناتي” أنا مش صديق له من زمان، بس خلال الشغل إنسان بسيط وبيحب الناس.

أحمد حلمي في ”إكس لارج” شخصية راقية ومحترم وبسيط جدًا. لما اتعاملت معاه حسيت فعلا إني خاله. وأنا حبيته من المنطلق دا أني خال حلمي.

– اتعرضت فعلا للخطر في مشهد مع أحمد زكي؟

في فيلم ”إمرأة واحدة لا تكفي” كان عندنا مشهد بنضرب بعض فيه على الأقفاص بتاعت السيرك، وأثناء الخناقة وقعنا بضهرنا على الأقفاص، وفي لحظة سمعنا صوت أسد بيصرخ وبيضرب برجله في الممر اللي احنا فيه.. احنا سمعنا صوته والخبط قومنا جرينا قولنا هنتأكل.

– بعد دورك في ”إكس لارج” حصلت على 3 جوائز.. حسيت بإيه؟

الإخلاص في الشيء اللي بتعمله بيوصلك لأفضل مكان.. أنا لا أدعي أكثر من أني مخلص لعملي جدًا.

– شايف إزاي مستقبل الكوميديا في مصر؟

مستقبل الكوميديا في مصر هايل، عندنا أسماء كتيرة واعدة وشباب زي الورد مش أقل من 20 واحد هيبقوا نجوم كبار.

وعندنا كمان مخرج مهم في مسرح الهناجر اسمه ”خالد جلال”، بيعمل شغل عظيم، وبيقدم شباب هايلين جدًا، لازم الدولة تعمله كيان لوحده.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى