تقارير و تحقيقات

بين إهمال للتعليم والصحة والمواصلات.. يتحول مركز أبو حماد من المكانة التاريخية إلى خرابة

 

%d8%ba%d9%81%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a6%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%ad%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af

 

تقرير | أحمد الدويري

مركز أبو حماد هو أحد مراكز محافظة الشرقية، عدد السكان حوالي 324484 نسمة، يجمع  7 وحدات محلية قروية، منها 34 قرية رئيسية و 429 عزبة وكفر توابع، تبلغ مساحه 218.4 كيلو متر، ويعد فى الترتيب التاسع على مستوى المحافظة من حيث المساحة، يرجع أسم المركز قديمًا «بانوب» وفى الروك الناصري وردت باسم مدينة الشباسى، سنة 1844 م تم تغيير الكثير من أسماء القرى فوردت بعد ذلك باسم أبو حماد نسبة إلى الشيخ «أحمد أبو حماد» النازح إليها في غضون الفتح الإسلامي لمصر ليستقر بجوار أحد الآبار مقيماً لنفسه مصلى وبعد وفاته أقام أتباعه ضريحا له بهذا المكان ثم تحول لمسجد كبير باسمه، وحتى ألان يعد هذا المسجد من معالم أبو حماد.

كان طريق أبو حماد بلبيس هو الطريق الرئيسي للقوات الجيوش فى الفتح الإسلامي، وشهد هذا الطريق سقوط عدد كثيرا من الشهداء، وتركوا آثار لم يبقى منها إلا المصلات المنتشرة في ربوع المركز، ويذكر أن العديد من الشهداء قد دفنوا في قرية المشهد في المنتصف بين قرية بحطيط وبلبيس .

ضرب أهالي أبو حماد مثلا أعلا في الفداء قديماً وحديثاً وذلك عبر  البطولات التى قدمها الأهالي خاصة قرى القرين والأسدية  والقطاوية، ذلك من خلال الدفاع عن الوطن أثناء الأحتلال الإنجليزي، وفى ومعركة التل الكبير وما قدموه من عمليات انتحارية على معسكر الإنجليز وسكانه، للدفاع عن الوطن والتخلص من العدوان.

هذا عن الجانب التاريخي للمركز، أما عن الوضع القائم الآن يعاني «أبوحماد» من الكثير من المشاكل في جميع القطاعات، حيث الصحة والتعليم والتموين والنقل ومواصلات وطرق وإشغالات وتعديات على الأراضي الزراعية والقمامة والصرف الصحي ، وغيرها من المشاكل التي تبحث عن حل، ومن هنا نرصد لكم بعض صور الإهمال الموجودة في المدينة والقرى التابعة لها .

%d9%86%d8%b1%d8%b5%d8%af-%d8%a5%d9%87%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d9%88%d8%a7

الصحة

إذا تحدثا عن قطاع الصحة في مركز أبوحماد نجد أن المستشفى المركزي ليست ملجاء للمرضى، ولكن للقمامة والقطط والإهمال الجسيم، في نلاحظ عدم تواجد الأطباء بشكل دائم ، وعدم تقديم خدمة صحية متميزة عن باقي المستشفيات، فعلى سبيل المثال وليس الحصر حضانات الأطفال المتواجدة بها ليس على كفاءة عالية مثل باقي المستشفيات، فالمواطن البسيط الذي رزق بمولود وهو بحاجة إلى حضانة من المفترض انه سيذهب إلى المستشفى العام لتلاقى الخدمة الصحية ، ولكن الصورة الأقرب أنه لم يجد مكان فارغ ليدع مولوده بها تحت أشراف الطبيب، حيث أنه ونظرًا لزيادة عدد المواطنين يجد الحضانات ممتلئة عن آخرها فيضطر إلى الذهاب به إلى مستتشفى خاص وهو ما يتحمل أعباء مالية كثيرة، ليس هذا فقط ولكن نقص الأطباء ونقص الرعاية هو ما يضع المريض تحت طائلة الإهمال، ومن الممكن تعرضه لفقدان حياته في أي وقت ممكن.

 

أما عن الراقبة والزيارات التى يقوم بها المسؤولين بالمحافظة جميعها تأتي دون جدوى فعالة لتغطية الإهمال بالمستشفى، ونجد أيضا أن هناك مستشفيات قروية تم تحويلها إلى مراكز طب أسرة ولكن أيضاً دون تفعيلها مثلما حدث في مستشفى الصوة والعزازي دون تدخل واضح من المسئولين.

%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%87%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a6%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%ba%d9%81%d9%84

فيقول محمود العرباوي أحد الاهالي : أنه ذهب بزوجته إلى المستشفى لأنها تعاني من بعض الحروق فإذ به ينتظر لأكثر من 3 ساعات داخل المستشفى دون أن يجد طبيب واحد ينجده أو حتى يدله ماذا يفعل وكان هذا في وقت متأخر من الليل.

أما سعيد الهمشري أحد الأهالي أيضاً يقول : أن المستشفى العام تعتبر من أسوأ المستشفيات على مستوى المحافظة حيث أنه تواجد بنفسه فيها ليتلقى العلاج وإذ وجد أنه يلقى على الأرض نظراً لنقص الأسرة فيها، ليس هذا فقط بل نشاهد انتشار القطط والقمامة أهم ما يتواجد بها.

%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%87%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a6%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%ba%d9%81%d9%84

التعليم:-

إذا تحدثنا عن التعليم نجد أن المتعاقدين هم الشغل الشاغل في أبوحماد الذي ذيع سيطهم إلى أكبر مسؤول فى الدولة، وبغض النظر عن مشكلة المؤهلات الوسطى والفوق متوسطة والعمال الذين يتقاضون 70 جنيهاً ومنهم من يعول أسرة، ونجد أن مبنى الإدارة التعليمية لا يليق إطلاقاً بصرح التعليم في أبوحماد، فأي مدرسة على مستوى المركز المبنى الخاص بها هو أفضل بكثير من مبنى الإدارة التي هي الأم لجميع المدارس، حيث تعاني الإدارة من أنها مبنية بالطوب اللبن الذي لم يستخدمه أحد من حوالي 15 سنة، حيث تتكون من حوالي 16 حجرة سقفها من الخشب والجدران من الطوب اللبن والطين ، هذا يعني أنها معرضة للإنهيار في وقت ممكن خاصة أن كلها أيام ويدخل علينا فصل الشتاء لما فيه من أمطار من الممكن أن ينهار المبنى في أي وقت وتتلف جميع الأوراق والمستندات الخاصة بجميع المعلمين والإداريين والطلاب على مستوى مركز أبوحماد.

%d9%86%d8%b1%d8%b5%d8%af-%d8%a5%d9%87%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d9%88%d8%a7

فيقول« إبراهيم سعيد» أحد المعلمين : أن قطاع التعليم في أبوحماد يعاني من نقص شديد في الخدمات ، حيث أن هناك مدارس معرضة للإنهيار وبها مشاكل في الصرف الصحي، علاوة على تكدس الطلاب في الفصول .

وأضاف «محمد متولي» أحد الإداريين :يتردد على الإدارة لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بمدرسته فيجد أن الإدارة لا تليق إطلاقاً بالمعلمين أو بقطاع التعليم، فالمبنى من الممكن ان ينهار في أي وقت ويوجد به حجرة لأوراق كان قد تم حرقها أيام مشكلة المتعاقدين والأوراق متناثرة بها ومنظر لا يليق بالإدارة إطلاقاً.

%d9%86%d8%b1%d8%b5%d8%af-%d8%a5%d9%87%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d9%88%d8%a7

النظافة:-

شوارع أبو حماد دائماً وأبدأ ما تتواجد بها القمامة ليل نهار، فانتشار القمامة أصبح منظر معتاد عليه المواطنين، فعلى سبيل المثال أمام الوحدة الصحية تنتشر القمامة بكثر دون النظر إليه، فكان قبل ذلك محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد في زيارة للمدينة أثناء انطلاق حملة حلوة يا بلدي وأمر بوضع صندوق للقمامة هناك، وبالفعل تم وضع الصنوق ولكن سرعان ما تم إزالته وأصبحت القمامة تنتشر هناك، علاوة على وجود القمامة أمام مدرسة الثورة وأمام معظم المدارس في المدينة، وانتشارها أيضاً في القرى فنجد في قرية السناجرة التي هي مسقط رأس أعضا مجلس النواب ، حيث تتواجد القمامة أمام مركز شباب القرية دون النظر إليه، وفي قرية مساكن طابا هناك، والتى تزينها للقمامة في مدخل القرية، لو يختلف الأمر كثيرا حيث توجد بقرية «الشيخ ذكري » مقلب في محيط مسجد السلام ويتم إزالتها تقريباً كل شهر بعد ان تنتشر وأحياناً تصل إلى المنازل دون أن تتحرك الوحدة المحلية في إزالتها.

%d9%82%d9%85%d8%a7%d9%85%d8%a9-1

 

النقل والمواصلات:-

من المشاكل التي يعاني منها جميع فئات المجتمع في المركز، لك أن تتخيل أنه إلى الآن مازالت تتواجد سيارات النصف نقل  التي تقل المواطنين من القري إلى المدينة والعكس، وهناك أيضاً مواقف خطوط للنقل قد تم إلغاؤها وهذا يسبب عبء على المواطن،فخط  مجمع الصوة قد تم إلغاؤه دون إبداء أي أساب وتم استبداله بخط السناجرة – أبوحماد ، ولكن المشكلة الأبرز هي نقص عدد الميركوباصات من مدينة أبوحماد إلى الزقازيق وهنا نرصد آراء الطلاب في هذا الأمر.

فيقول «محمود حري» أحد الطلاب أن هناك معاناة يومية يعيشها بسبب المواصلات فبعد نقل موقف أبوحماد من الزراعة إلى الشوبك طالبوا المسئولين بضرورة رجوعه مرة أخرى أو نقله إلى مكان قريب من المدينة ولكن دون جدوى، فهناك قلة في المواصلات في موقف مدينة أبوحماد فننتظر تقريباً قاربة الساعة حتى نجد ميكروباص إلى الزراعة أو إلى الجامعة.

أما عن «ياسمين إمام » إحدى الطالبات تقول أنهم يعانوا أشد المعاناة كل صباح بسبب قلة المواصلات، الأمر الذي أجبرها على عدم الذهاب إلى الجامعة بشكل دائم، ولكن تقوم بالذهاب يومين فقط، وهذا يتسبب لها وللكثير من الإرهاق والتأخر عن محاضرات، ورغم فقدان الأمل، إلا أنها تطالب المسؤولين بضرورة التدخل الفوري قبل امتحانات نصف العام لعدم تعرضهم لما يتعرضون له من مشاكل أثناء.

%d9%86%d8%b1%d8%b5%d8%af-%d8%a5%d9%87%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d9%88%d8%a7

الطرق والسكة الحديد:-

إذا تحدثنا عن الطرق في أبوحماد فحدث ولا حرج، حيث أصبحت هناك بعض الطرق تسمى طرق الموت، فكثرة الحوادث لعدم وجود مطبات صناعية أو إضاءة للطرق، فنجدد طريق الزلاجة الرابط ما بين أبوحماد وقرية السناجرة هو من الطرق التي تكثر عليها الحوادث نظراً لعدم وجود مطبات وعدم تنسيقه من المؤدي إلى المدينة أو المؤدي للقرية، فنجد أسفلت الطرق مهدمة والإنارة غير موجودة الأمر الذي يزيد من آلام المواطنين، إضافة إلى مزلقان السكة الحديد الذي مازال في مرحلة التطوير من أكثر من  شهور حتى الآن.

18%d9%86%d8%b1%d8%b5%d8%af-%d8%a5%d9%87%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d9%88%d8%a7

الأزمة المرورية:-

تشهد مدينة أبوحماد يومياً أزمة مرورية حادة في جميع شوارعها، بداية من مدخل المدينة مروراً بكوبري السمك، وشارع الجيش ، إضافة إلى مزلقان السكة الحديد، بتواجد التوكتوك في الشارع يزداد الأمر سواءً، فهو ينتشر في أرجاء المدينة ويخصص له موقف تقريباً في معظم الأنحاء دون تدخل واحد من المسئولين وتقنين أوضاعه.

%d9%85%d8%b2%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%86

ومن جانبه أكد رئيس مركز المدينة الأستاذ «محمد الزيبق » أنه حريص على لقاء المواطنين كل أسبوع للتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها في ظل الإمكانيات المتاحة ، في جميع القطاعات ، سواء تطوير منظومة الصحة أو التعليم أو غيره من الأمور التي تشغل بال المواطنين..

 

يبقى السؤال هل سيظل مركز أبوحماد خارج نطاق الخدمة؟ ، أم سيكون للمسئولين والنواب رأي آخر لنشاهد مولد عهد جديد ينعم فيه المواطنين بحقوقهم المشروعة .

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى