مقالات

الدكتور رضا عبدالسلام| يكتب: صراع الدولة مع الحيتان…صراع حياة أو موت!!

 

عبدالسلامالسعي لاسترداد أملاك الدولة، وخاصة من الحيتان، هو اعلان حرب على دولة السلب والنهب والفساد.. فدولة الفساد اشبه بالسرطان الذي استشرى في كافة مؤسسات الدولة دون استثناء. عصابات تعتبر أن التغيير والاصلاح يعني نهايتهم ونهاية عصرهم البائد.

جميعنا نعرف ونرى بأعيننا سواحلنا الممتدة لآلاف الاميال وطرقنا الصحراوية ومحاجرنا المختلفة التي استولى عليها عتاولة من كافة الجهات ومن رجال الأعمال وقضاة وضباط واطباء وأساتذة جامعات ومسئولين سابقين واعلاميين ….الخ.

هؤلاء في حقيقة الأمر هم من أسقط الدولة المصرية في السابق وتحكم في مقدراتها ومفاصلها.. وعلى أيديهم، أهين وطرد الاكفاء وهاجرت العقول وأفرغت مصر من كل ما هو قيم وجميل..هذه هي مصر التي ورثناها من نظام مبارك، دولة مسروقة وشعب مهان ومشرد ومريض .

لقد راهنت الدولة خلال العام المنقضي على تحمل المواطن البسيط للسياسات الاقتصادية التي أهلكته، وتحمل وصبر الفقراء والبسطاء وتجرعوا هذا الدواء المر، ولكن هل يتحمل لصوص المال العام هذه الخطوات؟ وهل يتحملوا ويصبروا كما صبر اولي العزم من الفقراء والبسطاء من أجل الوطن؟

لا أعتقد بأنهم سيتحملوا ..ولا أعتقد أن المواجهة معهم ستكون سهلة…هؤلاء امتهنوا العيش من حرام وابتلاع المال العام ومن ثم فان الوطن لا يعنيهم كثيرا…هؤلاء قلت عليهم من قبل أنهم يحبون مصر حب الشيكولاته…أي ليأكلوها في كروشهم.

كل ما ارجوه هو ان يتم سحب تلك الألاف من الأفدنة التي استولى عليها هؤلاء اللصوص والحيتان، أيا كان سند السيطرة عليها.. أكرر .. أيا كان السند فهذه أراضي دولة… لأن المؤكد ان الكثير من هؤلاء ستفوا اوراقهم جيدا ولن يسلموا بسهولة ..فالأرض ارض الدولة والشعب.

أخشى ما اخشاه هو ان يفلت الكثير من هؤلاء باوراق قاموا بتستيفها…وفي المقابل يضيع ويشرد أصحاب الأكشاك وصغار المعتدين…اتمنى أن يتخلى المسئولين في جميع محافظات مصر عن اسلوب التستيف والتزييف، واظهار انتصارات غير حقيقية وأرقام زائفة….فالأهم في هذه العملية برمتها هم الحيتان والا فلا داعي لها.

إذا في اعتقادي هو صراع بقاء لدولة جديدة نبنيها على أسس راسخة، وبقاء لهؤلاء اللصوص الذين وزعت عليهم ارض مصر ، وبالتالي بقاؤهم مرتبط ببقاء تلك الهيمنة.

ولهذا مؤكد أنهم لن يسلموا بسهولة وسيفعلوا كل شيء …كل شيء… لوأد تلك الخطوات…وأخشى ما اخشاه أن يصاب الناس بالصدمة من الأرقام التي سيتم استردادها أو الاشخاص الذين سيخرجون ألسنتهم لنا بعد انتهاء هذه الحملة.

أحلم بأن تنتصر ارادة الدولة لتعود مصر للمصريين…جميع المصريين…هكذا حلمنا بمصر بعد ثورتين أريقت فيهما دماء بريئة…لن نتنازل عن حلمنا بوطن نملكه ويحتوينا كمصريين.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى