تقارير و تحقيقاتثقافة و فنسلايد

باحث شرعى: أهل السنه والجماعه لم يحرموا تهنئة الأقباط بميلاد “الشريف” عيسي

c7

كتب| أحمد حامد دياب

فى  مصر المحروسة وشعبها ميزة فريدة فالميزة  فى هذا الشعب انك لو رائيت مجموعة شباب من الصعب ان تميز بينهم من منهم محمد ومن منهم جورج  والاغرب انك تجد من يقول لمحمد لا تهنئ جورج باعياده !!!

فلقد لاحظنا جميعاً فى الأونة الاخيرة  انتشر نبرة متعصبة غريبة عن هذا الشعب 

وقد لاقت هذه الفتاوى الغريبة عدم قابلية فى نفسي فقلت أسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون

وتوجهنا الى فضيلة  الشيخ أحمد عبدالحليم خطاب الباحث الشرعى وأحد علماء الأزهر الشريف والحاصل على اجازات أكابر العلماء فى الحديث الشريف  والفقه والافتاء
وسألنا فضيلته عما يثار حالياً من دعوات عدم تهنئة الاقباط باعيادهم بحجة ان ذلك غير جائز شرعاً فأجاب فضيلته قائلاً:-

أولا دعنا نوضح وضع المسيح عيسى  ابن مريم وامه فى شرعنا فالمسيح عيسي ابن مريم عليهما السلام هو نبي  ورسول من  أولى العزم وامة العذراء البتول مريم بنت عمران وكان خلقه كمثل خلق آدم بدون أب بل نفخه جبريل من روح الله وذكر القراءن الكريم ان الحمل به والولادة له كانتا معجزتين وأنه دافع عن والدته التقية النقية الصديقة وقت ولادته  وكان باذن الله يصنع المعجزات من احياء الموتى واشفاء المرضى وحاربه اليهود وهو يدعوهم لعبادة الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد وقد أفرد الله سبحانه وتعالى للعذراء البتول صورة كاملة فى القراءن ولم تكن لغيرها بل ولم يكن ذلك فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بل ذكرت عليها السلام 34مرة وذكر عيسي 25مرة وذكر المسيح 11مرة وكل ذلك فى القراءن الكريم.

ثم نتكلم عما يثار حالياً من فتاوى بعض الغير متخصصين من عدم  جواز تهنئة الاقباط فى مصر باعيادهم  
فلا مانع من تهنئتهم بهذا الميلاد الشريف ميلاد المسيح عيسي  ابن مريم عليهما السلام وهذا ما دلت عليه الايات القرآنية والاحاديث النبوية ودرج على ذلك السلف ومن خلفهم أهل السنة والجماعة الى يوم الناس هذا خلافاً لمن ادى الانتساب الى السلف فى هذه الايام وادعى الاخذ من أقوالهم حيث قال الله تعالى:-

” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً”83 البقرة

“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ”النحل 90

“لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”الممتحنة9

هذا من كتاب الله عز وجل وما أخذ منه أهل العلم بجواز تهنئتهم 

اما من الفقهاء فقد قال المرداوى الحنبلي 

: قوله (وفي تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم : روايتان) وأطلقهما في الهداية … وأن قول العلماء : يعاد، ويعرض عليه الإسلام. قلت : هذا هو الصواب [الإنصاف 234/4]
وجاء في الفتاوى الهندية : «ولا بأس بالذهاب إلى ضيافة أهل الذمة، هكذا ذكر محمد رحمه الله تعالى … ثم قال : ولا بأس بضيافة الذمي، وإن لم يكن بينهما إلا معرفة، كذا في الملتقط … ثم قال : ولا بأس بأن يصل الرجل المسلم والمشرك قريبًا كان أو بعيدًا محاربًا كان أو ذميًّا» [الفتاوى الهندي 347/5].

شكر الله لكم ..هذا عن تهنئتهم   ماذا عن أحكام واصول التعامل معهم وكيف كان يعاملهم المصطفى صلى الله عليه وسلم؟؟

الاشمل ان نتحدث عن معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لجميع مخالفيه فى العقيدة من نصارى ويهود ومشركين ووثنيين وغيرهم  لا القبط فقط  والمعروف ان المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بمودتهم وقال الله الله فى قبط مصركما روى الطبرانى   لنتعلم كيف كانت الاخلاق النبوية وكان كان يتعامل صلى الله عليه واله وسلم مع مخالفيه فى وطن واحد وعلى ارض واحدة  حتى نستفيد من ذلك فى هذه الايام التى نجد فيه  دعوات التخوين وغيرها 

 فقد  رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم  بالكفار والمشركين ودعا لهم وتسامح معهم واشترى منهم واهداهم وقبل الهدية منهم وتبعه فى هذا الصحابة الابرار والسلف الاخيار  ووصى رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقباط مصر خاصة وهذا معلوم للجميع.
 عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا  قَالَتْ دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ(اى الموت) عَلَيْكُمْ … فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ… قُالْتُ:  أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ .(البخارى ومسلم)

بل ودعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يرجى دخوله فى الاسلام  ..عن ابى هريرة رضى الله عنه قال

قدم الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ على رسول الله  , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ وَعَصَتْ وَأَبَتْ ، ادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , فظن الناس انه يدعوا عليهم, قَالَ : ” اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ ” البخارى ومسلم

حتى ان ابن حجر قال فى الفتح (ج11/196)والمنع حيث يقع  الدعاء عليهم بالهلاك على كفرهم.
وكما انه يجوز أكل طعامهم وشرابهم والشراء منهم والبيع لهم حتى ان النبي باع من المشركين  واشترى منهم
حتى بوب البخارى فى صحيحه باب (صلة الاخ المشرك) 

وهذه هى أصول التعامل مع غير المسلمين عموماً حتى لو لم يكن من اهل الكتاب واهل الديانات السماوية حتى لو كان من اهل الديانات الوضعية والوثنية.
 

عجبنا فضيلة الشيخ مما نسمع الان ونرى ولكن هل من هناك أحكام اخرى  فى التعامل مع غير المسلمين؟؟؟

فأجاب فضيلته قائلاً :نعم هناك الكثير حيث يجوز توكيلهم فى دار الحرب او دارالسلام   حيث وكل عبدالرحمن بن عوف أمية بن خلف على  صاغيته فى مكة والصاغية تطلق على الاهل والمال  وحفظ هو صاغيته فى المدينة وذكر ذلك فى فتح البارى (4/480)

وايضاً عيادة مرضاهم والقيام لجنازاتهم حيث  كَانَ دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على غُلَامٌ يَهُودِيٌّ كان يَخْدُمُه يعوده فى مرضه..والحديث رواه أحمد والبخارى وابوداود
كما تجوز الصلاة فى بيتوهم حيث صلى سلمان وأبو الدرداء رضي الله عنهما في بيت نصرانية  فقال لها أبو الدرداء رضى الله عنه : هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه ؟ فقالت طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما فقال له سلمان رضى الله عنه : خذها من غير فقيه .

وهل من أحكام أخرى؟؟

نعم فيجوز ان يرقى غير المسلم المسلم  شرط ان يرقيها بكتاب الله

 عن عائشة قالت : دخل أبو بكر رضي الله عنه عليها وعندها يهودية ترقيها فقال : إرقيها بكتاب الله عز وجل
وسُئل  الشافعى ..أيرقى غير المسلم المسلم ؟؟ قال نعم ((الام/شرح الموطاء4/417) 

وروى القلقشندى :- استسقى الرسول صلى الله عليه وسلم فسقاه يهودى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم جملك الله فما رؤى الشيب فى وجهه حتى مات.
ودعا أحمد بن حنبل للنصرانى أكرمك الله وذلك فى الاداب الشرعية لابن مفلح الحنبلى
فا أوسع ديننا وما أعظمه وما أضيق قلوب وعقول هؤلاء !!!

وان كانت هذه هى أحكام التعامل مع الوثنيين والمشركين من غير اهل الديانات السماوية وفكيف التعامل مع شركاء الارض والوطن ومن وقفوا سوياً يدافعوا عن ارض مصر بدمائهم طول التاريخ!!!!

وفى النهاية هل تريد ان تقول اى شئ لمسيحي مصر؟؟

أجاب الشيخ قائلاً تلك رسالة أوجهها الى النصارى وهم فى عيد ميلاد السيد المسيح مهناً لهم ولنا على هذه الذكرى العطرة واقول أبيات شعرية تنسب لفضيلة العلامه الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف

أنى أحب محمداً وأحب كل المرسلينا

ومحبتى للقبط مثل محبتى للمسلمينا              

جئنا الحياة فكلنا أبناء آدم أجمعينا

فلنعبر الدنيا على حب وسلم مخلصينا 

 

المصدر| الشرقية توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى