تقارير و تحقيقاتسلايد

بالصور.. في أبوكبير .. بائعات الخضار تتحدى الفقر


الخضار تتحدى الفقر في أبوكبير5

كتبت | غادة النجار

مع ارتفاع الأسعار الذي تسببت في غضب الكثيرين بل ووصل بالبعض إلى الإقدام على ارتكاب جرائم السرقة بل وربما الانتحار بسبب الغلاء وهناك من يسعى إلى الحصول على وظيفة أخرى لتحسين مستوى الدخل تجد في المقابل شريحة من نساء كادحات مكسبهم لايتعدى بعض الجنيهات يومياً يعيشون في دنيا تخصهم وحدهم سموها «دنيا الرضا» بها بركة يضعها الخالق لهم لأنهم ليسوا ساخطين اشتركوا جميعاً في جملة واحدة الحمد لله ،هن بائعات «الشبت والبقدونس» تأتي به يومياً من الفلاح في وقت يعقب الفجر تمشي في الظلمات وحدها أو مع طفلها الصغير حتى تسعى على لقمة عيشها فهي لم تجد سوى هذا الطريق البسيط للعيش بالحلال وإن قل ربحه ولكن المولى يزيد بركته وتذهب به إلى الأسواق في كل القرى والبلدان المجاورة وربما تمشي به في الأسواق سيرا على الأقدام تطلب من الناس الشراء وما يثير فضولك عندما تسألهم عن كيفية العيش بهذا الربح البسيط تجد الإجابة أبسط ولكن تحمل معني أعظم«الحمد لله رضا».

وقالت «فاطمة» بائعة أن زوجها متوفي وفضلت أن تبيع هذه الخضراوات البسيطة سعياً للرزق أفضل من مد الأيدي للغير ففضلت العيش بكرامة وبربح بسيط أفضل من انتظار شفقة أو إحسان من الكثيرين وهي تتعاون هي وولديها على الحياة وأنها قامت بتعليم أولادها وعن ربحها البسيط قالت «دي بركة ربنا».

وأكدت بائعة أخرى أن كمية الشبت والبقدونس التي أمامها لا تتعدى 20 جنيه ويساعدها زوجها في المعيشة بالعمل في الأراضي الزراعية باليومية وعن غلاء الاسعار قالت «الحمد لله»

وقالت «أم محمد »بائعة أن المكسب بسيط والمعيشة مرتفعة ولكن رضا فنحن حالنا أفضل بكثير من طوابير المرضى في المستشفيات فدائما أدعي بالستر والصحة فالفقر أفضل من المرض.

وقالت «سعيدة» أن مكسبها هي وباقي البائعات هو ربع جنيه، وعن الغلاء قالت« ربنا هو اللي بيمشيها والحمد لله»، فهي تذهب يومياً لشراء الشبت والبقدونس من الفلاح وتبيعه وتعود آخر اليوم لبيتها وتجد أولادها في سلام وأمان وزوجها في انتظارها ونتناول وجبة العشاء ويجلسوا سوياً في غرفة واحدة تقيهم من البرد وحينها تجد نفسها في دفى ولكن دفى من نوع آخر يفتقده الكثيرون، فهو مرتبط بالشعور بالرضا وترك الرزق للرزاق.

والأسواق المصرية خاصة محافظة الشرقية التي تعتمد في المقام الأول على الزراعة تمتلئ بالبائعات الجائلات اللتي تخرجن مبكراً سعياً للرزق رغم أن قوت يومهم لا يتعدى 20 جنيه.

هذه هي القناعة التي يملكها البسطاء ولم تتواجد لدى الكثرين فهم يقبلوا القليل لأنه جاء بعد كفاح وتعب ورضا ومع هذا الفقر ترسم على وجوههم ابتسامة نقية يتمناها الكثيرون.

الخضار تتحدى الفقر في أبوكبير3
الخضار تتحدى الفقر في أبوكبير2
الخضار تتحدى الفقر في أبوكبير

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى