تقارير و تحقيقات

بالصور.. مستشفي ههيا مقبرة المرضي ومأوى القطط الضالة

 

تحقيق l أسماء الهادى

أصبح حال المستشفيات الحكومية في السنوات الأخيرة لا يخفى على أحد، فقد زاد فساد المنظومة الصحية يستمر مسلسل الإهمال وكأنه مشهد دائم لمعاناة المرضي، حيث عانت الأهالي من قلة النظافة داخل مستشفى ههيا العام، كما شهدت حالة من انتشار الفوضي بها حتي أصبحت مأوي للقطط والحيوانات الضالة داخل الأقسام والعنابر مع عدم وجود أطباء، وكذلك سوء الخدمات المقدمة وقلة توافر بعض الأجهزة الطبية المطلوبة، وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى زيادة معدل الأمراض الناتجة عن عدوي بكتيرية أو فيروسية أو أمراض ليست خطيرة، ويمكن علاجها ولكنها تودي بحياة المريض بسبب إهمال الرعاية له، ويبقى السؤال« إلى متى يظل الإهمال والفساد هكذا» ؟؟ .

القطط تتجول بداخل الأقسام فضلاً عن عدم وجود أي رعاية للمرضي وسوء معاملة الممرضات للمواطنيين الأمر الذي يهدد حياة المترددين علي المستشفي علي الرغم من كونها تخدم المدينة بالكامل.

«مستشفى ههيا مصيدة للموتى ومتنزه للقطط» هكذا عبر «محمد ناشي» أحد أهالي المدينة، مشيراً أن المستشفي تشهد حالة من الإهمال والفوضي، كما أن شبح الموت يخيم عليها، ولا شيء مجانياً في مستشفي ههيا المركزي بداية من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلي الأشعة المقطعية التي يطلبها الطبيب كل ذلك بمبالغ مالية.

وتابع قائلاً: «الأغرب من ذلك أن الممرضين والممرضات والعاملين والأطباء بالمستشفي يستخدمون الأسانسير الموجود لنقلهم أما المرضي فعليهم استخدام السلالم للصعود للدور الخامس كجزء من خطة العلاج بحرق الدم والمهانة».

«أصوات الاستغاثات تعالت في الفترة الأخيرة من الإهمال وسوء الخدمة الطبية»، هكذا عبر الأهالي عن غضبهم الشديد من سوء الحالة الطبية بالمستشفي، ويؤكد أحدهم أن أجهزة الأشعة لا تقدم نتائج سليمة وأنا خرجت عملت الإشاعات بأحد المراكز الخاصة، بالإضافة إلي عدم وجود الأطباء والأخصائيين والإستشاريين بشكل منتظم ودا السبب اللي بيخلي الممرضات يقوموا بدور الطبيب.

فيما قالت أحدى العاملين بقسم الإستقبال والعناية المركزة، أن المستشفى في أشد الحاجة لجهاز أشعة تليفزيونية متنقل، بالإضافة لتدريب أطقم العناية للتعامل مع الحوادث والأغرب من ذلك أن المباني لم يتم لها تحديث أو تطوير والأجهزة المتواجدة ايضا.

يقول الحاج «العربي محمد» أحد المرضى: «مفيش خدمة ولا أهتمام بالناس، وزي ما أنت شايف تجول القطط بداخل الأقسام أصبح مشهد مألوفاً وغير مستغرب من مرتاديه فى الوقت الذى يفترض فيه ألتزام المستشفى بأعلى درجات التعقيم والنظافة والأهتمام فضلاً عن عدم وجود أي رعاية لينا، الأدوية مرمية على الأرض، الواحد بييجي تعبان بالسكر، تروح الحكومة تكرمنا وتجيبلنا الضغط معاه بسبب المعاملة اللي هنا».

ومن جانبه قالت أحدى المرضى «المستشفي خال تماماً من الأجهزة والمعدات حتي الأشعة المقطعية ليست موجودة فكيف لمصاب في حادث عندما يحتاج لعمل أشعة مقطعية يضطر لإجرائها بالخارج، ثم يعود مرة أخري كما إنه لا يوجد به أي أهتمام بالنظافة خاصة دورات المياه أو أعمال صيانة بها علاوة علي أننا نصاب بالإختناق بسبب تكدس المرضي في حجرات ضيقة».

وأضاف «محمد حسن» دكتور بمستشفي ههيا المركزي «علي فكرة انتو مكبرين الموضوع قوي موضوع القطط دا بقى عادى دي بتتطلع معانا ف أسانسير الحروق وبتاكل وبتشرب وبتدخل العيادات أنا مش فاهم فين المشكلة، دا حتى نشاط إجتماعى».

«الإهمال وتدني الخدمات نهاراً، وتزويغ الأطباء والممرضات ليلاً» هكذا تحدثت «دينا فتحي»، مؤكدة أن مراحل الإهمال الرسمية والمأساة بدأت في قسم الإستقبال والطوارئ بالمستشفي، حيث أن المبني مكتظ بالمرضي والإمكانيات محدودة وإن لم تكن معدومة، فالمسكنات العامة مثل أدوية المغص الكلوي وموسعات الشعب الهوائية تكاد تكون معدومة، كما أنه لا يوجد دكتور متخصص في طب الأطفال في هذا القسم، بالإضافة إلي نقص في القطن والشاش بالنسبة لمرضي الطوارئ.

«قطار الموت يلحق بالمرضي» أكد عدد كبير من الأهالي أن سوء الخدمة الطبية لا تطاق والأسرة بدون مراتب وغير موجودة والمريض لكي يتم حجزه يجب عليه الإنتظار في طابور طويل يعاني فيه حتي يخلو أحدهم، وأحيانا تموت بعض الحالات الحرجة قبل أن يصل لدوره فى الحجز، بخلاف رحلة البحث عن الأدوية والمستلزمات الطبية غير المتوافرة بالمرة في المستشفي وكله علي حساب المريض من الصيدليات، بالإضافة إلي انتشار ظاهرة الباعة الجائلين في الأروقه بشكل مبالغ فيه وتتم عمليات البيع والشراء من خلال المرضي أنفسهم وذويهم.
ومن جانبه قال «حسام أبو ساطى» وكيل وزارة الصحة أنه تلقى عدة شكاوى من المواطنينن فهو يقوم بتفقد مستشفي ههيا، كما نبه علي مدير إدارة الإمداد الدوائي بسرعة توفير بعض الأصناف من الأدوية بكميات كافية، نظراً للإقبال المتزايد عليها من المرضى.

أما عن المستشفي فأصبحت مهمة الأطباء بها سهلة وبمجرد نظرة سريعة يتم تحويل المريض إلي أحد المستشفيات الأخري داخل أو خارج المحافظة.

أضاف «السيد صابر»: إن قسم الإستقبال بمستشفي ههيا مجرد سرير متهالك وطبيب ممارس عام يقوم بكتابة روشتة سريعة للمريض ليشتريها من خارج المستشفي لعدم وجود أي أدوية.

وناشد الأهالي محافظ الشرقية اللواء «خالد سعيد» بالنظر إلى المستشفى والتدخل لإنقاذ ألاف المرضي من الموت وإنقاذهم من الإهمال والفساد الذى يقتل أبنائهم يومياً .

ويبقى السؤال هنا إلى متى يظل الإهمال والفساد هكذا ؟  إلي متي يظل هذا المسلسل الهزيل مستمر دون تدخل من في قلبه ذرة رحمه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، اغيثوا مرضي ههيا من مستشفي الموت.

99999999999

زر الذهاب إلى الأعلى